صورة تعبيرية
صورة تعبيرية


قصص وعبر| الطيب.. والشرسة.. والقبيحة

علاء عبدالعظيم

الجمعة، 05 يوليه 2019 - 07:59 م

وقفت الفتاة المنتقبة بجوار الطريق في انتظار وسيلة مواصلات، ترتجف من شدة الاضطراب والخوف من كشف أمرها، تمسك بيدها شنطة بلاستيك سوداء، وما إن وقعت عيناه على سائق توكتوك وبصوت مرتجف تطلب منه توصيلها إلى أحد المناطق المتطرفة بسرعة شديدة وبأي ثمن يطلبه.

اتخذت الفتاة مكانها خلف السائق وبعد بضع خطوات، وبحركة سريعة ألقت بالشنطة التي استقرت أمام إحدى السيدات التي لحقت بها، ونشبت بينهما مشادة كلامية خلعت على إثرها الفتاة ثوب الوقار بعدما اتهمتها بإلقاء الشنطة معتقدة أن بداخلها قمامة وتطلب منها حملها مرة أخرى وإلقاءها في المكان المخصص لذلك، انطلقت الشتائم من بين ثنايا فم الفتاة بأقبح الألفاظ في محاولة للهرب من فعلتها وانكارها بآن الشنطة ليست خاصة بها وانها لم تلقي بها، علت وجه السائق الدهشة من تصرف الفتاة وسلوكها فهرول مسرعا بعد أن تسلل الشك بداخله خاصة بعد أن تردد على سمعه في نفس الوقت صوت سيارة الإسعاف وسيارة الشرطة أثناء توجههما إلى أحد الشوارع بالمنطقة.

وما إن وقعت عيناه على ما في داخل الشنطة تأكدت شكوكه وتمكن من التحفظ على الفتاة خاصة بعدما وجد بداخلها سكينا ملطخا بالدماء ودبلة زواج ذهبية وحافظة نقود وبطاقة شخصية.

أطلقت السيدة صرخات مدوية وتجمع الأهالي وتم القبض عليها، والسطور التالية تروي حقيقة ولغز الفجيعة.

استولت على الزوجة حالة مريرة ملوثة بالغضب والحقد عندما أجبرتها عائلتها على الزواج من أحد شباب القرية الذي كان يتمتع بسمعة طيبة ووجه ينطق باللطف والرقة، وبار بوالديه، يحمل بين ضلعيه قلبا يزخر بالعواطف النبيلة.

لم تحتمل الصمود أمام عائلتها، وتزوجت منه رغما عنها، وبعد زواجها بشهرين كاملين حاولت خلالهما اختلاق المشاكل ، ترمقه بنظرات تحمل مزيجا من العقاب وخيبة الأمل، وتهديده بعدم الانجاب منه، وإقبالها متعمدة على تناول حبوب منع الحمل، فما كان منه إلا أن يهدئ من روعها وارضاءها وتحمل إهاناتها له واتهامه بعدم الرجولة، وبقلب ينبض بالحب والغفران يسامحها، وبالرغم من نصائح والديه له بأن يطلقها فهي امرأة شرسة وهو يبحث عن الحب في قلب متحجر إلا أنه أصر على عدم تطليقها لحبه الشديد لها، وأملا في أن تأتي الأيام بما هو أفضل ويدعو لها بالهداية لكنه لم يعلم بأنه سيكون ضحية زوجته الشرسة وابنة خالتها القبيحة الخلق.

خلد الزوج الطيب إلى النوم بعد أن أسدل الليل ستائره وهدأت العيون، فاستلقى على ظهره فوق السرير، بينما توجهت الزوجة الشرسة بخطوات وئيدة كخطوات السلحفاة إلى المطبخ وأمسكت السكين، وانتظرت حتى غط الزوج في نوم عميق، حيث استبد بها اليأس وإصراره على عدم تطليقها، وانتفضت بسرعة  شديدة وانقضت عليه كالوحش المجروح تسدد له الطعنات المتتالية في صدره وبطنه، بينما عقدت المفاجأة لسانه وشلت أطرافه تنطلق من عينيه ومضات بريق يشوبها رعب وهلع يتنفض كعصفور مذبوح ينظر إليها وهو مشدوه غير مصدق مما رأت عيناه، يئن أنين ينفطر له القلوب ويذوب له الصخر من. شدة الألم، ولم تتركه إلا وهو جثة هامدة.

وبقلب متحجر وشراسة غير مسبوقة أمسكت بهاتفها المحمول تطلب ابنة خالتها بالحضور ومساعدتها لاخفاء الجريمة، وقامتا بحمله وألقيتا به وسط أحد الأراضي الفضاء لتضليل رجال الشرطة، بينما ارتدت ابنة الخالة النقاب كي تخفي ملامحها، وحملت أداة الجريمة ومتعلقات الزوج الضحية داخل شنطة بلاستيك سوداء، واستقلت توكتوك متوجهة إلى أحد المناطق المتطرقة لإخفاء والتخلص من أداة الجريمة.

وما إن استقلت التوكتوك وبعد سيره بضع خطوات وبحركة ماكرة ألقت بالشنطة، حيث تصادف مرور إحدى السيدات لتقع أمامها الشنطة والتي لحقت بها ونجحت في استيقاف سائق التوكتوك، ونشبت بينها وبين الفتاة مشادة كلامية تتهمها بسوء السلوك لإلقاءها شنطة القمامة بجوار الطريق، خلعت الفتاة ثوب الوقار وقذفتها بأقبح الكلمات والألفاظ في محاولة للهرب من الموقف بينما يقف السائق تعلو وجهه. الدهشة من تصرف الفتاة التي انكرت فعلتها فتوجه مسرعا وامسك بالشنطة وإعادتها لفض النزاع بينهما لكنه فوجئ بسيارة الاسعاف وسيارة الشرطة ينطلق نفير أصواتهما بعدما عثر على جثة الزوج، تسلل الشك بداخله وقام بتفتيش الشنطة ووقعت عيناه على سكينا ملطخا بالدماء، ودبلة زواج ذهبية، وحافظة نقود وهاتف محمول.

تأكدت شكوكه في الفتاة، وأطلقت السيدة صرخات مدوية وأمسكت بها بمساعدة السائق وتمكنوا من التحفظ عليها، وتم اقتيادها إلى قسم الشرطة.

وأمام حاتم كشك وكيل أول نيابة شبين القناطر اعترفت الفتاة بجريمتها وتمكن رجال الشرطة من القبض على الزوجة التي اعترفت بجريمتها وقيامها بقتل زوجها بعدما أجبرتها عائلتها على الزواج منه، وانها استعانت بابنة خالتها لمساعدتها في اخفاء أداة الجريمة، وحملهما جثة الزوج والقاءها بأحد الأراضي الفضاء لتضليل رجال الشرطة ولإبعاد الشبهة عنهما.

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة