توت عنخ أمون
توت عنخ أمون


يوم أسود في تاريخ مصر.. القصة الكاملة لـ«بيع رأس توت عنخ أمون»

ريم الزاهد

الأحد، 07 يوليه 2019 - 02:52 م

 

بدأت الكارثة التاريخية بإعلان إحدى صالات المزادات العلنية في المملكة المتحدة البريطانية، لعرضها تمثال حجري لرأس الفرعون المصري «توت عنخ آمون»، للبيع في المزاد العلني مقابل مبلغ 6 مليون دولار. 


فوجئت السلطات المصرية الخاصة "وزارة الآثار"، بهذا الإعلان وحاولت منعه بشتى الطرق القانونية ، ولكن لم تصغ أو تهتم صالة المزاد بطلباتها لاستعادة القطعة الأثرية إلى مكانها الأصلي، وواصلت بيعها لمن يهتم. 


ناشدت وزارة الآثار الحكومة البريطانية والسفارة المصرية في لندن واليونسكو، لكي تستعيد مصر آثارها المنهوبة ، ولكن دون جدوى، حتى استيقظنا يوم 4 يوليو، على نبأ بيع تمثال توت عنخ آمون في مزاد علني بلندن مقابل 6 مليون دولار، مع عدم الإعلان عن اسم المشتري. 


«الإعلان عن بيع التمثال»
أصدرت صالة المزادات "كريستي" بلندن بيانًا بخصوص قضية بيع تمثال من الحجر الجيري لرأس الملك الذهبي «توت عنخ آمون» في مزاد علني بقيمة 4 مليون جنيه إسترليني لتثبت ملكيتها له وطريقة حصولها عليه.


قالت صالة المزاد: "لا يمكن تتبع الأشياء القديمة بطبيعتها عبر آلاف السنين، ولكن الأهم هو تأسيس ملكية حديثة وحق قانوني في البيع ، وهو ما فعلناه بوضوح. لن نعرض للبيع أي شيء هناك قلق بشأن الملكية أو التصدير".


وأضافت أن التمثال كان معروضًا على نطاق واسع في الساب ، وأن صالة مزاد "كريستي" أبلغت السفارة المصرية في لندن قبل البيع، حيث كان هناك سوق قديم وشرعي للأعمال الفنية في العالم القديم ، شارك كريستي فيها على مر الأجيال، وعرفت بالتزامها الشديد بالمعاهدات الثنائية والقوانين الدولية فيما يتعلق بالممتلكات الثقافية والإرث".


"تم الحصول على القطع الحالية من تاجر في ميونخ في عام 1985،  وقبل ذلك ، استحوذ عليها جوزيف ميسينا ، تاجر نمساوي ، في الفترة 1973-1974 من" Prinz Wilhelm von Thurn und Taxis"، الذي اشتهر به في مجموعته بحلول الستينيات.


«الإجراءات المصرية لاستعادة التمثال»
أبدت اللجنة الدائمة للآثار المصرية برئاسة د.مصطفى وزيري الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، والتي تضم في عضويتها خبراء من الوزارة وأساتذة الآثار بالجامعات، شديد اعتراضها على قيام صالة المزادات كريستيز بلندن بعرض 32 قطعة أثرية تنتمي للحضارة المصرية من ضمنها رأس تمثال من الحجر منسوبة إلى الملك توت عنخ آمون للمزاد العلني يومي 3و 4 يوليو.

 

وأكدت اللجنة في اجتماعها على ضرورة وقف البيع وعودة كل القطع التي خرجت بطريقة غير شرعية إلى مصر.


ومن جانبها أوضحت وزارة الآثار أنه سيتم اتخاذ كافة الإجراءات القانونية مع الإنتربول الدولي، وبالتنسيق مع وزارة الخارجية من أجل استرداد رأس توت عخ آمون، مُشيرةً إلى أن وزارة الخارجية قامت عن طريق السفارة المصرية بلندن بمخاطبة وزارة الخارجية البريطانية وصالة المزادات لوقف عملية البيع والتحفظ على الرأس و طلب إعادتها إلى مصر.


«بيع التمثال في مزاد علني»
باعت صالة مزادات " كريستيز" تمثال رأس الملك توت عنخ آمون، في مزادها يوم 4 يوليو ، مقابل 6 مليون دولار، ولم تضع أي اعتبارات أو قيم أخلاقية في حسبانها وضربت بمطالبات مصر في استرداد حقها بعرض الحائط. 

 

رابطة «إنقاذ الآثار المصرية» تعترض
أعربت ماجدة صقر، عضو رابطة إنقاذ الآثار المصرية، عن أسفها الشديد بعد بيع تمثال توت عنخ أمون رسميًا، في صالة مزادات كريستيز بلندن، مؤكدة أنها وبعض المواطنين نظموا وقفة احتجاجية أمام صالة المزادات، شارك فيها بعض الأجانب.


وأضافت أن بعضًا من مواطني الشعب البريطاني شارك في الوقفة الاحتجاجية كونه يؤمن بأن مثل هذه القطع الأثرية مّلك للبشرية جميعًا وليس لشخص معين، مؤكدة أن رأس توت عنخ أمون بيعت بـ4 ملايين إسترليني للأسف.


وعن وقفتها الاحتجاجية، ذكرت أنها قامت بالتعبير عن رأيها فقط دون الإساءة لأحد، قالت: "منقدرش نعمل حاجة لأن دار المزادات من الأكبر في العالم، وقالوا إن الرأس كانت مملوكة لشخص اشتراها من آخر، وهناك أوراق موثقة أن هذه الرأس بيعت لـ4 أشخاص قبل أن تصل للمزادات، ولم يُبلغ عنها أي جهة قبل ذلك".


«زاهي حواس ينفي ويعترض»
نفى وزير الآثار السابق د. زاهي حواس، ملكية رأس توت عنخ آمون إلى الملاك التي ذكرتهم صالة مزادات كريستيز بلندن قائلاً :" أن هذه الرأس تمثل الإله آمون بوجه توت عنخ آمون، وأنها لم تخرج من المقبرة لأن الـ 5398 قطعة التي أكتشفها كارتر لم يعثر علي أثر واحد من الحجر وخاصة أن الرأس من حجر الكوارتزيت.

 

وأكد حواس أن هذه الرأس سرقت من معبد الكرنك بعد عام 1970، وأضاف أنه عضو في اللجنة العليا لاستعادة الآثار المسروقة وأن الدكتور" خالد العناني" وزير الآثار طلب من المستشار نبيل صادق النائب العام، إنابة قضائية بالإضافة إلي إرسال خطاب إلي اليونسكو. 

 

وأضاف حواس، أن صالة "كريستيز أعلنت عن الشخص الذي يملك الرأس، واتصلت الصحف بهذا الشخص وجد أنه متوفي وأنكرت عائلته صلتها بتوت عنخ امون لذلك لا يوجد لدي صالة "كريستيز" أي دليل لخروج الرأس بطريقة قانونية.


«حقيقة خروج رأس توت عنخ أمون»
أوضح الدكتور أحمد صالح، باحث المصريات - مدير عام النشر العلمي بمنطقة آثار أسوان، أن رأس الملك توت عنخ آمون ليست القطعة الوحيدة التي عرضت في صالة المزاد العلني ولكن ، هناك 32 ألف قطعة أثرية أخرى ومنها تمثال الملك أمنحتب الثاني أحد ملوك الأسرة الـ 18، بالتالي القائمين على المزاد لم يسمعوا إلى وجهة النظر المصرية وأصروا على وجهة نظرهم أن يعرضوا هذه القطع للبيع.


وأضاف صالح أن رأس توت عنخ آمون خرجت من مصر بطريقة غير شرعية، حيث أن الآثار منذ العصر المملوكي وحتى عام 2019 تخرج بطرق غير شرعية ، فكانت تخرج عن طريق القسمة أو الهدايا ، لأن في ذلك الوقت كان يوجد قانون مصري يسمح للبعثات الأثرية بالحصول على 10 % من الخبيئة المكتشفة.


وشدد صالح على عودة تمثال توت عنخ آمون إلى مصر، موضحاً أن قانون اليونسكو للآثار عام 1970، وضعنا في زاوية المطالبة بالآثار منذ وقت وضع القانون فقط، اما الآثار التي خرجت قبل هذا الوقت لا يحق لنا أن نطالب بها الدول التي نهبتها بدون حق. 

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 

 
 
 

مشاركة