الكاتب الصحفي خالد ميري - رئيس تحرير جريدة «الأخبار»
الكاتب الصحفي خالد ميري - رئيس تحرير جريدة «الأخبار»


نبض السطور

خالد ميري يكتب: الاستقالة.. والحساب

خالد ميري

الإثنين، 08 يوليه 2019 - 12:30 ص

 

فى خمسة شهور فقط حققت مصر المعجزة، فى ذكرى ثورة ٣٠ يونيو العظيمة نجحت مصر فى تنظيم البطولة الأفضل فى تاريخ قارتنا السمراء، لتنهال الإشادات بالمعجزة من كل قارات الدنيا.

 

الابهار بدأ بحفل الافتتاح، وبعدها خطفت الملاعب والفنادق والطرق الانظار، وكان التأمين والتنظيم عالميا ليجعل مصر مؤهلة لاستضافة كأس العالم وكل البطولات الكبرى، وكان الجمهور المصرى نجما فوق العادة بالتشجيع المثالى والانضباط.


لكن الحلو لم يكتمل بالخسارة الفضيحة التى لحقت بالمنتخب فى دور الستة عشر أمام جنوب افريقيا، خسارة فجرت بركان الغضب فى الصدور، ليصبح الاجماع على ضرورة محاسبة كل من شارك فى الفشل الذريع.


الحقيقة أنه منذ المشاركة الفاشلة فى كأس العالم بروسيا كان واضحا أن الفشل والفساد متلازمان، لكن انجاز الوصول إلى كأس العالم بعد غياب ٢٨سنة أسكت الألسنة ومر ما حدث بدون حساب.


لكن مسلسل الفشل والفساد استمر، فبعد إقالة كوبر كان الإصرار على التعاقد مع أجيرى رغم الاعتراضات الموضوعية على سيرته المهنية وسلوكياته والاتهامات الموجهة إليه، تمت الصفقة بليل ووفرت الدولة لاتحاد الكرة والمنتخب لبن العصفور خاصة بعد أن فزنا بشرف تنظيم «الكان».

 

لم يطلبوا شيئا إلا واستجابت الدولة فورا، نعم.. كرة القدم الآن أصبحت مصدرا للفرحة وزيادة الشعور بالانتماء  والوطنية، لكن أهل الجبلاية لم يفهموا الرسالة، وجاءوا بمساعدين أفشل من أجيرى، فجاءت اختيارات اللاعبين لتثير ألف علامة استفهام، ضم ٣ رؤوس حربة لايصلحون واستبعاد رمضان صبحى وكهربا رغم خبرتهما الكبيرة، وصمت الجميع ليتفرغوا لتشجيع المنتخب.

 

وسارع اعضاء الجبلاية لمحاربة تجربة «تذكرتى» فهم أول المستفيدين بالسوق السوداء، وجاء معسكر المنتخب الأخير شاهدا على الفشل.. فلا ضبط ولاربط، وتسربت أخبار غياب الالتزام ولم يتدخل اتحاد الكرة، وجاءت فضيحة وردة لتصب الزيت على النار، استبعدوه وبعد ٢٤ ساعة أعادوه دون تحقيق فى اتهامات التحرش ليتم ضرب الأخلاق فى مقتل.


ورحم الله أيام الجوهرى وحسن شحاتة عندما كانت الأخلاق هى المعيار الأول للانضمام لمنتخب يحمل اسم مصر.


ومع ضياع الاخلاق ضاع المنتخب فى مباريات المجموعة السهلة جدا، فاز بالمباريات الثلاث بدعاء الوالدين والجمهور ومهارات فردية.. لكن كان واضحا أن المنتخب بلا خطة ولا روح، مع استمرار وصمت المدرب الفاشل وجهازه المعاون الأفشل.


وصبر الجمهور طويلا حتى جاءت الطامة الكبرى فى مباراة جنوب افريقيا، خسرنا المباراة كما خسرنا فى كل شىء.. فالفريق لا يعرف كيف يهاجم ولا كيف يدافع، وصغار جنوب افريقيا تلاعبوا وأبكوا الملايين فى الاستاد الرائع وأمام الشاشات، خسارة مباراة ليست عيبا، لكن ألا تلعب أصلا وتتوه فى الملعب هو العيب بذاته.


ودعت مصر العرس القارى من دور الستة عشر، وفورا استقال هانى أبوريدة بعد أن أقال الجهاز الفنى بالكامل، وبعده توالت استقالات اعضاء الاتحاد، والحقيقة انهم أول المذنبين والحساب يجب أن يتم أولا قبل قبول الاستقالة التى لم يكن منها مفر، الحساب واجب وضرورة لاصلاح منظومة الكرة، وبدونه يمكن أن تتكرر الاخطاء وأفدح منها.


وبعد الحساب وإعلان الحقائق كاملة يصبح حتميا انتخاب اتحاد كرة جديد محترف لايعرف لغة البيزنيس والفضائيات، يعرف كيف يدير ولايعرف كيف يلعب بالبيضة والحجر، وبعدها يتم اختيار مدرب وطنى قوى الشخصية ليعيد الانضباط، مع الحفاظ على القوام الأساسى الذى يضم الشناوى وحجازى وطارق حامد وصلاح وتريزيجيه.


بناء المستقبل يعتمد كليا على اصلاح الحاضر، ومصر التى نجحت فى تنظيم البطولة الافضل فى تاريخ افريقيا قادرة وبسرعة على إعادة تشكيل منتخب يصلح لأن يحمل اسم مصر ويلعب باسمها.


وكلمتى للجمهور.. أنتم النجم الأول لبطولة رائعة.. ودورنا أن نملأ الملاعب فى كل المباريات القادمة وأن نتذكر دوما أن الكرة مكسب وخسارة.
 

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 

 
 
 

مشاركة