وكيل الأزهر: لا مناص من ترسيخ فريضة التعارف بين الشعوب الإفريقية
وكيل الأزهر: لا مناص من ترسيخ فريضة التعارف بين الشعوب الإفريقية


وكيل الأزهر: لا مناص من ترسيخ فريضة التعارف بين الشعوب الإفريقية

إسراء كارم

الإثنين، 08 يوليه 2019 - 01:16 م

قال الشيخ صالح عباس وكيل الأزهر الشريف، أُجدد اعتزازي بثقة الدول الأفريقية في قدرة مصر على قيادة دفة العمل الأفريقي المشترك،معبرا عن تقدير الأزهر الشريف لجهود القيادة السياسية المصرية الرامية للنهوض بالقارة الحبيبة، التي تتجلى في أبهى صورها خلال رئاسة الاتحاد الأفريقي.

ووأضاف أنه تلقى، بمزيد من الأمل والتفاؤل في مستقبل مشرق، دعوة الرئيس عبدالفتاح السيسي، الدول الأعضاء بالاتحاد الأفريقي للتصديق على اتفاقية التجارة الحرة القارية، ورؤيته الحكيمة التي طرحها خلال رئاسته القمة الأفريقية الاستثنائية بالنيجر ليتحقق هذا الحلم الذى يُمَّثل علامة فارقة في مسيرة التكامل الاقتصادي، بما يُرسخ دعائم الوحدة القارية، ويُحقق التنمية الشاملة.
 

كما أنه لا يفوتني في هذا المقام، أن أتقدم بجزيل الشكر، وعظيم التقدير والامتنان، لرئيس الجمهورية على رعايته الكريمة للمؤتمر الدولي لقادة التعليم العالي بالقارة الأفريقية، الذي تنظمه جامعة الأزهر بالتعاون مع اتحاد الجامعات الأفريقية، ونتطلع أن يُؤسس بأطروحات المسئولين والخبراء لمرحلة جديدة تشهد انطلاقة قوية للتعاون البنَّاء بين مؤسسات التعليم العالي بالقارة الحبيبة. 
 

ويطيب لي في هذا الحفل الكريم أن أنقل إليكم تحيات الدكتور  أحمد الطيب، شيح الأزهر الشريف وتمنياته لمؤتمركم الكريم بالتوفيق السداد من أجل وضع رؤية مستقبلية تسهم في نهضة مؤسسات التعليم في قارتنا الحبيبة.

 

وتابع: كم تدبرت ما آلت إليه القارة الأفريقية، رغم كنوزها الطبيعية، وثرواتها البشرية المؤهلة لصدارة العالم، ولا أريد الاسترسال في تفاصيل متواترة على أسماعكم.. وكم ساءلت نفسى ليل نهار، معلنًا التحدي: ماذا يمكن أن نفعل، ومن أين نبدأ العبور للمستقبل الذى نتمناه لأنفسنا ولأبنائنا ولأحفادنا؟!.. وسرعان ما يتجدد في وجداني حلم قديم طال انتظاره، وأمل في غدٍ أفضل، تتبوأ فيه قارتنا الحبيبة مكانتها المستحقة، وتنعم فيه الشعوب الأفريقية بثمار ما حباها الله من خيرات.
 

كما أنه وبقليل من التأمل، أيقنت أنه لا مناص أولاً، من ترسيخ فريضة التعارف بين الشعوب الأفريقية، وإرساء دعائم الأخوة الإنسانية، وركائز الوحدة القارية بين الأشقاء الأفارقة، وإقرار التسوية السياسية لأى نزاعات أو أزمات، وإحلال الحوار بديلاً عن أي صراعات، وتنسيق الجهود المشتركة للمواجهة الشاملة للإرهاب والتصدي الحاسم لمموليه وداعميه، ولابد من تعزيز علاقات التعاون بشتى مداراتها، وفى أسمى صورها، والارتقاء بها إلى آفاق أرحب تؤسس لشراكات استراتيجية، تُسهم في تحقيق التكامل الأفريقي، الذى أظنه السبيل الأوحد لتجاوز التحديات الجسيمة، والانطلاق نحو «أفريقيا ٢٠٦٣»، وقد تجَّسدت هذه المنطلقات السامية، وتلك الرؤية الواضحة فيما طرحته مصر، وشرعت في تنفيذه منذ توليها رئاسة الاتحاد الأفريقي من استراتيجية قارية للتنمية المستدامة؛ انطلاقًا من الوعى الكامل بأن الأمن والاستقرار هما الركيزة الأساسية لأى جهود تنموية.
 

وأضاف: لعلكم تشاركونني الرأي في أن الأزهر: جامعًا وجامعة، بقيادة الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر، يؤدى دورًا متعاظمًا في إرساء شرعية الاختلاف، وقبول الآخر، وثقافة الحوار، وقيم السلام، والتسامح، والتعايش، والاندماج الإيجابي، والتصدي لسرطان الإرهاب الخبيث، وفيروس التطرف اللعين، وآفة العنف المقيتة، وإنقاذ البشرية من ويلات التكفير.. ليس بأفريقيا فحسب بل في العالم أجمع.
 

ومع تولى مصر رئاسة الاتحاد الأفريقي، قرر فضيلة الإمام الأكبر تشكيل لجنة للشئون الأفريقية لا سيما أن هناك طلابًا من ٤٦ دولة أفريقية يتوافدون للدراسة بالمعاهد والكليات الأزهرية؛ وذلك لوضع البرامج الداعمة لأشقائنا، وقد وافق، على مضاعفة المنح الدراسية المقررة لأبناء أفريقيا، لتصبح ١٦٠٠ منحة، إضافة إلى التوسع في قوافل السلام لنشر ثقافة التعايش والتسامح بدلًا من الكراهية والعنف، وتدريب الأئمة الأفارقة على آليات مواجهة الأفكار المتطرفة والتعامل مع القضايا المستحدثة، وإنشاء مراكز لتعليم اللغة العربية.
 

كما أنه ولا تقتصر جهود الأزهر التعليمية في أفريقيا على استقبال الطلاب الوافدين للدراسة بالقاهرة فحسب، بل حرص الأزهر الشريف على المبادرة والذهاب بمنهجه وعلمائه إلى قلب أفريقيا، وذلك من خلال 16 معهدًا أزهريًا تنتشر في كل من: الصومال وتنزانيا وجنوب أفريقيا وتشاد ونيجيريا والنيجر وأوغندا، وذلك وفق بروتوكولات تعاون بين مصر وهذه الدول.
 

ويعمل الأزهر من خلال هذه المعاهد على تحسين الأوضاع التعليمية في هذه الدول الشقيقة، ونشر المنهج الأزهري الوسطي، من خلال إمداد هذه المعاهد بالمناهج الدراسية الأزهرية وإيفاد مدرسين في العلوم الشرعية واللغة العربية.
 

وتابع: بالتوازي والتكامل مع هذه المعاهد ينتشر 537 مبعوثًا أزهريا في مختلف دول القارة السمراء، لنشر تعاليم الإسلامية الصحيحة، وفقا للمنهج الأزهري الذي يحظى بالقبول في جميع أرجاء إفريقيا، لما يتميز به من انفتاح وقبول للآخر، ورفض للتعصب والفرقة والكراهية، وحث على التعايش والتكافل بين أبناء المجتمع الواحد على اختلاف أديانهم وأعراقهم.

 

وأشار: أعتقد أنه لابد أيضًا من البحث الواقعي لأزماتنا، والسعي الجاد نحو حلها، بمراعاة فقه الأولويات؛ إعلاءً لمبدأ: «الحلول الأفريقية للمشاكل الأفريقية»؛ فنحن أدرى بما يُواجهنا من تحديات، والأقدر على تجاوزها، ولا أرى طوقًا للنجاة بمنأى عن البحث العلمي؛ فما أحوجنا الآن إلى بناء شراكة حقيقية بين مؤسسات التعليم العالي في أفريقيا تنطلق من تيسير تبادل الخبرات الأكاديمية والرسائل العلمية والدراسات والأبحاث التخصصية والمجتمعية عبر التوظيف الأمثل للتكنولوجيا الحديثة، وأتمنى على اتحاد الجامعات الأفريقية أن يُبادر بإطلاق بنك للمعرفة على شبكة الإنترنت، يُتيح للباحثين الاستفادة من هذا الإنتاج الفكري الثري، ويُوفر للحكومات.
 

يأتي ذلك خلال فعاليات المؤتمر الدولي لقادة التعليم العالي بالقارة الأفريقية، الذي تنظمه جامعة الأزهر بالتعاون مع اتحاد الجامعات الإفريقية بمركز الأزهر الدولي للمؤتمرات ويستمر حتى 11 يوليو الجاري، ويعقد كل عامين.
 

ويناقش المؤتمر، والذي يقام لأول مرة بمصر تحت رعاية الرئيس عبدالفتاح السيسي ويستمر لمدة 4 أيام، الأولويات اللازمة من أجل تنمية وتطوير التعليم العالي في الجامعات والمؤسسات التعليمية على وجه عام، وإفريقيا بوجه الخصوص.
 

ويشارك في المؤتمر 300 من رؤساء الجامعات وممثلي الهيئات الدولية، وأكثر من 40 دولة من كل قارات العالم، و180 جامعة على مستوى العالم، و43 مؤسسة دولية.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة