بالمستندات.. أستاذ جامعي يسطو على «عقل باحثة»
بالمستندات.. أستاذ جامعي يسطو على «عقل باحثة»


بالمستندات.. أستاذ جامعي يسطو على «عقل باحثة»

عبدالله علي عسكر

الإثنين، 08 يوليه 2019 - 09:42 م

 

شهدت جامعة المنصورة عملية سطو معلوماتي تتعلق بالملكية الفكرية، التي اتهم فيها أحد الأساتذة بهيئة التدريس في كلية الآداب، بتعمد سرقة رسالة ماجستير لإحدى الباحثات التي أشرف عليها، ونشرها باسمه في إحدى المجلات العلمية الدولية المتخصصة في مجال الأدب.

 
الصدفة كشفت الجريمة 

واتهمت الباحثة زينب فتحي حامد الحاصلة على درجة الدكتوراه في الفلسفة من كلية الآداب جامعة المنصورة، الدكتور «ع. ع» الأستاذ بالكلية بسرقة فصل كامل من رسالة الماجستير الخاصة بها والتي ناقشتها عام 2013، وأشرف عليها الأستاذ المتهم بالسرقة المعلوماتية.

 
«بوابة أخبار اليوم» توثقت من الواقعة عبر الضحية وصاحبة الواقعة الدكتورة زينب فتحي، التي أكدت في تصريح خاص، أنها فوجئت آخر شهر يونيو الماضي عند مطالعتها مجلة «الاستغراب» لفت انتباهها موضوع للأستاذ المشرف على رسالة الماجستير الخاصة بها، لكنها فوجئت أن الموضوع كاملا مقتبس بالنص من رسالتها وتحديدا الفصل الثاني كاملا، دون أن يتبع الأستاذ المذكور أمانة النقل والاقتباس، وذلك بعد أن مر على إشرافه على مناقشة الرسالة 6 أعوام.
 
مفارقة غربية

المفارقة الغربية في الواقعة ليست سطو أستاذ على مجهود أحد طلابه، لكن الأكثر من ذلك أن النص المقتبس دون إذن صاحبته في المجلة الدولية يتحدث فيه الأستاذ المتهم حول موضوع «التقنية والجريمة المعلوماتية»، وزيادة على ذلك قالت: «أن الأستاذ المتهم حاول التغطية على الجريمة بوضع الجزء المقتبس من الرسالة وهي 14 ورقة في كتاب قديم له أصدره قبل ميعاد المناقشة ثم اتهم بعدها الباحثة بأنها هي من سرقت مجهوده ونتاج بحثه وليس هو»، وذلك حسب قولها.


«زينب» قالت: «إن عدد المجلة الشاهد على واقعة السرقة هو الـ15 لعام 2019، من الصفحة 234 حتى 248، في 14 صفحة مقتبسة بنصها دون أي تعديل من الفصل الثاني من رسالتها للماجستير التي نوقشت عام 2013، وأنها عند اكتشاف الواقعة تواصلت مع الأساتذة الذين أشرفوا على الرسالة وكان برفقتهم الأستاذ المذكور وأخبرتهم بتفاصيل الواقعة فوجهوها بتقديم شكوى فورا إلى وزارة التعليم العالي، وأيضا إلى رئيس جامعة المنصورة الدكتور أشرف عبد الباسط».
 
حسب رواية الدكتورة زينب «فإن رئيس الجامعة الدكتور أشرف عبدالباسط أحال الواقعة إلى أحد نوابه للتحقيق فيها، تمهيدا لإحالتها إلى مجلس تأديب، بجانب أن هناك مسؤولين من المجلة أبلغوها بأنها تم إصدار قرار من مجلس تحرير المجلة بعدم التعامل مع الأستاذ المذكور والسماح لها بنشر أبحاثها على صفحات المجلة»، على حد تعبيرها.    
 
تعليق رئيس الجامعة      

للابتعاد عن دائرة التشهير، دققنا المعلومة واستوثقنا منها، عبر اتصال هاتفي بالأستاذ الدكتور أشرف عبد الباسط، رئيس جامعة المنصورة، الذي أكد حدوث الجريمة واتخاذ جميع الإجراءات اللازمة حيالها، للحفاظ على حقوق الملكية الفكرية والمبادئ الأكاديمية والعلمية، مشددا على أن الجامعة لم ولن تتوان ضد أي مخالفات مهما كان منصب مرتكبها.

الدكتور أشرف عبد الباسط روى الواقعة منذ بدايتها حتى آخر إجراء إداري اتخذتها الجامعة حيال الأمر، فقال: «إنه بالفعل تقدمت الباحثة الحاصلة على الدكتوراه من الجامعة زينب فتحي محمود بشكوى إلى إدارة الجامعة يوم 6 يونيو الماضي، تتهم فيها الأستاذ المشرف على رسالتها بسرقة فصل كامل من بحثها المقدم للحصول على رسالة الماجستير الذي تمت مناقشته عام 2013».

عقوبة تصل للطرد والفصل

الإجراء الذي اتخذه رئيس الجامعة هو كما قال: «إنه أحال الواقعة على فورها إلى نائب رئيس الجامعة للدراسات العليا، وبعد دراسته وتحقيقه في الشكوى أرسل إليه تقريرا، اليوم الاثنين، يوضح فيه أحقية الباحثة في شكواها، وأوصى في تقريره بإحالة الأستاذ المتهم للتحقيق في كلية الحقوق بانتداب أحد أساتذتها للتحقيق معه، باعتباره أحد أعضاء هيئة التدريس بالجامعة».  


عن مجريات التحقيق وما قد تنتج عنه، قال رئيس الجامعة: «إن الأستاذ المنتدب من كلية الحقوق يتولى التحقيق وبعد انتهائه تكون النتيجة اقتراح عقوبة تتدرج بين "التنبيه واللوم وتأخر الترقية أو الإحالة إلى مجلس تأديب يتكون من أستاذ من كلية الحقوق وأحد نواب رئيس الجامعة، وأحد مستشاري مجلس الدولة، حيث إن أقصى عقوبة لهذا المجلس هي الطرد  والفصل، وذلك حسب المعطيات التي يراها المحقق الأول المنتدب من كلية الحقوق».

 

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 

 
 
 

مشاركة