صورة موضوعية
صورة موضوعية


فتاوى الحج| هل الطواف حول الكعبة «عبادة وثنية»؟.. الإفتاء تجيب

إسراء كارم

الثلاثاء، 09 يوليه 2019 - 03:58 م

مع اقتراب موسم الحج، تكثر التساؤلات، والكثير من الشائعات، حول بعض المناسك الخاصة بفريضة الحج، وربما من بينها ما يشاع بأن الحج بقايا عبادة وثنية.


ورد مفتي الديار السابق الدكتور علي جمعة، على هذا الكلام بأنه لا يصدر إلا من جاهل بمناسكه وشعائره؛ لأن الحج من أعظم العبادات دلالة على التوحيد، وجاءت الوثنية من بعد الناس عن ملة إبراهيم عليه السلام، فجاء الإسلام ليعيد للحج صفاءه وتوحيده وإخلاصه لله تعالى؛ فأمر المسلمون أن يلبوا: «لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك، إن الحمد والنعمة لك والملك، لا شريك لك».

 


وأضاف «جمعة»: «لم يطف النبي صلى الله عليه وآله وسلم حول الكعبة عام الفتح حتى طهرها مما فيها وما حولها من الأصنام ومظاهر الشرك والوثنية، وأمر مناديه أن ينادي: «ألا لا يحج بعد العام مشرك، ولا يطوف بالبيت عريان»، فصارت مناسك الحج على الحنيفية السمحة بما فيها من طواف وسعي ووقوف بعرفة وغير ذلك.


واستكمل رده بأنه شتان ما بين عبادة غير الله تعالى وما بين عبادته وطاعته سبحانه بتقديس ما قدسه من الأماكن والأزمنة والأشخاص والأحوال؛ فإن هناك بونا شاسعا بين التقديس بالله والتقديس مع الله؛ إذ إن التقديس بالله طاعة واتباع وتوحيد لا يعتقد صاحبها شيئا من الندية لشيء من المخلوقات مع الله سبحانه؛ وذلك كسجود الملائكة لآدم عليه السلام بأمر الله تعالى.


وتابع، أما التقديس مع الله فهو كسجود المشركين للأصنام واتخاذهم إياها أندادا مع الله تعالى؛ لها ما له سبحانه من التعظيم والتقديس: «ومن الناس من يتخذ من دون الله أندادا يحبونهم كحب الله والذين آمنوا أشد حبا لله».


وأكد أن التسوية بين طاعة الله تعالى بفعل هذه المناسك الشريفة والسير على ملة إبراهيم عليه السلام فيها وبين شرك المشركين وخرافات الوثنيين في عبادة أحجار وأشجار وكائنات لا تضر ولا تنفع هو في الحقيقة نوع من التلبيس الذي لا يروج إلا على ضعفاء العقول، ولا يمت للحقيقة بصلة.


وقال الدكتور مجدي عاشور، المستشار العلمي لمفتي الجمهورية، خلال حلقة سابقة من برنامج «فتاوى الناس»، خلال الرد على شبهات الحج، إن الحج عبادة قديمة من الأنبياء منذ سيدنا آدم عليه السلام إلى سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، فالحج ليس عبادة وثنية كما يشيع البعض.

وأوضح أن الحج عبادة أصحاب الديانات كلها حتى كفار مكة كانوا يذهبون للحج حول الكعبة، كذلك كل الأشياء التي فيها أنوار لا بد أن يأتي من يغبش عليها ويثير التساؤل حولها، فالحج كله مقدسات وأنوار ومناسك.


وأضاف: «أمرنا الله بالخبر الصادق الصحيح المتواتر من سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم أن نطوف حول هذا البيت ليس للبيت، ولكن لله عز وجل، فالطواف حول الكعبة ليس لها وإنما لله عز وجل».
 

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة