الثلاثاء، 09 يوليه 2019 - 11:28 م

سيدة عجوز في العام السبعين من عمرها.. تمشى وفى يدها حقيبة أوراق وفى عينيها دموع تروى بها مأساتها.. جلست أمامنا منهكة القوى.. شاردة النظرات.. لا تصدق ما حدث لها على يد أبنائها الذين أرادت لهم حياة كريمة منذ صغرهم لكنهم شردوها في الكبر بعد أن جردوها من أملاكها.

اثنان من تسعة أبناء استولوا على كل ما تملك وطرداها إلى الشارع بعد أن كانت تمتلك منزلا ومحلا.. الأم سعدية توفى زوجها من ٢٨ عاما فقررت أن تواجه الحياة بكفاح الأبطال لتربية تسعة أبناء.. تاجرت في الأقمشة وتوسعت تجارتها مع الزمن واقترضت لتشترى سيارتين لاثنين من أبنائها وظنت أنهما سيردان لها الجميل عندما ينحني ظهرها ويشيب شعرها.. فجأة اكتشفت أنها لم تعد تملك سوى شقتها وأنهما زورا عقود ملكية المنزل والمحل وقبل أن تفيق من صدمتها طرداها من الشقة.. الآن صار محل إقامتها الشارع وباقي الأبناء انصرفوا عنها.

الأم سعدية لا تجد الآن ثمن الطعام ولا مأوى يسترها.. كل ما تملكه ذكريات الوفاء لأولادها والجحود الذي قابلوها به.. القصة شرحتها الأم في بلاغ إلى المستشار شريف عيسوي رئيس نيابة عين شمس الذي حاول أن يعوضها عن صدمة العقوق ففتح قلبه لها وناداها طوال التحقيق بأمي ثم أمر بضبط وإحضار ولديها.