صورة تعبيرية
صورة تعبيرية


قصص وعبر| الملاك الرجيم.. وحش بلا عقل

علاء عبدالعظيم

السبت، 13 يوليه 2019 - 09:55 م

أصناف وأنواع من الطباع البشرية المختلفة فهناك العصبي، المغرور، الحاقد، الأحمق، والبخيل، قد تتغير هذه الطباع مع مرور الأيام لكن كان لهذه المرأة التي تبدو في تصرفاتها كالملاك إنما هي ملاك رچيم ووحش بلا عقل بعدما سيطرت عليها حالة مريرة ملوثة بالغضب والحقد فأصبحت مغلقة الضمير والفهم، وماتت عواطفها جميعا وجري في عروقها دم يحمل غضبا وانتقام.

السطور التالية تفيض أسى وتقطر حرارة ويقف القلم عاجزا لم بتمكن من التعبير عن أية أحاسيس أو مشاعر.

طغت عليها موجة عارمة من الغصب والحزن تتحرك داخل غرفتها الضيقة ذهابا وجيئة تدق رأسها أفكار سوداء تراود مخيلتها اعتداء جارتها عليها بالضرب أمام الجيران وأهل القرية واتهامها بسرقة مبلغ مالي من شقتها، وجهت لها الإهانات والسباب، وما إن عايرتها بأنها عاقر انهمرت جيوش من الدموع فوق خديها كأنها حمم بركانية تكاد تحرق وجهها وتلهبه.

لحظات حتى انسلخت حالتها من الحزن، وتحولت إلى غيظ حانق وانتقام، وبمداد قاتم رسمت خطتها للانتقام من جارتها التي جرحت كبريائها وقذفتها بألفاظ تحقير واستهانة، فهداها شيطانها بأن تحرق قلبها على فلذة كبدها الطفل الصغير ابن الـ ٣ سنوات، تظاهرت لمدة ١٠ أيام عقب انتهاء المشاجرة بينهما بأنها ملاك ومغلوب على أمرها فلسانها لا ينطق غير حلو الكلام، بينما كانت تهدي الطفل يوميا قطع من الشيكولاته أثناء لعبه أمام المنزل وتبتسم في وجهه ابتسامة صفراء تخفي وراءها انتقام بشع مستغلة براءته.

وفي أحد الأيام نجحت في استدراجه والصعود به إلى شقتها دون أن يلحظ أو يراها أحد، وبعينين طافحتين شرا، وبسرعة شديدة وقلب متحجر دفعته أرضا ولفت حول رقبته سلك كهربائي أحكمت قبضتا يديها عليه بقوة حتى احتبس صوته في حلقه ولم يعد قادرا على النطق، ولم ترحم نظرات عينيه البريئة التي يشوبها بريق يشع بالفزع والاضطراب وهو مشدوه غير مصدق، بينما ترمقه هي بنظرات مليئة بالحقد والغضب وأخذ ينتفض على الأرض ليبدو كسمكة تم اصطيادها تفرد زعانفها وهي تحاول أن تستنشق الهواء وتتقلب على جنبيها وتهدأ مرة، ولم تتركه إلا وهو جثة هامدة.

ليس ذلك فحسب بل قامت بتجريده من ملابسه ووضعته داخل كيس بلاستيك، وتسللت ليلا بعد أن هدأت العيون وبلا رحمة أو شفقة ألقت بجثته الصغيرة وسط مياة إحدى المصارف، وعادت إلى منزلها وكأن شيئا لم يكن.
انطلقت صرخات الأم ترج أرجاء الحي بعدما عثروا الأهالي على جثة الطفل ملفوف حول عنقه السلك الكهربائي ومجرد من ملابسه، وانطلقت صرخات وعويل النساء من هول المشهد.

وعلى الفور تم تشكيل فريق بحث بإشراف اللواء محمد هندي مدير المباحث، وقاده المقدم كريم الخولي رئيس مباحث مركز المحمودية بمحافظة دمنهور، وأفادت التحريات بأن وراء الجريمة المرأة الملك الرچيم، وبمواجهتها اعترفت بصحة الواقعة، وقامت بتمثيل الجريمة أمام المستشار مصطفى كمال مدير نيابة المحمودية الذي صرح بدفن جثة الطفل البرئ بعد العرض على الطب الشرعي، وتقرر حبس المتهمة التي تجردت من الأمومة وكل مشاعر الإنسانية والآدمية وأصبحت وحش بلا عقل ٤ أيام على ذمة التحقيقات.
 

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة