الأم وأبنائها الخمسة
الأم وأبنائها الخمسة


«أم اليتامى».. كيف نجحت «مُعلمة إنجليزي» في إدخال أبنائها الخمسة كلية الطب؟

بوابة أخبار اليوم

الأحد، 14 يوليه 2019 - 02:03 م

في مدينة قوص جنوبي قنا، للثانوية العامة وجه آخر، الناجح الإبن والمكرمة أم اليتامى، أربعة عشر عامًا من الجد والكفاح أعقبت رحيل زوجها، كانت حافزًا لأبنائها وبناتها الخمسة، أن يتألقوا فيرتقوا أعلى الدرجات، ويسجلوا أسمائهم بحروف من نور في سجلات كليات الطب، ممهورة بتوقيع دموع والدة عرفت الله فعرفته أبنائها قولاً وعملاً.

 

توفي زوجها الذي كان يعمل مديرًا ماليًا وإداريًا بالصحة في قنا، منذ قرابة 14 عامًا، ومعها 3 بنات وولدين، أكبرهم بسمة كانت وقتها في الصف الأول الثانوي، والأصغر أحمد، كان عمره 4 سنوات، وحصل اليوم على المركز الثاني على مستوى الجمهورية في الثانوية العامة، قسم علمي علوم بجموع درجات 409.5 .

 

قصة الأم المكافحة

قصة الأم المكافحة التي بدأت رحلتها مبكرة، في تربية أبنائها، أحسن تربية سواء دينية أو تعليمية، فحفاظهم على حفظ القرآن الكريم منذ الصغر، واتباع حسن الخلق في التعامل مع الخير، والمذاكرة بكل جهد حتى التفوق، جعلهم يسيرون على خطى كان يتمناها والدهم قبل وفاته، وحلم والدتهم التي تعمل بكل مشقة في الحفاظ عليهم وعلى مستواهم التعليمي.

بسمة ومنال وياسمين ومحمد وأحمد، هم 5 أبناء لمعلمة اللغة الانجليزية في قوص، وهي نهلة أنور جاد الرب، التحق الأربعة الأوائل من أبنائها بكلتي طب اسيوط وقنا، تخرج منهما اثنان إحداهن معيدة بكلية الطب، واثنان ما زالا يدرسان الطب، وأحمد الإبن الأخير الذي ينوي دخول طب الأسنان بعد تفوقه في الثانوية العامة، ليكمل مسيرة أشقائه ويتمم فرحة والدته ويحقق حلمها وحلمه وحلم والده قبل وفاته.

 

سهر الليالي

الأم المكافحة، احتوت أبنائها وسهرت معهم الليالي، وكافحت بكل جهد لتوفير كافة متطلباتهم اليومية، من خلال راتبها الشهري ومعاش زوجها المتوفي، لعدم حرمانهم من شيء، فكانت لهم الأب والأم والأحن عليهم من أنفسهم.

تروي الأم المكافحة قائلة: بعد وفاة زوجي الذي كان يفعل كل ما بوسعه تجاه أبنائه، يُربيهم على القيم والأخلاق الطيبة، ويُصر على ذهابهم للكتاب، ويًراجع معهم دروسهم عقب عودتهم من المدرسة، تغيّر كل شيء، وأصبحت أتحمل كل شىء، ومن هنا اضطررت للدروس الخصوصية، لاستقرار مستواهم التعليمي بعد وفاة والدهم.

 

حياة كريمة

وتضيف أن همي الوحيد كان في توفير حياة كريمة لهم، وتوفير لهم كل متطلباتهم، والراحة والهدوء في المنزل، واستذكار الدروس، والتشجيع المستمر لهم، خاصة بعد دخول البنت الكبرى الطب، وجو الفرحة الذي اصبح مشهدًا مكررًا في الثانوية العامة لجميع أبنائي وأقاربي.

 

تكريم الأم

تتابع الأم وعيناها ممتلئة بالفرحة، أنه بالرغم من أن هناك مشقة كانت في أمور كثيرة، إلا أن المشقة التي تنتهي في النهاية بفرحة تشعر بحلاوتها وراحتها أكثر من أي شىء، فاليوم اكتملت الفرحة بدخول جميع أبنائي الخمسة كلية الطب، وتحقيق حلم كنت أحلم به مع زوجي منذ زواجنا.

وطالب رواد مواقع التواصل الاجتماعي فيسيوك، وزير التربية والتعليم ومحافظ قنا، بتكريم هذه السيدة التي استطاعت أن تحقق حلمها بمفردها، بعد إلحاقها لجميع أبنائها كلية الطب.

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة