احذر.. علب التونة فيها «زئبق قاتل» - صورة مجمعة
احذر.. علب التونة فيها «زئبق قاتل» - صورة مجمعة


علب التونة بها «زئبق قاتل».. احذر سموم «اللحوم المظلمة»

أسامة حمدي

الأحد، 14 يوليه 2019 - 04:45 م

- «الباسل»: التونة الداكنة أكثر تلوثا بالزئبق.. وعليك بتناول الأنواع ذات اللون الأحمر الفاتح

- أستاذ بـ«القومي للتغذية» يكشف أسباب تلوثها.. وينصح بتناول الخضروات والتخلص من الزيت

- أضرارها تشمل الجهازين الهضمي والعصبي والرئتين والكليتين.. وتهدد نمو الطفل بالرحم

- شعبة الأسماك: التونة الرخيصة «ملوثة».. وتنصح بغسلها بالخل واستشارة الحوامل للطبيب

- التونة تحمي من السرطان وأمراض القلب والتهاب المفاصل.. وتحافظ على الجلد والأعصاب

- 1784 يابانيا و650 عراقيا ماتوا بسبب الزئبق.. و«دراسة»: هذه أعراض التسمم بالزئبق

 

«مجنون كصانع القبعات أوMad as a Hatter».. مَثل أمريكي شهير أطلق في القرن الـ17 لأن صناع القبعات كانوا يستخدمون الزئبق في صناعتهم، وبالتالي ظهرت عليهم أعراض الجنون والهلوسة.. تلك المادة الخطرة على صحة الإنسان تحتوي عليها علب التونة! فطبقا لتقرير من وكالة حماية البيئة الأمريكية تم تقديمه للكونجرس، يفيد بأن الزئبق المتراكم بالأسماك هو أكبر مصدر لتسمم الزئبق عند الإنسان، وهو يتبوأ المركز الثالث في السمية والخطورة بعد الزرنيخ والرصاص.

مؤخرا؛ اجتاحت وسائل التواصل الاجتماعي تحذيرات من تناول علب التونة الرخيصة داكنة اللون رديئة الجودة والمففتة أو «المهروسة»، كونها تحتوي على كميات أكبر من الزئبق مقارنة بالتونة ذات الجودة العالية والأسماك بها فاتحة اللون تميل للأحمر وذات قطع أكبر.

كل ما أثير حول فوائد ومخاطر التونة وأفضل أنواعها وما ينبغي الحذر منه؛ تناقشه «بوابة أخبار اليوم» في سياق السطور التالية.

فوائد التونة  

في البداية يقول الدكتور حمدي الباسل، الأستاذ بالمعهد القومي للتغذية، في تصريحات خاصة لـ«بوابة أخبار اليوم»، إن سمك التونة هي أسماك المياه المالحة التي تنتمي إلى فصيلة ثونيني، وهي مجموعة فرعية من عائلة "Scombridae" والتي تشمل أيضا الماكريل، وتتكون من 15 نوعًا تختلف اختلافًا كبيرا في الحجم، موضحا أن التونة مصدرًا ممتازًا للسيلينيوم، والذي قد يكون ذات قيمة خاصة من حيث خصائصه المضادة للأكسدة وفيتامين "ب 3 (النياسين)" الذي يساعد في الحفاظ على صحة الجهاز الهضمي والجلد والأعصاب، وفيتامين "ب 12" الذي يساعد في تكوين خلايا الدم الحمراء وتحويل الطعام الذي تتناوله إلى طاقة قابلة للاستخدام.

ويضيف «الباسل»، أن التونة مصدرًا جيدًا للفوسفور، وكذلك مصدرًا جيدًا لفيتامين B1 (الثيامين) وفيتامين B2 (الريبوفلافين)، والكولين، وفيتامين (د)، والبوتاسيوم، واليود والماغنيسيوم، بالإضافة إلى ذلك يوفر سمك التونة كميات قيمة من أحماض «أوميجا 3» الدهنية التي تدعم صحة الدماغ وتعزيز النمو السليم، وتقلل من الالتهابات في الجسم، والتي يمكن أن تقلل من خطر الإصابة بأمراض القلب والسرطان والتهاب المفاصل، كما تم ربط أحماض «أوميجا 3» الدهنية بخفض نسبة الكوليسترول المرتفع وارتفاع ضغط الدم.

مخاطر التونة

وتابع د. حمدي الباسل، حديثه قائلا: «تم إنتاج التونة المعلبة لأول مرة في أستراليا في عام 1903، وسرعان ما أصبحت شعبية، وتعبأ في الزيوت الصالحة للأكل والمحلول الملحي أو الماء، وعلى الرغم من القيمة الغذائية العالية لسمك التونة الإ أنه غالباً ما تكون التونة المعلبة المصدر الأكثر شيوعا للزئبق في النظام الغذائي، وتعتبر منظمة الصحة العالمية الزئبق واحداً من المواد الكيميائية التي تثير قلقاً كبيراً في مجال الصحة العامة».

وأشار الأستاذ بالمعهد القومي للتغذية، إلى أن الزئبق قد يخلّف آثاراً سامة على الجهازين العصبي والهضمي وجهاز المناعة، وعلى الرئتين والكليتين والجلد والعينين، كما قد يسفر التعرض للزئبق حتى بكميات قليلة عن المعاناة من مشاكل صحية جسيمة، ويشكل تهديداً لنمو الطفل داخل رحم أمه وفي أولى مراحل حياته.

تحذيرات «الغذاء والدواء الأمريكية»

واستطرد د. «الباسل»، أنه في عام 2014 أصدرت إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) إرشادات توصي النساء الحوامل والأمهات المرضعات والأطفال بالحد من تناولهن سمك التونة، وعدم تناول أكثر من (170 جم) من التونة الخفيفة أسبوعيا.

الأنواع الملوثة بالزئبق

ولفت الأستاذ بالمعهد القومي للتغذية، إلى أن جميع أنواع التونة تظهر مستوى معين من تلوث الزئبق لكن أسماك التونة ذات الجحم الصغير تحتوي على مستويات زئبق أقل من أسماك التونة ذات الحجم الكبير، وإذا كان هناك بيانات فعلية عن الزئبق، فيمكن اعتبار التونة التي تحتوي على مستويات من الزئبق تبلغ 100 جزء في المليون أو أقل "منخفضة" في الزئبق، والتونة التي تحتوي على مستويات من الزئبق تبلغ 500 جزء في المليون أو أكثر من كونها أعلى في الزئبق.

وأكد أنه كقاعدة عامة فالتونة الخفيفة المعلبة صغيرة الحجم نسبيًا من سمك التونة مثل "سكيبجاك skipjack" و"التونجول tongol" تكون أقل في تراكم الزئبق داخل أنسجتها من أسماك التونة ذات الحجم الكبير، مثل أسماك
"التونة الصفراء yellowfin"، وهذا النوع يعرف باسم "اللحوم السوداء" أو تونة "اللحوم المظلمة" وهي درجة أقل في التعليب بسبب اللون، والنكهة غير المواتية بسبب المحتوى العالي من الزئبق.

أسباب تلوث التونة

ويواصل د. حمدي الباسل، حديثه قائلا: «التونة غالبًا ما يتم استخراجها بعيدًا عن أماكن إعدادها لعملية التعليب، وقد يؤدي سوء الحفظ المؤقت إلى التلف إلا أن بعض مصنعي التونة قد يقوموا بتعليب هذه الأسماك التالفة للمحافظة على مكاسبهم المادية دون مراعاة للمشاكل الصحية التي قد يتعرض لها المستهلك وخاصة الأطفال من تناول هذه التونة الفاسدة».

ويضيف «الباسل»، أنه أثناء تحضير التونة للتعليب؛ غالبًا ما يتم طهي الأسماك الكاملة على البخار لمدة ساعات، وخلال هذه العملية يتم تكوين سائل مائي (يُسمى عصير الطهي) ويتم التخلص منه كنفايات الإ أنه قد يتم استخدامه من قبل مصنعي التونة كمحلول للتونة المعلبة بدلا من الزيت وهذا قد يسرع من فسادها أيضا.

كيف تختار التونة؟

ونصح الأستاذ بالمعهد القومي للتغذية، عند شراء التونة أن تكون من مصدر موثوق به يراعي شروط سلامة الغذاء، كما يتم اختيار التونة ذات اللحم أحمر اللون والذي يميز أسماك التونة، منوها بضرورة تناول الأطعمة والخضروات الغنية بالكالسيوم والحديد والبيتاكاروتين مع التونة، لأن هذه العناصر تقلل من تراكم الزئبق داخل الجسم.

تحذيرات شعبة الأسماك

أما عبده عثمان، نائب رئيس شعبة الأسماك بغرفة القاهرة التجارية، فيقول إن التونة المتداولة في مصر آمنة، وتخضع للرقابة المشددة قبل طرحها بالأسواق، بدليل عدم حدوث أي أضرار ناتجة عنها.

وأضاف «عثمان»، أن هناك بعض الإرشادات الطبية التي يجب الالتزام بها ومنها الابتعاد عن التونة المفتتة رخيصة الثمن والاهتمام بالاطلاع على تاريخ إنتاجها والتخلص من الزيت المحيط بها قبل تناولها وغسلها بالخل، وتناولها مع الليمون والبصل، وكذلك عدم الإفراط في تناولها، واستشارة الحوامل لأطبائهن قبل تناولها.

تسمم اليابانيين والعراقيين

وجذب تسمم الزئبق الاهتمام سنة 1956، عندما أصاب مدينة ميناماتا اليابانية بأكملها، فقد استمر مصنع كيماويات ياباني في صرف الزئبق المثيلي بالمياه منذ سنة 1932، وأدى هذا إلى تلوث الأسماك، وبما أن الشعب الياباني آكل للأسماك، فقد أصاب التلوث المدينة كلها، أطفال وكبار وحيوانات، وتم وفاة 1784 شخصًا، حتى ظهر مرض أسموه «القطة الراقصة» لأن القطط كان يصيبها الجنون من تناول الأسماك، وصرف المصنع الجاني 84 مليون دولار تعويضات إلى 10 آلاف ضحية سنة 2001.

ولا ننسى مأساة تسمم العراقيين سنة 1971 من قمح معالج بالزئبق، تم توريده من الولايات المتحدة والمكسيك (يقال عن طريق خطأ من الحكومة العراقية)، حيث توفي 650 عراقيًا جراء تسمم الزئبق وتم نقل الآلاف إلى المستشفيات.

أعراض تسمم الزئبق

وبحسب دراسة علمية؛ فإن أعراض تسمم الزئبق قد تظهر فجأة أو قد تتراكم مع مرور الوقت، وهذا حسب جرعة التلوث بالزئبق ومدتها، وغالبًا الأعراض تظهر في المخ والجهاز العصبي المركزي، فهي تشمل اضطراب في الرؤية، وضعف العضلات، وفقدان التوازن، وشعور بحرقان وألم وحكة بالجلد، وتلون الوجه والأصابع باللون الوردي، وزيادة التعرق، وارتفاع ضربات القلب وارتفاع الضغط.

والجنين في بطن أمه يكون أكثر حساسية للزئبق المثيلي، حيث يتأثر مخه بالذات بالزئبق حتى لو لم تظهر أي أعراض تسمم على والدته، فقد يؤدي هذا التسمم إلى تشوهات خلقية، أو على أقل تقدير قصور في نمو المخ والأعصاب عند الطفل وتأخره دراسياً.

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة