عمر البانوبي
عمر البانوبي


سأشجع الجزائر

عمر البانوبي

الإثنين، 15 يوليه 2019 - 05:50 م

عقب خروج منتخب مصر من دور الستة عشر لبطولة أمم إفريقيا 2019، قررت أن أستمتع بأداء المنتخبات العربية وعلى رأسها المنتخب الجزائري الذي أبهر وأمتع وأقنع طوال مشواره من دور المجموعات إلى المباراة النهائية المنتظرة، فنال تعاطفًا كبيرًا واحترامًا غير مسبوق من جمهور الكرة المصرية الراقي الذي يسعد بمتابعة البطولة المقامة على أرضه بمشاركة 24 منتخبًا إفريقيًا رغم خروج فريقه مبكرًا في مفاجأة وصدمة للكرة المصرية.

ولكن لماذا سأتحول إلى مشجع جزائري في المباراة النهائية؟ هذا السؤال إجابته سهلة، لمن يعي تاريخ العلاقات بين الشعبين والبلدين ولمن يعشق كرة القدم أيضًا بما تحمله من معاني الرجولة والانتماء والمثابرة وهي صفات احتكرها لاعبو منتخب الجزائر في هذه النسخة من كأس الأمم الإفريقية منذ اللحظة الأولى وحتى الوصول للنهائي.

حتى لا ننسى.. الجزائر كانت وستظل دولة تربطنا بها علاقات تاريخية ومواقف سطرها التاريخ بحروف من نور، فالدور الجزائري في حرب أكتوبر عام 1973 وموقف الرئيس الراحل هواري بومدين في مكالمته مع الرئيس الشهيد البطل محمد أنور السادات بوضع إمكانيات الجزائر تحت تصرف الجيش المصري في حربه ضد الكيان الصهيوني درسًا رائعًا في الانتماء والرجولة، وفي أيامنا هذه كانت الزيارة الخارجية الأولى للرئيس عبد الفتاح السيسي إلى الجزائر في يونيو 2014 واستقبلته الدولة الشقيقة بكل الترحاب.

وخلال زيارتي السابقة للجزائر حدثني الزملاء والأصدقاء الأعزاء على هامش الملتقى الدولي للإعلام الرياضي والذي عقد في ولاية مستغانم وصادف ذكرى احتفالات السادس من أكتوبر، عن الفخر الكبير بمشاركة الفوج الثامن للمشاة الميكانيكية الجزائرية في حرب أكتوبر المجيدة عام 1973، واعتزاز الشارع الجزائري بكل أبنائه من المشاركين مع القوات المسلحة المصرية في الحرب التي أعادت كرامة العرب جميعًا، ومن قبل هذا كله الدعم الكبير وغير المحدود الذي قدمته الدولة المصرية قبل أكثر من نصف قرن للثورة الجزائرية على الاستعمار الفرنسي حتى نالت الجزائر استقلالها، وما بيننا يظل أعمق بكثير من مباراة كرة قدم.

وليست الروابط التاريخية وحدها السر وراء تشجيعي لمنتخب الجزائر في نهائي كأس الأمم الإفريقية، ولكن الخضر تحت قيادة المدرب جمال بلماضي، أظهروا رجولة كبيرة منذ الدقيقة الأولى في هذه البطولة، وتفوقوا حتى على المنتخب السنغالي طرف المباراة النهائية خلال منافسات دور المجموعات، فكسبوا احترام الجمهور والنقاد ونالوا تعاطفًا حقيقيًا من مختلف الجماهير العربية وليس الجمهور المصري فقط، ورأينا أعلام المغرب وتونس في مدرجات الجزائر والعكس أيضًا، فكانت استضافة مصر لأمم إفريقيا 2019، كالملحمة التي جمعت الشعوب العربية وبكل رقي عن طريق اللعبة الشعبية الأولى.

لم تكن العلاقات الكروية بين الجمهورين المصري والجزائري في حال أفضل من تلك التي نعيشها الآن ببطولة أمم إفريقيا 2019، وأصبحنا الآن على موعد مع فرحة مشتركة بين شعبين شقيقين وجماهير عشقت الساحرة المستديرة في مصر والجزائر.. فرحة مصرية جزائرية بنجاح أرض النيل في تنظيم أمم إفريقيا 2019، وفرحة جزائرية مصرية ننتظرها ونتوقعها ونتمناها بتتويج الخضر باللقب.. لنفرح ونترك الفتنة لأصحابها، ويوم الجمعة أنا مشجع جزائري.
 

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة