أليو سيسيه
أليو سيسيه


أمم إفريقيا 2019| أضاع «الضربة الحاسمة».. هل يعوض «سيسيه» ما أهدره قبل 17 عامًا ؟

أحمد نزيه

الجمعة، 19 يوليه 2019 - 02:05 م

"كنت من أهدرت الحاسمة".. بداية قصة سنغالي لمع لاعبًا وشق طريقه مدربًا لمنتخب بلاده، ذاق المرارة فجاء إلى القاهرة كي يداوي الجراح، ويفتح صفحة بيضاء تطوي ماضٍ حزينٍ ظل يراوده كلما فشلت بلاده في تحقيق لقب كأس أمم أفريقيا.

كان من بين جيل العظماء للكرة السنغالية، بلغ رفقة زملائه، وعلى رأسهم الحاج ضيوف وهنري كمارا كأس العالم 2002، لأول مرةٍ في تاريخ البلاد، في إنجازٍ تاريخيٍ، انتظرت بعدها السنغال 16 عامًا، كي يتحقق مرةً أخرى مع جيلٍ جديدٍ من اللاعبين المميزين يتقدمهم نجم ليفربول الإنجليزي ساديو ماني.

جيل ذهبي

حكاية جيل مدرب السنغال الحالي أليو سيسيه ظلت شمس السنغال المضيئة، فالجيل الذهبي كان قاب قوسين أو أدنى من بلوغ المربع الذهبي لكأس العالم 2002 بكوريا الجنوبية واليابان، لولا الهدف الذهبي اللعين لتركيا مطلع الشوط الإضافي الأول، الذي قضى على حلم القارة السمراء في ظهور ممثلٍ لها في الدور نصف النهائي للمونديال لأول مرةٍ في التاريخ.

جيلٌ سطر التاريخ في المونديال بحروفٍ من نورٍ، فهزم فرنسا بطلة العالم في الافتتاح بهدف بابا ماليك ديوب، وقهر السويد في الدور ثمن النهائي بهدفٍ ذهبيٍ وزنه كان من الماس لهنري كمارا، لتتقدم كتيبة المدرب الفرنسي الراحل برونو ميتسو إلى الدور ربع النهائي في إنجازٍ تاريخيٍ للبلد الواقع غرب القارة السمراء.

ولكن بقي حلمٌ آخر لم تطله السنغال إلى الآن، هو الفوز بكأس أمم أفريقيا، فالسنغال البلد الوحيد من كبار القارة، التي لم تتوج باللقب، ولو لمرةٍ واحدةٍ، رغم مشاركاتها التي وصلت للرقم خمسة عشر.

خطيئة سيسيه

جيل أليو سيسه ذرف الدموع دماءً على ثلاث ركلات ترجيحٍ مهدرةٍ من أصل خمس كلفت السنغال مرارة توديع حلم التتويج بالكان عام 2002، ومنح اللقب الرابع للكاميرون، التي فرحت على أنقاض أحزان السنغاليين.

أليو سيسيه هو من كان معذبهم حينها، فهو من أهدر ركلة الترجيح الأخيرة التي منحت اللقب للكاميرون، وأذاقت السنغال مرارة الهزيمة الأصعب في تاريخها الكروي بركلات الترجيح بواقع اثنتين لثلاث بعد التعادل السلبي في الوقتين الأصلي والإضافي.

التاريخ منح أليو سيسيه فرصةً جديدةً اليوم كي يصالحه الزمن، ويكفر عن خطأه قبل 17 عامًا، ويمنح بلاده لقبًا تشوقت السنغال لأن تحمله أيادٍ سمراء لامست أرض داكار وما حولها من المدن السنغالية.

السنغال بجيلها الواعد بقيادة ساديو ماني وزمرة النجوم معه يداعبون الكأس في المحاولة الثانية لأسود التيرانجا، بعد محاولةٍ أولى باءت بالفشل في العاصمة المالية باماكو قبل 17 عامًا.

السنغال على موعدٍ مع المجد أو تكرار آلام الماضي، طريقان لا ثالث لهما إما أن تفوز على الجزائر، وتحرز اللقب الأفريقي الذي طال انتظاره، أم تجر أذيال الخيبة مجددًا.

تسعون دقيقة قد تمتد لمائةٍ وعشرين، وربما تطول للحسم بركلات الترجيح، دقائق صعبة ستعيشها السنغال، وأليو سيسه هاجسه الكبير ألا يبكي مرةً ثانيةً، حلمه لا يضيع التاج مجددًا، بلده تريد لقبًا كان سببًا في ضياعه في أرض مالي، فهل يرفعه عاليًا في سماء القاهرة متجاوزًا الماضي وآلامه؟

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة