كوم الدكه
كوم الدكه


بعد اكتشاف بقايا مدينة أثرية بها..

سر أسطورة «الإسكندر الأكبر» وأريكته في «كوم الدكه»

ريم الزاهد

السبت، 20 يوليه 2019 - 03:20 م

اكتشفت البعثة الأثرية المصرية البولندية، التابعة للمركز البولندي لآثار البحر الأبيض المتوسط لجامعة وارسو، والعاملة بمنطقة آثار «كوم الدكة» بالإسكندرية، في الكشف خلال موسم حفائرها بالمنطقة عن بقايا جزء كبير من مدينة أثرية ترجع للفترة ما بين القرن الرابع والقرن السابع بعد الميلاد، ومجموعة من الفسيفساء الرومانية تغطي أرضية أحد المنازل بالمدينة التي تضم بقايا مسرحاً صغيراً ، وحماماً امبراطورياً كبيراً ، ومجموعة فريدة من 22 قاعة محاضرات والتي يرجع أنها بقايا لجامعة قديمة.

وكان تصميم الفسيفساء التي تم العثور عليه في أرضية أحد المنازل هو عبارة عن سطح مربع تبلغ مساحته 2.60م x 2.60م، ويتكون من ستة لوحات سداسية تبرز فيها زهرة اللوتس ، محاطة بإطار دائري نمطي، وأن هذا التصميم هو الأكثر بروزاً في غرف الطعام في البيوت الرومانية ، ويعتبر مميزاً للطراز السكندري، ومن التكوينات المشهورة والتي تتميز بها مصر الرومانية.


 

«الأسطورة القديمة للاسكندر الأكبر»
انتشرت بين أهالى الإسكندرية القدامى أسطورة في غاية الغرابة، حول حى «كوم الدكه»، أحد أشهر أحياء الإسكندرية، تقول إن الإسكندر الأكبر كان يجلس على أريكة «دكه بالعامية» مصنوعة من الذهب ومطعمة بالماس والياقوت والجواهر النفيسة.
وعندما قرر القيام بحملة من حملاته العسكرية إلى خارج البلاد خشى على الأريكة من السرقة، فجاء بأحد المهندسين وكلفه ببناء غرفة تحت الأرض وضع فيها الأريكة ثم قام بقتل المهندس الذي يعرف السر، حتى لا يكون هناك من يعرف مكان الأريكة غيره ، وأمر بردم المكان كله دون أن يضع فيه ما يشير إلى مكان الأريكة النفيسة المدفونة.
ولم يعد الإسكندر الأكبر إلى الإسكندرية حيث أنه توفي في تلك الغزوة التي كانت آخر غزواته، وظل مكان الأريكة مجهولاً ، لكنه اشتهر باسم «كوم الدكه».


«تاريخ حي كوم الدكه» - «عصر البطالمة»
عند دخول الاسكندر الأكبر إلى مصر واتجه إلى موقع مدينة الإسكندرية الحالي كانت توجد بهذه المنطقة قرية صغيرة تسمى «راكتوس» أو «راقودة» وهي منطقة «كوم الدكه» الحالية وكانت هذه القرية هي نواة مدينة الإسكندرية.


بعد وفاة الاسكندر الأكبر كان البطالمة حريصين على تقسيم المدينة إلى ثلاث أحياء أو أقسام وهما : «يوناني - حي بروشوم -  مصري - حي راكتوس والمعروف الآن بكوم الدكه - يهودي في المنطقة الشرقية من المدينة».


«كوم الدكه في العصر الحديث»
في عصر محمد على أُعيد تخطيط الإسكندرية وأصبح حى كوم الدكه في مركز الدائرة، وتقود شوارعه الضيقة ، الصاعدة الهابطة ، إلى مختلف أرجاء المدينة : إلى الميناء الشرقي والبحر، وإلى محطة القطارات الرئيسية، وأحياء الرمل والمنشية والحى اللاتينى و«محرم بك» والوسط التجاري والجامعى في الإسكندرية.


ومع مرور الأيام تحول حى كوم الدكه إلى منطقة تقطنها أغلبية شعبية تضم الحرفيين وأصحاب المهن البسيطة والعاملين في قصور الأغنياء في الأحياء المحيطة.

وفي زمن الاحتلال البريطاني كان جنود الاحتلال يخشون الاقتراب من ذلك الحى «الذي تتجسد فيه القضية الوطنية واقعًا ساخنًا تعجز ألاعيب السياسة عن تبريره»، فكان الداخل إليه منهم مفقودًا ، والخارج منه مولودًا. 


وكان أهالى الحى يتجمعون كل مساء، بعد فراغهم من أعمالهم، في مقهى صغير، وكان أكثر ما يشغل عقولهم شئون السياسة وما ينتاب مصر من شرور على يد المستعمرين والتابعين لهم من كبار الملاك والتجار وأصحاب التوكيلات الأجنبية والنفوذ المستمد من الاحتلال البريطانى.


يذكر أن منطقة «كوم الدكه» تحتوي على أشهر آثار مينة الاسكندرية وهما :" المسرح الروماني – عامود السواري". 

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة