وقفت في وجه بريطانيا.. أول دولة دعمت ثورة «23 يوليو»
وقفت في وجه بريطانيا.. أول دولة دعمت ثورة «23 يوليو»


حكايات| وقفت في وجه بريطانيا.. أول دولة دعمت ثورة «23 يوليو»

بوابة أخبار اليوم

الإثنين، 22 يوليه 2019 - 08:07 م

توقفت عقارب ساعة الحكم الملكي، لكن التوقيت الثوري المصري زادت سرعته، معلنًا عن ميلاد أول دقيقة في عُمر «الحركة المباركة»، وهو الاسم الأول الذي تم إطلاقه على شرارة ثورة 23 يوليو 1952.

 

وفي وقت كان العالم يغلي فيه، والموجات الثورية تتوالي ضد الاستعمار بمختلف أشكاله، بزغ فجر حركة الضباط الأحرار، بـ13 يتصدرهم اللواء محمد نجيب رئيسًا وتوالت الأحداث، قبل أن تستقر على رحيل الملك فاروق عن الحكم؛ لكن يبقى السؤال: إذا ما كانت بريطانيا أول من وقف في وجه تلك الثورة إذن فمن أيدها؟

في موسوعة ويكيبيديا العالمية باللغة الإنجليزية، وأسفل ما أنجزته ثورة 23 يوليو، يقف فريقان بين متمسك بالملك فاروق وداعم له وفيه المملكة المتحدة، وآخر يحاول تبني الثورة الجديدة ويدعمها عالميًا؛ لكن المفارقة أن الفريق الثاني تقف فيه كل من «الاتحاد السوفيتي والولايات المتحدة الأمريكية).

 

ربما يكون دور السوفيت ظهر في السنوات المتقدمة لثورة 23 يوليو، غير أن الدور الأمريكي بدا واضحًا محاولا إزاحة الدور البريطاني بالدرجة الأولى من منطقة الشرق الأوسط «الاستراتيجية»، ومحاولة وضع موطئ قدم لواشنطن قبل صعود دور موسكو بشكل كبير.

 

أربع سنوات فقط من مرت عمر الثورة، جسدت بوضوح ملامح الموقفين البريطاني والأمريكي من ثورة 23 يوليو، فبعد إصدار قرار تأميم قناة السويس في خطاب المنشية الشهير بالإسكندرية للرئيس جمال عبدالناصر، وتأميم قناة السويس، كان العدوان الثلاثي على مصر بواسطة إسرائيل وفرنسا وبريطانيا، والذي فشل بعد المقاومة الشعبية الكبيرة في مدن القناة.

 

وأمام ما ارتكبته قوات العدوان الثلاثي من مذابح كبيرة، خرجت الولايات المتحدة آنذاك في هجوم ضد بريطانيا ورئيس وزرائها أنطوني إيدن، إلى أن انتهى العدوان وبعده اختفت بريطانيا كقوة عظمى في العالم، وحلت بدلاً منها الولايات المتحدة الأمريكية، وتوحد تقريبًا الرأي العام العالمي ضد لندن، لتجبر واشنطن المعتدين على سحب قواتهم من مصر، وسط تهديدات من الاتحاد السوفيتي بالتدخل.

 

 

لكن مع كل ذلك تشير بعض الوثائق الأمريكية إلى أن العدوان الثلاثي 1956 كان بالترتيب بين بريطانيا وأمريكا كمحاولة لإضعاف جمال عبدالناصر، وهذا ما تحدثت عنه وثائق لوزارة الخارجية الأمريكية تعود لتاريخ مارس من عام 1956، وأغسطس من نفس العام طريقة الضغط الذي تنفذه الدولتان على مصر من أجل إضعاف حكومتها الجديدة ومجموعة الضباط الشباب، والتي عرفت باسم «خطة أوميجا».

 

ولعل ما سبق يشير إلى أن أمريكا وإن دعمت ثورة 23 يوليو في مهدها فإن ذلك كان دعما ظاهريًا على عكس الموقف السوفيتي الذي اكتملت صورته في مشروعات عسكرية والسد العالي فيما بعد.

 

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة