الزعيم الراحل جمال عبدالناصر
الزعيم الراحل جمال عبدالناصر


«بشائر يوليو»| تأميم القناة والقضاء على الإقطاع.. أبرز قرارات «الثورة» في ذكراها

أسامة حمدي

الإثنين، 22 يوليه 2019 - 09:05 م

 

ارتبطت ثورة 23 يوليو في وجدان الشعب المصري بمبادئ الاستقلال والعدالة الاجتماعية والكرامة الإنسانية والانحياز للفقراء والكادحين، وكان دائما ما يحمل شهر «يوليو» الخير للمصريين، بل والمفاجآت المدوية التي لا يتوقعها العالم كله، وهو ما نستعرضه في السطور التالية:

 


تأميم قناة السويس


في 26 يوليو عام 1956.. أصدر جمال عبد الناصر قراره التاريخي بتأميم شركة قناة السويس شركة مساهمة مصرية، وعليه تنقل ملكية المجرى الملاحي المصري الاستراتيجي من الحكومة الفرنسية إلى الحكومة المصرية مقابل تعويضات تمنح للأجانب، وذلك على خلفية رفض البنك الدولي والولايات المتحدة الأمريكية تمويل بناء السد العالي.


وأعلن «عبد الناصر» قراره الثوري في خطبة شهيرة من الإسكندرية يوم 26 يوليو عام 1956، ولا ينكر أي من المؤرخين أن قرار الرئيس جمال عبد الناصر بتأميم قناة السويس هو أحد أهم وأخطر القرارات التي اتخذها ومن خلال هذا القرار أفصح عن شخصيته الثورية المعادية تماما للإمبريالية العالمية والسياسات الغربية تجاه بلدان العالم الثالث. 


وتسبب تأميم القناة في العدوان الثلاثي على مصر، وشنته بريطانيا وفرنسا والكيان الصهيوني، وقاومه الجيش المصري والمقاومة الشعبية في منطقة القناة، حتى انتهى بانسحاب القوات البريطانية والفرنسية من مصر في 22 ديسمبر 1956م، وتبعهما بعد ذلك الكيان الصهيوني.

 

 

القرارات الاشتراكية

في يوليو 1961.. اتخذ الرئيس الراحل جمال عبد الناصر عددًا من القرارات الاشتراكية التي حددت شكل الدولة وسياساتها الداخلية في مجال الاقتصاد، وكان أبرزها القضاء على الإقطاع وتوزيع ملكية الأراضي الزراعية على الفلاحين.


وبإصدار القرارات الاشتراكية بدا واضحًا أن النظام المصري بقيادة جمال عبد الناصر يتجه نحو نوع من الاقتصاد المخطط تحت إشراف الدولة وبقيادة القطاع العام.


ووفقًا لتلك القرارات الاشتراكية التي انحازت إلى أغلبية الشعب وحددت ملامح الإصلاح الاقتصادي في البلاد؛ أعلن البنك الدولي في تقريره رقم 870 أن استطاعت مصر عبر تلك الإجراءات تحقيق نسبة نمو بلغت قرابة 7% سنويا.


وعبر «ناصر» عن تلك القرارات في خطبته في الإسكندرية يوم 26 يوليو 1961: «قلنا نقضي على الإقطاع، هل قضينا على الإقطاع؟ الأسرة التي بقي لها 200 فدان و50 لكل ولد من أولادهم كتلوا هذه الأرض وأنا اعرف مناطق فيها 3000 فدان ملكية لعيلة واحدة ولا زالوا يعتبرون أنفسهم أسياد البلد كما كانوا قبل الثورة ولا زالوا ينظرون إلى الفلاحين كعبيد. هل نقبل هذا في عهد الثورة؟.. هل تبقى هناك ثورة وهذا الكلام مستمر؟ لتكون هناك ثورة تسير في الطريق السياسي وتسير في الطريق الاجتماعي لتحقق لهذا البلد كل ما تصبو إليه من آمال لنقف ونقول الثورة انتهت وخلصت ونحن سرنا في الناحية السياسية فقط أما الثورة الاجتماعية لا».


وواصل خطبته: «يقولون لنا أن هذا يؤثر على كفاية الإنتاج وكفاية التنمية - واتركوا ما فات كما هو - لا يمكن كيف تكون هناك عدالة؟.. كيف تكون هناك مساواة؟.. كيف تكون هناك حرية؟ هل الحرية ممكنة أو مستطاعة إذا كانت الأموال في يد 5% من الناس والباقي محرومين؟ هل يمكن أن تكون هناك مساواة أو تكون هناك عدالة أو تكون هناك ديموقراطية إذا كان هناك 95% من الشعب يشتغلون عند 5% من الشعب؟ طبعا لا يمكن أبدا».

 


تأسيس «الاتحاد القومي»


في 22 يوليو 1955.. أعلن عبد الناصر في خطبته تأسيس الاتحاد القومي ليكون بمثابة جبهة وطنية أو بوتقة ينصهر بها الشعب المصري، حيث قال في خطبته: «قلنا نعمل اتحادا قوميا وهذا الاتحاد القومي عبارة عن جبهة وطنية تجمع أبناء هذا الشعب ما عدا الرجعيين وما عدا الانتهازيين وما عدا أعوان الاستعمار لأن الرجعيين وأعوان الاستعمار والانتهازيين هم الذين تحكموا فينا وسلمنا لهم وأعطيناهم الفرصة ليمارسوا حريتهم في الماضي فخانوا هذه الأمانة التي حملها لهم هذا الشعب واليوم عندما نقول هناك اتحاد قومي لا نستطيع إعطاء الفرصة للرجعية أو الانتهازية ولا لأعوان الاستعمار أبدا، الفرصة ستكون للشعب الأغلبية العظمى من هذا الشعب الناس الذين حرموا من حريتهم أيام كانت هناك برلمانات زائفة كنا كلنا نشكو منها ونعرف إنها لا تحقق رغباتنا ولا تعمل لصالحنا ولكنها تعمل لمصلحة فئة قليلة من المستغلين أو من الإقطاعيين أو من الحاكمين الذين يريدون حكما وشهوة وسلطانا».


وواصل خطبته: «هذا الكلام كان في الماضي واليوم في هذه المرحلة الجديدة فلن تكون هناك حرية سياسية للانتهازيين أو الرجعيين أو أعوان الاستعمار إذا الاتحاد القومي يشمل جميع أبناء هذه الأمة.. هذا هو الاتحاد القومي كما اتصوره كيف سيكون هذا الاتحاد القومي؟ أنه سيستغرق وقتا طويلا ولا أقدر أبدا يوم الاستفتاء على الدستور يوم 23 يونيو أن أقول: أن هذا هو الاتحاد القومي".

وأكمل: "هذا الاتحاد القومي الذي يعبر عن هذه الأهداف يجب أن تتمثل فيه جميع العناصر الخيرة في هذا الوطن جميع العناصر العاملة وجميع العناصر البناءة في هذا الوطن، الاتحاد القومي لم يتكون حتى الآن ولن يعلن تكوينه يوم 23 يونيو أو 25 يونيو بالكامل، لأن هذا الشعب يجب أن يأخذ الفرصة ليعمل ونتيجة عمله هي السبب الوحيد الذي يدخله الاتحاد القومي، كيف تدخله كعضو عامل له واجب عملي في الاتحاد القومي – أننا حتى الآن نعتبر أن الأمة كلها تمثل الاتحاد القومي».

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 

 
 
 

مشاركة