الكاتب الصحفي عمرو الخياط
الكاتب الصحفي عمرو الخياط


عمرو الخياط يكتب| الكينج محمد «المنير»

عمرو الخياط

الجمعة، 26 يوليه 2019 - 09:36 م

 أربعة عقود ويزيد ومازال محمد منير يشدو بصوته النابع من أعماق قلبه ودمائه، في كل مرة..

يغنى تشعر أنك أمام «ضوء مسموع»، في كل مرة يغنى يثبت أن مصر أرض الفن والإبداع والموهبة التي لا تنضب أبدا.

من على شواطئ النوبة وبمحاذاة النهر الطيب انطلق منير «حدوتة مصرية» وصلت إلى العالمية بعدما تمكن من خلط النغمات النوبية بكل صنوف الموسيقى المحلية والعالمية.

أغانيه أحدثت حالة فنية متفردة وأثبتت أن مصر تستطيع الغناء للإنسانية، كما تستطيع أن تنسج «نوتة فنية» تقدمها دستوراً للتواصل الإنساني بين القلوب.

منير يغنى لنفسه، يغنى لمصر وللمصريين، طوال مشواره الفني لم يبتذل موهبته مرة واحدة لم يستهن بأذواق المصريين أبدا، انطلق بأغانيه ليثبت أن فنه الرفيع يستقبله ويستوعبه ويحمله شعب ذو مزاج رفيع.

سائرا في طريق الطرب مرتقيا درجات سلمه الموسيقى ظل منير يمشى على هدى نغمات نبض القلب، القلب المصري الذي صارت دقاته جزءا أصيلا من تركيبة ألحانه.

منير غنى من أجل الناس ومن أجل مصر، من أجل الحب والمعاناة والأمل، غنى في وجه طيور الظلام، كان يدرك أن «المصير» المصري تحدده صلابة وإرادة المصريين التي لا تنكسر بل تظل شامخة إلى السماء.

في كل مرة يغنى تتأكد أنه يناجى مصر يتوسل إليها يتغزل فيها، عندما يغنى لانكساراها لا يتركها إلا منتصرة في نهاية الأغنية.

منير كل مرة تكتشف أن معشوقته الأبدية هي مصر، في حبها تتجدد مشاعره ومن أجلها يتواصل فنه، منير عندما يغنى فهو على يقين أنها تسمعه.

ليس فنانا موسميا بل مناضل فني يعانى من أجل صياغة صوت يليق بعراقة هذا البلد وأصالته.

وسط هموم وطنه يغنى منير «بلدي قصاد عيني قولت أعديلها.. يا مراكبي رسيني ويارب عدلها»، كانت هذه الأغنية عام 2011 عندما وجد بلاده ملقاة على قارعة الطريق تنزف فقرر أن يمد لها صوته.

كانت الأغنية نداء على المصريين عندما واصل الغناء «اللي يعاديك تعاديه وتفرجه فنونك.. واللي يراضيك تراضيه وتشيله في عيونك»، حتى في ندائه على المصريين للدفاع عن وطنهم كان متمسكا بالفن متيقنا أن قدرة مصر على المواجهة الشاملة بالفنون حتما ستهزم دعاة الظلام والتخريب.

واقفا على خشبة المسرح يستلهم منير كامل مشاعر المرابطين الواقفين على الجبهة، يد تحمل السلاح وصوت يشدو حي على الفلاح.

لم يتوقف منير أبدا عن الغناء منذ أن كان مجندا بالجيش المصري، كان يشدو للجنود مرتديا أفروله العسكري يشحذ همتهم يسمعهم صوت وطنهم يمنحهم فرصة محبته ووصاله أو حتى عتابه والبكاء من أجله.

وسط الجنود كان صوت منير مرسالا من كل مجند إلى محبوبته وإلى أمه وإلى قريته.

من وسط صفوف المجندين اتجه صوت منير إلى كواليس فيلم «حكايات الغريب» ليجسد حكاية البطل المجهول المعلوم.

لا يتوقف منير أبدا عن الغناء باعثا الأمل في نفوس المصريين بكلمات «ربك لما يريد» بصوت قادم من النوبة ودليلا على مصريتها وعلى إيمانها بالله وبمصر.

يواجه التنظيم الإرهابي بكلماته الصريحة «أنا عمري ما أحب الخاين ولا أحب الكدابين».

منير يقف مرابطا على جبهة الفن المصري، صوته لا يتخلى عن وطنه، يعيش قصة حب متجددة مع هذا الوطن بقدر إيمانه بقيمته، صوت منير قيمة مضافة فوائدها الفنية مركبة في رصيد حب الوطن.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة