تعبيرية
تعبيرية


أسر الشهداء.. حينما تهب أغلى ما تملك للوطن

محمد جمعة

الجمعة، 26 يوليه 2019 - 10:19 م

«لولا أنتم ما كنا هنا».. مع عودة الأمن والأمان للبلاد، وفى ظل هذا التقدم الهائل الذى تشهده مصر فى جميع المجالات، أصبح لسان حال المصريين لا يتوقف عن ترديد تلك الكلمات، اعترافا منهم بالفضل والجميل لشهداء الوطن الذين قدموا أرواحهم هدية لمصر، أولئك الذين وهبتهم عائلاتهم للدفاع عن تراب الوطن.

أبهر أسر الشهداء الجميع بوطنيتهم واستعدادهم لتقديم أرواح باقى أبنائهم هدية للوطن، خاصة وأن هناك بالفعل من أبنائهم من لا يزال جنديا ينتظر دوره فى الشهادة فى سبيل رفعة مصر وحفظ سيادتها وكرامتها.

«أتمنى أن ألحق بابنى شهيدة».. هذا ما قالته السيدة ماجدة سلامة، والدة الشهيد نقيب محمود أبو المجد، الذى استشهد وعمره لا يتجاوز 24 عاما أثناء مداهمة شقة سكنية بالهرم كان يستخدمها الإرهابيون كورشة لتصنيع المتفجرات، مؤكدة أن الوطن يستحق أن نضحى بأرواحنا من أجله وأن نبذل فى سبيله كل غال ونفيس، مستطردة: «لو طلبونى أنا وأبيه فكلنا تحت أمر مصر، يكفينى أنى أم البطل فتاج على رأسى أنى أم الشهيد، خلفت وربيت شهيد وليس عندى ما هو أفضل من ذلك، ربنا أكرم ابنى فى الآخرة بالشهادة وأكرمنى فى الدنيا بأنى أم البطل».

وأضافت والدة الشهيد أنه لولا أولئك الشهداء الذين قدموا أرواحهم دفاعا عن تراب الوطن، لما كان أحد منا شهد حالة الأمن والاستقرار التى نعيشها حاليا، خاصة أننا جربنا مرار الإرهاب وعدم الاستقرار على يد الإخوان الذين عبثوا بمقدرات الوطن وسلامة أهله، قائلة: هؤلاء الشباب الذين ضحوا بأنفسهم هم الزهور التى تفتحت فى جناين مصر، لافتة إلى أنه رغم إصابة ابنها برصاصة اخترقت جسده قبل استشهاده بعام إلا أنه لم يستسلم وعاد ليستكمل واجب الدفاع عن الوطن فكتب الله له الشهادة، وأن أباه كان يقول دائما: «عيش راجل يموت جسمك ويعيش اسمك».

وأكدت ان الشهيد كان يتمنى الشهادة، وأنها كانت تعرف أنه سيلقى الله شهيدا لأنه كان مقداما شجاعا رغم صغر سنه، مشيرة إلى أن ابنها الأكبر هو أيضا ضابط فى الشرطة وهو الآخر لا يهاب الموت فى سبيل الوطن، مؤكدة أن جميع جنود القوات المسلحة والشرطة أبطال يضعون أرواحهم فداء لمصر، وأنها عندما تلتقى بأمهات الشهداء تجدهم جميعا أقوياء فرحين بمنزلة الشهادة التى نالها أبناؤهم.

وتابعت السيدة ماجدة سلامة: أنا وزوجى بنحب مصر جدا، وعندما أجد من يتحدث بسوء عن مصر لا أتحمل ويكون جوابى ماذا قدمت لمصر حتى تتكلم عنها، فالكل يريد أن يأخذ ولا يعطي، لابد أن نتحمل، معربة عن تفاؤلها الشديد بأن مصر ستصل إلى ما نتمناه جميعا لذا لا يجب أن نستخسر فيها دماؤنا ولا دماء أبنائنا.

وعلى نفس السياق، كان حديث السيدة مرفت أحمد، والدة الشهيد نقيب مؤمن عادل نعمان، الضابط بقطاع قوات الأمن بمديرية أمن شمال سيناء، والذى استشهد مساء يوم 8 أبريل 2015 بلغم أرضى زرعه الإرهابيون فى طريقه، والتى قالت إنه قبل أن تكون أم شهيد لم تكن تسمع عن تكريم الشهداء وأسرهم، فقط كنا نسمع عن أن هناك شهيدا ولكن لم يكن يتم تكريمه بهذا الشكل الذى نشاهده حاليا، خاصة أن الرئيس عبد الفتاح السيسى قبل أن يتحدث فى أى مناسبة يقف ليعطى التحية للشهداء.

وتابعت والدة الشهيد مؤمن نعمان: نحن مع الدولة ورغم أننا قدمنا أغلى ما نملك فداء للوطن إلا أننا لم نوفها حقها، وعندما نرى حالة التقدم التى تشهدها مصر فى المجالات المختلفة وأنها البلد الوحيد فى المنطقة التى لا زالت تقف على أرض ثابتة فى مواجهة أعداء الداخل والخارج، نشعر بالرضا والفخر لأننا قدمنا ابناءنا فى سبيل شيء جميل يستحق التضحية.

وأكدت أن أحدا لا يستطيع أن يقلل من وطنية المصريين، لأنهم أكثر وطنية من غيرهم، وكما نرى هناك أعداد غفيرة من الطلبة يتقدمون للكلية الحربية سنويا، وكذلك كلية الشرطة يقف أمامها طوابير طويلة من الطلبة المتقدمين للالتحاق بها، مستطردة:»أنا ابنى تخرج من الثانوية هذا العام ونستعد حاليا لتقديم أوراقه، ليستكمل مسيرة أخيه الشهيد، ولم أتردد فى ذلك، لأن الموت بيد الله ولكل أجل كتاب، والوطن يستحق أن نضحى من أجله».

وأشارت السيدة مرفت، إلى أن ما نراه من تكريم للشهداء دافع كبير لتقوية إيمان الشباب بالوطن، ويحفزهم لأن يكونوا مثل هؤلاء الشهداء، متسائلة: أى من رؤساء الجمهوريات يحتفل بالعيد مع أبناء الشهداء، ومن منهم جلس مع أطفال الشهداء ليلاعبهم ويطعمهم بيده، وأجابت عن سؤالها: لم أر هذا من قبل ويفعل ذلك لأنه رئيس إنسان رأينا فى عينه الدموع التى يحبسها لأنه يشعر بحجم التضحية التى قدمتها أسرة الشهيد.

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة