قصص وعبر| مأساة روجة.. وجرس في غرفة النوم
قصص وعبر| مأساة روجة.. وجرس في غرفة النوم


قصص وعبر| مأساة زوجة.. وجرس في غرفة النوم

علاء عبدالعظيم

الجمعة، 26 يوليه 2019 - 10:33 م

غمرت الزوجة سعادة بالغة، وتهللت أساريرها، وإذا الدنيا من حولها نغم ساحر تعلو وجهها البسمة الفرح والذي اعتقدت بأن بينها وبينه عقد لا ينصرم، لكنها لم تكن تعلم بأنها ستصبح ضحية تصرفات حماتها التي قامت بتركيب جرس داخل غرفة نومها الخاصة، غير غدر زوجها الذي استغل سذاجتها وعدم إجادتها القراءة والكتابة ونجح في وضع بصمة أصبعها على إيصالات أمانة بمبلغ ٢٠٠ ألف جنيه.

السطور التالية تروي مأساة الزوجة التي اضطرت أن تقتبس من النمر شراسته، ومن الأفعى سمها حتى تستعيد كرامتها التي اهدرتها حماتها وحقها الذي كان يريد زوجها الاستيلاء عليه.

مر شهر العسل ولم يسع قلبها الفرحة وكاد أن يقفز من بين ضلعيها، وعاشت بمنزل عائلة زوجها في جو يسوده الإيناس والسرور، وفي أحد الأيام انتفضت من فوق سريرها حيث كانت عقارب الساعة تشير إلى الخامسة صباحا على صوت جرس داخل غرفة نومها يرسل ضجيجا وعجيج أصابها بحالة من الهلع، وما إن حاولت الاستفسار عن وجود الجرس أخبرتها حماتها بأنها هي التي قررت فعل ذلك لإيقاظها يوميا في نفس التوقيت وهو الخامسة صباحا للنزول لتنظيف الزريبة حيث يمتلك الزوج أكثر من ١٣ رأس ماشية (عجول وبقر) وهي أصبحت المسئولة عن تنظيف حظيرتهم وإعداد الطعام لهم وتقديم المياة.

مرت الأيام واعتادت الزوجة الاستيقاظ على صوت الجرس، لكن فاض بها الكيل وأصابتها حالة من التعب بسبب فرط النعاس وتعذر أداء مهامها للعجول والبقر، وفاض بها الكيل واحتدمت الخلافات بينها وبين زوجها الذي نجح في استقطابها وبداخله شيطان مستغلا سذاجتها وبراءتها وعدم إجادتها للقراءة والكتابة ونجح ايضا في أن يحصل على بصمة أصبعها على إيصالات أمانة بمبلغ ٢٠٠ ألف جنيه أخفاها وسط عقود حيازة أرض زراعية وهمية ورءوس ماشية أوهمها بأنها شريكته في أعماله التجارية.

وصلت الزوجة إلى طريق مسدود بسبب تسلط لسان حماتها ومعاملتها لها كخادمة للعجول والبقر فقط غير مبالية بآدميتها وكرامتها ونشبت بينهما مشادة كلامية تركت على إثرها المنزل وتوجهت إلى محكمة الأسرة بمحافظة أسيوط تطلب الطلاق للضرر، والحصول على قائمة منقولاتها.

تعاظمت الدهشة على وجهها، وأصابتها حالة من الغثيان والقئ، وأوشكت بالسقوط فوق الأرض عندما علمت بأن زوجها أقام ضدها دعوى يطالبها بمبلغ ٢٠٠ ألف جنيه بإيصال الأمانة الممهور ببصمة أصبعها.

تساندت على الأبواب وأذرع الأرائك حتى أفرغت ما في جوفها، وشعرت بالارتياح واتخذت القرار للانتقام لكرامتها واستغلال زوجها عدم إجادتها للقراءة والكتابة.

وبعد تفكير عميق وبذكاء الأنثى، ومكر الثعلب نجحت في استدراج عطف الزوج، وبدت وكأنها حمل وديع تطلب منه العودة إلى منزل الزوجية، بعد أن احكمت خطتها، وفي أحد الليالي قدمت له مشروب العصير الذي اعتاد تناوله قبل النوم ودست له بعض من الحبوب المخدرة، وبعد أن غط في نوم عميق تسللت بخفة ونجحت في الحصول على بصمة أصبعه أيضا على إيصالات أمانة بمبلغ ٣٠٠ ألف جنيه، وفي صباح اليوم التالي اختلقت مشكلة مع حماتها وتركت المنزل.

اجتمع كبار وشيوخ أهل القرية في مجلس عرفي في محاولة لتهدئة الأجواء والصلح لكن باءت بالفشل، وقرر المجلس بأن يتنازل كليهما عن الدعاوي المرفوعة والتنازل، والزام الزوج بإعادة منقولات الزوجية والحصول على حقها، وتطليقها، برقت عين الزوجة وقد فاضتا دموعت تلمع بومضات بهجة وفرح وإنقشاع الهزيمة يصاحبها الشعور بالانتصار ترمق زوجها بنظرات عتاب ولوم وبلسان حال تردد بأن الجزاء من جنس العمل.
 

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة