رجاء حسين
رجاء حسين


حوار| رجاء حسين: أعيش وحدى فى شقتى.. وابنتى أقرب أصدقائى

غادة زين العابدين

الأحد، 28 يوليه 2019 - 12:17 ص

تميزت بالبساطة وصدق الأداء،فتركت بصمة مميزة فى أداء دور الأم المصرية ، لتصبح واحدة من أشهر أمهات الشاشة الصغيرة، هى الفنانة القديرة رجاء حسين، التى تكتشف بمجرد الحوار معها أن الصراحة والتلقائية هما جزء أساسى من شخصيتها الحقيقية بعيدا عن البلاتوه والكاميرات.
< .......................؟
أنا من أسرة متوسطة،كان أبى رئيس قلم حسابات فى المالية، وأنا أكبر أخوتى الستة، ولدت فى القاهرة لكنى عشت فترة فى طنطا لظروف عمل والدى،وعلى فكرة أنا من عائلة متحفظة جدا، ومن جيل «انضرب بالشبشب»، فقد كنت طفلة شقية و»غلباوية»، أحببت التمثيل من صغرى، وكنت أتأخر فى المدرسة لحضور بروفات فريق التمثيل، وأعود للمنزل لأتلقى علقة ساخنة من أمى، وجاءتنى الفرصة فى مدرسة طنطا الثانوية بنات، حينما أصيبت زميلتى بطلة العرض وفاجأت رئيس الفريق أننى أحفظ الدور جيدا، وبالفعل مثلت الدور بدلا منها، وبهرنى تصفيق الجمهور، وقررت من هذه اللحظة أن أصبح ممثلة.
< .......................؟
فى احد أفراح العائلة التقيت بالكاتب يوسف عوف وقلت له «عايزة أمثل»، فنصحنى بالالتحاق بمعهد التمثيل، وكان لالتحاقى بالمعهد قصة تحد غريبة، فبعد حصولى على الثانوية العامة فى طنطا، كنت أعلم أن الأسرة سترفض
التحاقى بمعهد التمثيل،فاضطررت لإخبارهم، أننى سألتحق بحقوق القاهرة، وأجرت شقة فى شبرا ونقلت أخوتى من طنطا إلى القاهرة، ثم قررت تنفيذ خطتى ،فالتحقت بمعهد الفنون المسرحية، وظللت عاما كاملا أدرس بالمعهد بينما يظن أهلى أننى أدرس بكلية الحقوق، وبعد حوالى عام قررت مواجهة أهلى والاعتراف لهم بالحقيقة،فأرسلت لعمى فى طنطا أستنجد به، فجاء واجتمع بأبى واستدعانى أبى وبكيت كثيرا أمامه ورجوته أن يسامحنى، وأخيرا وافق أبى، ولكنه وضع شروطا قاسية،أهمها أن أفصل تماما بين عملى وحياتى الخاصة وألا تكون لى أى علاقات بالوسط الفنى بعيدا عن العمل، وبالفعل نفذت تعليماته بكل دقة.
< .......................؟
كنت أحب القراءة وأؤمن أن الموهبة وحدها لا تكفى، وأن الفنان بدون ثقافة لا يمكن أن ينجح، وحينما بدأت عملى بفرقة الريحانى قررت شراء مجموعة أعمال نجيب محفوظ بقسط 10 جنيهات شهريا،حتى أصقل موهبتى، وعملت مع العمالقة مارى منيب وعباس فارس وعدلى كاسب وميمى شكيب وغيرهم، ثم طلبنى المسرح القومى فاستقلت من الريحانى وتفرغت للقومى، وفى البداية «ركنونى على الدكة»، لكنى صبرت وقررت اثبات موهبتى حتى انطلقت وأصبحت شريكة فى كل الأعمال مثل «الجوكر»،أما شهرتى الجماهيرية فبدأت بعد إذاعة مسرحية «سكة السلامة» تليفزيونا.
< .......................؟
مع مرور السنوات قدمت أعمالا مسرحية وتليفزيونية، وأتصور أننى تركت بصمة فى أداء دور الأم لأننى قدمته بصدق، وخاصة فى أعمال افواه وأرانب والشهد والدموع والمال والبنون وذئاب الجبل وأحلام الفتى الطائر وغيرها.
< .......................؟
تزوجت زواجا تقليديا من الفنان سيف عبدالرحمن، ولم يعترض اطلاقا على عملى بالفن، وبيننا عشرة عمرها أكثر من 50 عاما. وأنا لدىّ فلسفة خاصة فى الزواج، فالزوجة فى رأيى يجب أن تصبر وتسامح وتضع مصلحة أبنائها فوق أى اعتبارات أخرى، وأنا تربيت على أن الزوجة إذا توفى زوجها يجب أن تتفرغ لأولادها، وإذا الزوج أخطأ أو حتى خان أو تزوج، «اوعى تفكرى فى الطلاق» بل ادعى له بالهداية، لأن طبيعة الرجل وجيناته تختلف عن المرأة، وقد ربيت ابنتى على ذلك، ولا أتدخل اطلاقا بينها وبين زوجها، ونصيحتى لكل زوجة أن الحياه بسيطة، ولا يجب أن نحمّلها أكثر مما تحتمل، وأن نتجنب كثرة الصراعات، فاستقرار البيت والأبناء أهم من أى اعتبارات أخرى، وأنا شخصيا أدعو لزوجى دائما مهما حدث بيننا : «ربنا يخليه ويهديه ويبارك فى عمره».
< .......................؟
أنجبت أمل وكريم، لكنى تعرضت لمحنة قاسية منذ سنوات قليلة باستشهاد ابنى العقيد كريم عام 2014، ولا أنكر أن وفاته غيرت حياتى كثيرا، وأثرت على عملى الفنى،إلى جانب تردى حالة الفن، فآخر عملين قدمتهما كانا «واحة الغروب» و»عايزة أتجوز»، لكنى لم أعتزل الفن وإذا عرض علىّ عملا جيدا فسأقبله بلا شك.
< .......................؟
أعيش وحدى فى شقتى، وابنتى تعيش فى نفس العمارة، وهى أقرب أصدقائى، ورغم أن علاقتى ممتازة بكل زملائى من الوسط الفنى،إلا أننى لا ألتقى بهم كثيرا لأن بيتى وابنتى وأحفادى هم كل حياتى، وأنا أقضى وقتى مثل أى ست بيت، فحياتى بسيطة جدا، أغسل وأمسح وأطبخ وأشترى الخضار بنفسى، وأعيش حياتى فى هدوء، حتى الموبايل لا أستخدمه كثيرا لأنى أعتبره مصدر قلق وإزعاج، ومعظم وقتى أقضيه مع أحفادى وعلاقتى بهم جيدة جدا، وابنتى وأحفادى هم مصدر سعادتى الوحيد بعد وفاة ابنى رحمه الله.

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة