هدى نجيب محفوظ خلال الحوار - تصوير: السيد الأحمر
هدى نجيب محفوظ خلال الحوار - تصوير: السيد الأحمر


حوار| ابنة أديب نوبل نجيب محفوظ: لم أكفر والدى.. وجدل نقل رفاته للمتحف «سخافة»

حازم بدر

الأحد، 28 يوليه 2019 - 12:32 ص

- أرفض «أولاد حارتنا» لاعتبارات ليست دينية
- لم أتهم وزارة الثقافة بضياع مقتنيات متحف والدى.. وأشكر الوزيرة على افتتاحه
- سلماوى اختلق حوارات مع والدى.. وعندما رفضنا اتهمنا بـ «الداعشية»


منذ رحيل الأديب العالمى نجيب محفوظ آثرت أسرته الصغيرة المكونة من زوجته وابنتيه الابتعاد عن الإعلام، وظلوا كذلك حتى إن أحداثا جلل مرت على هذه الأسرة ولم يعرف عنها الإعلام شيئا، ومنها وفاة زوجة الأديب الراحل ثم إحدى ابنتيه. مؤخرا بدأت ابنته هدى تظهر كثيرا فى الإعلام، رغم أنها كما اعترفت فى حوارها مع «الأخبار» لا تهوى ذلك، ولكنها وجدت نفسها مضطرة بعد أن أغضبها من وصفتهم بـ «معدومى الأخلاق» الذين يحتكرون الحديث عن والدها ويختلقون أحداثا ومواقف ملفقة لاظهار قربهم من الأديب الراحل على غير الحقيقة.. وعلى الرغم من أن اجابات هدى على الأسئلة تميل دائما إلى الاقتضاب، حتى وهى تتحدث عن نجيب محفوظ الأب، إلا انك تستطيع أن تشعر برغبتها فى الحديث وباستفاضة عندما يتطرق الحديث عن هؤلاء، ولاسيما أحدهم الذى وصفها بـ «الداعشية» بدعوى أنها ترفض تحويل أحد أعمال والدها إلى فيلم سينمائي.. وخلال الحوار تكشف عن حقيقة ما تردد عن موقفها من بعض أعمال والدها، كما تكشف عن بعض التصريحات المغلوطة حول متحف والدها والتى نسبت لها على غير الحقيقة، كما تصحح بعض الأقوال التى نسبت لأبيها على لسان مدعى صداقته.. وإلى نص الحوار.


> سأبدأ من مشهد افتتاح متحف نجيب محفوظ، حيث كانت هناك تصريحات منسوبة لكى تتضمن بعض الانتقادات؟
لم تنتظر اكتمال السؤال وقالت على الفور: بعض مما قيل على لسانى غير دقيق، كل ما قلته أثناء الافتتاح أنى سعيدة بوجود قاعة للحرافيش، لأن بعض من مدعى صداقة والدى كان يحاولون تهميش جوانب هامة فى حياته، ومنها أصدقائه من الحرافيش.
وكانت ملاحظاتى على تلك القاعة، أنى وجدت صورة للدكتور يحيى الرخاوي، وهو لم يكن من الحرافيش، كما لاحظت أيضا عدم وجود صور للندوات التى كان يحضرها والدي، وهى جانب مهم فى حياته، وصورها متوفرة، ولم أجد صورة للأديب الراحل جمال الغيطاني.
> وهل كان جمال الغيطانى من الحرافيش؟
جمال الغيطانى كان من أهم تلاميذه، وقد وجدت صورا خارج قاعة الحرافيش لتلاميذه ولم أجد بينهم الغيطاني.
مقتنيات المتحف
> وماذا عن المقتنيات التى قيل على لسانك أنكم سلمتوها للمتحف ولم تجديها أثناء افتتاحه؟
تظهر مشاعر الغضب واضحة على وجهها قبل أن تقول: هذه من التصريحات المغلوطة التى نسبت لى على غير الحقيقة، فكيف سأستطيع يوم افتتاح المتحف حصر المقتنيات التى سلمناها لأخرج بتصريح أنها ناقصة.. وكيف سأصرح فى نفس اليوم الذى اكتشف فيه ان هناك نقصا فى المقتنيات، بأنى سأزود المتحف بمقتنيات أخرى ومنها البالطو الخاص به.. أظن أن هناك تناقضا يكتشفه كل صاحب عقل.
> ولكن ألم يدفعك الحديث عن نقص فى المقتنيات ان تقومى بمراجعتها بعد مشهد الافتتاح؟
تبتسم قبل أن تقول: وزيرة الثقافة افتتحت المتحف بعد سنوات من تعطل المشروع، فهذه مناسبة لأشكرها وليس للتشكيك فى مقتنيات المتحف.
> بما إن ملاحظاتك جميعها تركز على فكرة وجود شخص على غير الحقيقة بقائمة الحرافيش أو غياب شخص عن قائمة التلاميذ، فلماذا لم تتعاونوا مع وزارة الثقافة قبل الافتتاح حتى لا تحدث هذه الأخطاء؟
تظهر مسحة من الحزن على وجهها قبل أن تقول: للأسف كان هناك تهميش للأسرة فى هذا المشروع، ولم نكن على دراية بكل تفاصيله.
> كيف وأنتم من ستزودون المتحف بالمقتنيات؟
 المقتنيات شيء ومراعاة بعض التفاصيل التى أشرت إليها شيء آخر، ولكن لا أريد لهذه التفاصيل أن تسرق فرحتى بافتتاح المتحف.
> وهل هناك تفاصيل أخرى بخلاف وجود صورة ليحيى الرخاوى فى قاعة الحرافيش وعدم وجود صورة لجمال الغيطانى بين تلاميذه؟
هذه كانت ملاحظاتى الرئيسية يوم الافتتاح، ولم أزر المتحف بعد ذلك.
مدعو الصداقة
> ولكن هذه الملاحظات ربما تعطى انطباعا أن لديك تحفظا على أسماء بعينها؟
ليس لدى موقف من أسماء بعينها، ولكن المعروف أن الحرافيش هم الأصدقاء المقربين من والدي، وهناك آخرون هم تلاميذه، الذين يحاول بعضهم احتكار الحديث عن نجيب محفوظ.
> أثناء فترة المرض الأخير الذى سبق وفاة الوالد كنت ألاحظ أن بعض تلاميذه كانوا هم من يتحدثون للإعلام عن حالته الصحية وليس أنتم؟
تعود مشاعر الغضب إلى وجهها قبل أن تقول: هؤلاء كانوا يريدون أن يحتكروا الحديث عن والدى كما قلت لك، وكأن وظيفتهم أصبحت متحدثا عن نجيب محفوظ، ولذلك كنت سعيدة بقاعة الحرافيش، لأنها وضعتهم فى حجمهم الطبيعي.
> وماذا لو كنت وجدتى فى القاعة صورة للكاتب محمد سلماوي؟
وكأنك لمست جرح غائر لديها، فما أن سمعت هذا الاسم حتى ارتفعت نبرة صوتها على غير العادة: سلماوى هو أساس المشكلة، فهو كان يريد احتكار الحديث عن الوالد، ونشر بعد وفاته حوارات ادعى أن مادتها جاءت على لسان والدى بالمخالفة للحقيقة، لأن والداتى كانت تحضر كل الحوارات التى تتم مع والدى وكثير مما كتبه غير حقيقي.. وبالمناسبة علاقته بوالدى علاقة عمل فقط، وهو لم يكن من الأصدقاء أو المقربين.
> وكيف نشأت علاقة العمل هذه؟
تأخذ رشفة من فنجان شاى تلتقط خلالها الأنفاس بعد أن استفزها السؤال عن سلماوي، قبل أن تواصل الحديث قائلة : العلاقة بدأت من اختيار والدى له للسفر نيابة عنه لاستلام جائزة نوبل، حيث كان والدى يريد أن يتسلمها السفير المصرى بالسويد، ولكن سكرتير الجائزة الذى جاء لمصر لحضور احتفالية اقامتها الرئاسة لوالدى طلب منه ترشيح شخص آخر، لأن إدارة الجائزة لا تتعامل مع الحكومات والوزارات، وفى هذا التوقيت تم ترشيح سلماوى لهذه المهمة بحكم انه كان يعمل فى العلاقات الثقافية بوزارة الثقافة ويجيد اللغة.
حوارات سلماوى
> وهل استمرت العلاقة بعد انتهاء هذه المهمة؟
بعد استلام جائزة نوبل كان هناك ضغط على البيت من وسائل الإعلام الأجنبية والعربية، فرأت مؤسسة الأهرام أن تخصص مكتبا لوالدى ورشحت الأستاذ فتحى العشرى وسلماوى لمساعدته فى الكتابة، ولم يكن من سلوك والدى المفاضلة بين الناس، ولكن استقر الأمر على قيام الاستاذ فتحى بهذه المهمة.. ولكن فى أحد أيام عام 1994 فوجئنا بسلماوى يأتى إلى المنزل بغير موعد ويطلب من أبى كتابة خطاب للأهرام يطلب فيه أن يتولى سلماوى كتابة حواراته التى تنشر فى الأهرام، ونشر كثيرا من الحوارات فى حياة والدي، وكانت مشكلتنا معه بعد وفاته إذ نشر حوارات تحمل معلومات غير دقيقة عن والدى والاسرة.
>  ولماذا لم تطلبوا تصحيح هذه الأخطاء؟
طلبنا تصحيح هذه الأخطاء ومنعنا من ذلك، فاضطررنا أن نسعى لذلك من خلال محامى الأسرة، فظهر بعد ذلك فى برنامج تليفزيونى وأعطى صورة سيئة عن الأسرة، فاضطررت رغم انى لا أجيد الحديث أمام الكاميرات أن أظهر فى برنامج تليفزيونى للرد عليه، فكتب تعليقا على ظهورى هذا مقاله الداعشيين، الذى يتهمنى والاسرة فيها بالتطرف.
> رغم أن اجاباتك دائما مقتضبة إلا أننى ألحظ انك تحدثتى باستفاضة عن سلماوي؟
تظهر مسحة من الحزن على وجهها قبل أن تقول: ما فعله سلماوى بعد وفاة والدى خيانة، فليس من الأخلاق، بعد أن دخل بيتنا واستفاد من والدي، أن يتحدث بعد وفاته عن أسرته بهذا السوء، فهذا منتهى التدنى فى الخلق، ومن المؤسف أن الناس لم تعلق على هذا وكأنه شىء عادي.
> وما هو أكثر ما استفزكم فيما كتبه سلماوي؟
لم تنتظر اكتمال السؤال وانطلقت الكلمات من فمها سريعة: ما كان يكتبه يقول عنه انه حوارات، وهو لم يجر تلك الحوارات، حتى إن ناقدا ادبيا كبيرا طلب منه أن يسميها ذكريات، لأن هناك فرقا بين أن تكتب حوارا وهذا معناه ان هذا الكلام جاء على لسان الشخص أو تسميها انطباعات وذكريات.. ولم يكن هو أو غيره من المقربين لوالدى كما يدعون.
علاقات مقطوعة
> أظن انه لو كان هناك أحدهم من المقربين للأسرة لانتشر خبر وفاة والدتك أو شقيقتك؟
نحن لم يكن لدينا اتصال بأحد حتى يعرف.
> هل أنتم الذين فرضتم هذه العلاقة أم أنهم كانوا مقصرين فى التواصل معكم؟
كل علاقة لها حدودها، وحدود علاقتنا بهؤلاء أنهم كانوا من تلاميذ والدي، وقد توفى والدي.. ولم يكونوا من المقربين حتى يدعوا معرفتهم بالاسرة، ولم يسألنا أحدهم عن موقفنا من أعمال والدى حتى يقول اننا نرفض بعضها، ولم يكن والدى بحكم طبيعته يتحدث مع أحد عن أسرته.
> وهل هناك من كان يتواصل مع الأسرة من أصدقائه الحقيقيين ؟
> كلهم توفوا قبل والدي، عدا الاستاذ توفيق صالح الذى توفى بعده.
> بحكم حكايات الوالد الشخصية من هو أقرب صديق له؟
كان يحب كل أصدقائه، وإلا ما استمرت علاقتهم طويلا
> من المؤكد أن هناك من بينهم من يستطيع أن يأتى إلى منزلكم بدون موعد؟
تصمت لوهلة قبل أن تقول: ربما كان الوحيد الذى يستطيع أن يأتى إلى منزلنا بدون موعد هو الكاتب ثروت أباظة.
نقل الرفات
> وهل صحيح أنكم رفضتم طلبا لنقل رفات الأديب الراحل لمتحفه، وكان ردكم على هذا الطلب عنيفا حيث وصفتوه بانه رده إلى الجاهلية؟
ترتسم على وجهها ابتسامة ساخرة أعقبتها بالقول: هذه بعض الأكاذيب التى تم الترويج لها، فلم يعرض أحد علينا نقل الرفات، ولو عرض علينا هذا الطلب لرفضناه، واعتقد أن أى إنسان سيعرض عليه مثل هذا الطلب سيرفضه.. والأمر المضحك أنهم خلقوا الجدل حول هذا الموضوع منذ سنوات، بينما لم يكن هناك متحف فى الأساس.
> ولماذا فى رأيك يتم الترويج لهذه الأكاذيب؟
تخرج الكلمات من فمها سريعة : هذا حصار باستخدام الشائعات، حتى نظل بعيدين عن المشهد، ليحتكر مدعو الصداقة الحديث عن نجيب محفوظ، وأحد هؤلاء شارك فى مؤامرة كان الهدف منها احتكار أعمال والدى الفنية، ليأخذها لنفسه، بدلا من أن تبقى ملكا للأسرة، وعندما واجهنا هذه المؤامرة بدأ فى نشر شائعات أننا متطرفون ونرفض تحويل أعماله لأفلام لأسباب دينية، واننا لدينا تحفظات على بعض أعماله.
> أفهم من ذلك انك تعتزين بكل أعمال والدك الأدبية وليس لديك أى تحفظ على إحداها؟
ترتسم على وجهها باتسامة ساخرة قبل أن تقول : انا لا أكفر والدى ولا أكفر أى أحد.
اعتبارات ذوقية
> يعنى ليس لديك تحفظ على رواية « أولاد حارتنا «؟
 انا أحب من أعمال والدى الثلاثية والحرافيش
> أنا أسألكى عن «أولاد حارتنا»؟
قرأتها فى يوم واحد، وسألت والدى عن بعض ما جاء فيها وشرح لى وجهة نظره
> وبعد ما شرح لك وجهة نظره، هل ما زال لك بعض التحفظات عليها؟
ليس لى أى تحفظات، فالأمر له علاقة بالأذواق، فأنا أحب الثلاثية والحرافيش، وأظن أن هناك شبه اجماع على أنها من أقوى أعمال نجيب محفوظ.
> دعينى اسأل السؤال بصيغة أخرى، هل لكى تحفظات دينية على «أولاد حارتنا»؟
سأعود وأقول لك أن المسألة «أذواق»
> تقصدين بالأذواق تقييمك للرواية من الناحية الأدبية؟
انا لست ناقدة أدبية حتى أقيمها، ولكن المسألة واضحة انا أحب الثلاثية والحرافيش وهى من الأعمال القريبة لقلبي.
> دعينى أطرح السؤال بصيغة ثالثة: هل «أولاد حارتنا» ليست قريبة من قلبك لاعتبارات ذوقية وليست دينية؟
تستطيع ان تقول ذلك، فالتقييم له علاقة بالأذواق فقط، ولم نكن على علاقة بأحد ولم نتكلم مع أحد، حتى يقول اننا نرفض «أولا حارتنا «، ثم لو كان التقييم يتم على أساس اعتبارات دينية فهناك بعض الأفكار التى كانت ترددها شخصية كمال فى «الثلاثية»، لا يرضى عنها البعض لاعتبارات دينية، وانا أقول لك انها من الأعمال القريبة لقلبي.
الحجاب والتطرف
> ربما ساعد حجابك ومظهرك الملتزم على ترويج مثل هذا الكلام؟
تضحك قبل أن تقول: نسبة كبيرة من نساء الشعب المصرى محجبات، فهل كلهن متطرفات.
> ربما لأن مظهر الحجاب يتعارض مع أفكار والدك الليبرالية؟
الليبرالية تعنى أن يترك للشخص حرية اعتناق ما يشاء من الأفكار.. ووالدى كان ليبراليا يحترم آراء الآخرين.
> وهل كان متسامحا أيضا كما يتردد؟
إلى أقصى درجة، حتى أن احد النقاد وجه اليه انتقادات لاذعة وغير موضوعية، وبعد فوزه بنوبل أراد هذا الناقد حضور إحدى ندواته، فاستأذن قبل المجىء، وأذن له أبى بالحضور، وهو ما آثار تعجب الآخرين الذين توقعوا أن يرفض والدى حضوره.
> يتردد أيضا أنه سامح من أرادوا اغتياله ؟
كان حزينا عليهم لصغر سنهم واستخدامهم من قبل آخرين لتنفيذ جريمة لا يعرفون لماذا يقدمون عليها، فقط هناك من قال لهم أن هذا الشخص كافر.
> وما مدى صحة ما تردد عن أنه طلب من وكيل النائب العام الذى يحقق فى القضية أن يرسل لهم بعض أعماله ليقرأوها؟
قرأت هذا الكلام.. ولكن لم يتحدث معنا والدى بشأنه
> وهل تحدث معكم الوالد عن تفاصيل هذه الحادثة ؟
لم نكن نسأله عنها احتراما لمشاعره، ولكن أذكر انه قال فى فيلم وثائقى فرنسى انه شعر وكأن وحشا انقض عليه.
حياة روتينية
> من بين ما تردد بعد وفاة الوالد أنه كان يردد فى ايامه الأخيرة عبارة « اننى لست نادما على شئ إلا أياما لم استطع أن أفعل فيها من أحب خوفا من كلام الناس»؟
تضحك قبل أن تقول: ومن أين جاءوا بهذا الكلام، والدى كان يعيش حياة روتينية منظمة، وقد ساعده الروتين على ان يعيش حياته كما أراد، فكان هناك وقت للقراءة والمشى وحضور الندوات ومشاهدة الأعمال السينمائية.
> وماذا عن هواياته الأخرى بعيدا عن هذا الروتين اليومي؟
كان يحب الموسيقى وعزف القانون، وكانت له تجربة لم تكتمل لتعلم اللغة الألمانية.
> وهل صحيح انه بدأ فى اعداد رسالة ماجستير فى الفلسفة وفوجئتم بأن الأجزاء التى كتبها من الرسالة تباع فى مزاد؟
هى ليست رسالة ماجستير، ولكنها المحاضرات التمهيدية التى تسبق اعداد الرسالة، وكانت بخطه، وعرفنا انها تباع فى مزاد بلندن، ونجحنا فى وقف هذا المزاد.
> وما هى حقيقة الرسالة التى وجهها لأديب عبرى يتحدث فيها عن تأييده للتطبيع الثقافى ؟
ترتسم علامات الدهشة على وجهها : لا أعرف شيئا عن هذه الرسالة.
> كيف؟ هناك تعليق منسوب لك على أحد المواقع بعد أن نشرت السفارة الاسرائيلية بالقاهرة هذه الرسالة؟
كما قلت لا أعرف شيئا ولم أدلى بأى تصريحات فى هذا الموضوع.
> التصريح المنسوب لك فى هذا الصدد أن مضمون الخطاب يتعارض مع موقف الوالد الرافض للتطبيع؟
أؤكد مره أخرى انى لم أتحدث فى هذا الموضوع، والتصريحات المنسوبة لى على غير الحقيقة ليست أمرا جديدا، فمؤخرا قالوا انى اتهم وزارة الثقافة بضياع بعض مقتنيات المتحف التى سلمناها للوزارة.
قلادة النيل
> وهل تصريحك عن قلادة النيل ليس حقيقيا أيضا؟
تقصد تصريحى بأنها لم تكن ذهبا.
> بالضبط ؟
انا لا أنكر هذا التصريح، ولكنه فهم خطئا، فما قلته أننا كنا نعتقد أن القلادة ستكون ذهبا، لأن آخرين حصلوا عليها قبل والدى وكانت ذهبا، ولكن ما عرفته ان الظروف الاقتصادية حينها حالت دون أن تكون ذهبا.
> وهل الأديب يهمه ان كانت ذهبا أم لا.. أم من المفترض أن ينشغل أكثر بقيمة الجائزة المعنوية؟
لم نعترض على انها لم تكن ذهبا، ولكننا تعجبنا من كون آخرين حصلوا عليها ذهبا بينما لم تكن كذلك مع أبي
> وزير الثقافة السابق فاروق حسنى قال فى حوار معى أن الحديث فى هذا الأمر يسيء لنجيب محفوظ ولا يسىء لنظام مبارك؟
لم تنتظر أن اكمل سؤالى وقالت على الفور: هناك خطأ حدث فى عدم الإعلان عن أنها لن تكون ذهبا، فقد ساهم ذلك فى حدوث بلبلة، ولو كانوا أعلنوا ما كنا سنهتم بكونها ذهب أو فضة.
> وماذا عن نجيب محفوظ الأب، أخشى أن يأخذنا الحديث ولا نتطرق إلى هذا الأمر؟
ترتسم على وجهها ابتسامة ساخرة قبل أن تقول: من الجيد أنك تطرقت لهذا الأمر، لأن بعض مدعى صداقته تدخلوا فى هذا الأمر أيضا، وادعوا أن والدى كان « سى السيد « فى بيته، وهذا غير حقيقى على الإطلاق.. فقد كان أبا حنونا طيبا ولا يخجل ولا يتردد من مقولة « انا آسف « عندما يشعر انه أخطأ فى حق أحدنا.. فهل كان سى السيد يقول أنا آسف.
همس النجوم
> البعض تعجب من اختيارك لدار نشر لبنانية لطباعة القصص القصيرة التى عثرتى عليها للوالد، والتى نشرها فى مجلة نصف الدينا فى فترة التسعينات، ولم يطبعها فى كتاب؟
ترتسم على وجهها علامات الدهشة، قبل أن تسأل : ولما يتعجبون، فدار النشر اللبنانية قدمت لى عرضا لا يرفض من الناحية المادية والمعنوية، وكان يهمنى أكثر الناحية المعنوية وهى ترجمة تلك القصص للإنجليزية.
> وهل طبعت تلك المجموعة القصصية؟
طبعت وتحمل اسم « همس النجوم»، وهو عنوان احدى القصص.
> كان البعض يتوقع أن تعهدى لدار الشروق بطباعتها ؟
ولماذا ؟
> على اعتبار أنها تطبع إلى الآن أغلب أعماله ؟
دار الشروق تطبع أعماله القديمة، أما أى عمل آخر يظهر فمن حقى أن اختار الجهة التى تقدم لى العرض الأفضل.
> ربما يرى البعض أنه بحكم ان هناك تاريخا لهذه الدار فى طباعة اعمال نجيب محفوظ، فكان لابد من مراعاة ذلك؟
الأمور لا تدار بهذا الشكل، وأحيانا لا تراعى بعض الجهات تاريخ أى علاقة، وتجرى خلف مصلحتها.
أزمة الجامعة الأمريكية
> من المؤكد أنك تقصدين بهذا الكلام أزمتك الأخيرة مع دار نشر الجامعة الأمريكية ؟
بالضبط، فقد فوجئنا أنها أبرمت تعاقدا مع منتج تركى لحق استغلال رواية «بداية ونهاية» دون الرجوع إلينا.
> وهل حصلتم على حقكم؟
هناك قضية تنظر الآن فى المحاكم، ولم يتم البت فيها، وهذه هى ثالث قضية نرفعها على الجامعة الأمريكية
> وماذا عن القضايا الأخرى؟
هناك قضية حكم لنا فيها، وكانت تتعلق بحقوق نشر اعمال والدى بعد وفاته، والتى جعلوها ميراثا يشترك فيه ابن عمى معي، وهذا اهدار لحقوقي.
> أليس ابن عمك له حق فى الميراث، طالما أنه والدك لم يرزقه الله بأبناء ذكور؟
هذا يحدث بالفعل فى الأعمال التى تطبع باللغة العربية، ويستفيد حتى الآن أبناء ابن عمى بعد أن توفى والدهم، ولكن فى الأعمال المترجمة التى تصدرها دار نشر الجامعة الأمريكية،كان والدى قد طلب فى حياته أن تحول مستحقاته إلى حسابى انا وشقيقتى فاتن من خلال وثيقة موجه من ابى للجامعة الأمريكية تحمل اسم « حوالة حق»، وهذه الوثيقة هى التى جعلتنا نربح القضية.
> الحديث عن مشاركة ابن عمك لك فى الميراث ومن بعده أبناؤه، يقودنى لسؤال أختم به الحوار: هل كان الوالد من الرجال الذى يحزنون لأنهم لم ينجبوا الذكور خشية أن يشارك الآخرين بناته فى الميراث؟
تضحك قبل أن تقول: لو كان يفكر فى هذا الأمر لكتب لنا أعماله كل أملاكه وأعماله الأدبية وهو على قيد الحياة، ولكنه لم يفعل ذلك.


 

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة