محمد درويش
محمد درويش


نقطة في بحر

محمد درويش يكتب: المنشاوي وإعلان البكيني!

بوابة أخبار اليوم

الأحد، 28 يوليه 2019 - 12:46 ص

أعشق صوت الراحل المقرئ فضيلة الشيخ محمد صديق المنشاوي، أنتظر بشغف دوره بعد الشيخين محمود خليل الحصري ومصطفى إسماعيل في إذاعة القرآن الكريم، وأبحث عنه في قناة مثل قناة المجد وأظل مجبرا على سماع ترتيل المقرئين الآخرين على أمل أن أصادف سماع صوته في الوقت الذي ألجأ فيه إلى هذه القناة متحملا سخافة كتابة الاسم ثنائي «محمد المنشاوي» رغم أن الرجل معروف باسمه الثلاثي طوال حياته وبعد مماته.

الرجل الذي مات في عام 1969 عن عمر يناهز التاسعة والأربعين عاماً ترك لنا ثروة من التسجيلات سواء كانت قراءته ترتيلاً أو تجويداً أو في حفلات كانت في المسجد الأموي وأخرى في المسجد الأقصى قبل 67 وفى ليبيا أيضاً.

وإذا أردت أن تقرأ القرآن كما ينبغي أن تكون القراءة فعليك أن تمسك بالمصحف ومعه صوت الشيخ الحصري، أما إذا أردت التدبر والإبحار في ملكوت الله والبحث عمن يجسد المعنى فعليك بالسكينة وسماع المنشاوي الذي يثير في وجدانك الشجن ويحمل روحك إلى سمو وارتقاء لا يحدث مع غيره من القراء اللهم إلا إذا كان الشيخ محمد رفعت، ولكن ندرة تسجيلاته تجعل الكفة تميل لصالح المنشاوي الذي أتاح له فارق الزمن أن يسجل القرآن كاملا مرتلا بأكثر من قراءة ومجودا سواء داخل الأستوديو أو المساجد الكبرى.

كل هذا العشق لصوت الرجل اصطدم بمصيبة على اليوتيوب، فقد حمدت الله على وجود هذا الموقع الذي يتيح لي الاستماع في استمتاع يناسب الوقت الذي يتيح لي الدخول إليه ومعايشة صوت المنشاوي لساعات تقصر أو تطول والتي عادة ما تطول.

المصيبة تتمثل في أن بعض المواقع التي تبث تسجيلات الشيخ المنشاوي هى مواقع تجارية تعلم مدى الإقبال على سماع تلاوته أو تجويده فتضع الإعلانات في البداية وقبل أن تبدأ القراءة وهنا قد يكون الأمر عاديا، أما أن يلجأ أحد المواقع إلى قطع القراءة كل عدة دقائق ليبث إعلانا فهذا أسلوب قميء لا يجوز مع كتاب الله، والأشد قماءة أن إعلانا لشاب بالمايوه وفتاة بالبكيني داخل حمام سباحة يتبادلان رش المياه والهزار.

بالفعل كانت صدمة ووجدتني أترحم على الشيخ وأستغفر الله على ما فعله السفهاء منا بقرآنه.
 

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة