الفنانة رجاء حسين
الفنانة رجاء حسين


الوجه الآخر| الفنانة رجاء حسين: الصبر مسئولية الزوجة

غادة زين العابدين

الأحد، 28 يوليه 2019 - 10:16 ص

تميزت بالبساطة وصدق الآداء ،فتركت بصمة مميزة في آداء دور الأم المصرية، لتصبح واحدة من أشهر أمهات الشاشة الصغيرة ، هى الفنانة القديرة رجاء حسين ، التي تكتشف بمجرد الحوار معها أن الصراحة والتلقائية هما جزء أساسي من شخصيتها الحقيقية بعيدا عن البلاتوه والكاميرات.

أنا من أسرة متوسطة ،كان أبي رئيس قلم حسابات في المالية ، وأنا أكبر أخوتي الستة ، ولدت في القاهرة لكني عشت فترة في طنطا لظروف عمل والدي،وعلى فكرة أنا من عائلة متحفظة جدا ، ومن جيل "انضرب بالشبشب"، فقد كنت طفلة شقية و"غلباوية"، أحببت التمثيل من صغري ، وكنت أتأخر في
المدرسة لحضور بروفات فريق التمثيل ، وأعود للمنزل لأتلقى علقة ساخنة من أمي ، وجاءتني الفرصة في مدرسة طنطا الثانوية بنات، حينما أصيبت زميتي بطلة العرض وفاجئت رئيس الفريق أنني أحفظ الدور جيدا ، وبالفعل مثلت الدور بدلا منها ، وبهرني تصفيق الجمهور ، وقررت من هذه اللحظة أن أصبح
ممثلة.

وأوضحت أنه في أحد أفراح العائلة التقيت بالكاتب يوسف عوف وقلت له "عايزة أمثل"،
 فنصحني بالالتحاق بمعهد التمثيل، وكان لالتحاقي بالمعهد قصة تحدي غريبة،فبعد حصول على الثانوية العامة في طنطا، كنت أعلم أن الأسرة سترفض التحاقة بمعهد التمثيل ،فاضطررت لإخبارهم ، أنني سألتحق بحقوق القاهرة ، وأجرت شقة في شبرا ونقلت أخوتي من طنطا إلى القاهرة ، ثم قررت تنفيذ خطتي ،فالتحقت بمعهد الفنون المسرحية، وظللت عامًا كاملًا أدرس بالمعهد بينما يظن أهلى أنني أدرس بكلية الحقوق ، وبعد حوالي عام قررت مواجهة أهلي والاعتراف لهم بالحقيقة ،فأرسلت لعمي في طنطا أستنجد به، فجاء واجتمع بأبي واستدعاني أبي وبكيت كثيرا أمامه ورجوته أن يسامحني، وأخيرا وافق
أبي، ولكنه وضع شروطا قاسية ،أهمها أن أفصل تماما بين عملي وحياتى الخاصة وألا تكون لي أى علاقات بالوسط الفنى بعيدا عن العمل، وبالفعل نفذت تعليماته بكل دقة.
 

وأضافت الفنانة جاء حسين كنت أحب القراءة وأؤمن أن الموهبة وحدها لا تكفى ، وأن الفنان بدون ثقافة
لا يمكن أن ينجح ، وحينما بدأت عملى بفرقة الريحانى قررت شراء مجموعة أعمال نجيب محفوظ بقسط 10 جنيه شهريا ،حتى أصقل موهبتي ، وعملت مع العمالقة ماري منيب وعباس فارس وعدلي كاسب وميمى شكيب وغيرهم ، ثم طلبني المسرح القومي فاستقلت من الريحاني وتفرغت للقومي ، وفى البداية "ركنوني على الدكة" ، لكني صبرت وقررت اثبات موهبتي حتى انطلقت وأصبحت شريكة في
كل الأعمال مثل "الجوكر" ،أما شهرتى الجماهيرية فبدأت بعد إذاعة مسرحية "سكة السلامة" تليفزيونا.
 ومع مرور السنوات قدمت أعمال مسرحية وتليفزيونية ، وأتصور أنني تركت بصمة  في أداء دور الأم لأننى قدمته بصدق ، وخاصة فى أعمال افواه وأرانب والشهد والدموع والمال والبنون وذئاب الجبل وأحلام الفتى الطائر وغيرها. 


تزوجت زواجا تقليديا من الفنان سيف عبدالرحمن، ولم يعترض اطلاقا على عملي
بالفن ،وبيننا عشرة عمرها أكثر من 50 عاما، وأنا لدىّ فلسفة خاصة فى الزواج ، فالزوجة فى رأيى يجب أن تصبر وتسامح وتضع مصلحة أبنائها فوق أى اعتبارات أخرى ، وأنا تربيت على أن الزوجة إذا
توفى زوجها يجب أن تتفرغ لأولادها، وإذا الزوج أخطأ أو حتى خان أو تزوج ، "اوعى تفكرى فى الطلاق" بل ادعى له بالهداية، لأن طبيعة الرجل وجيناته، تختلف عن المرأة ، وقد ربيت ابنتى على ذلك ، ولا أتدخل اطلاقا بينها وبين زوجها، ونصيحتى لكل زوجة أن الحياه بسيطة، ولا يجب أن نحمّلها أكثر مما
تحتمل، وأن نتجنب كثرة الصراعات ، فاستقرار البيت والأبناء أهم من أي اعتبارات أخرى، وأنا شخصيا أدعو لزوجى دائما مهما حدث بيننا : "ربنا يخليه ويهديه ويبارك فى عمره".

وأنجبت أمل وكريم ، لكنى تعرضت لمحنة قاسية منذ سنوات قليلة باستشهاد ابني العقيد كريم عام 2014، ولا أنكر أن وفاته غيرت حياتى كثيرا ، وأثرت على عملي الفني ،إلى جانب تردى حالة الفن ، فآخر عملين قدمتهما كانا "واحة الغروب" و"عايزة أتجوز"،  لكني لم أعتزل الفن وإذا عرض علىّ عملا جيدا
فسأقبله بلا شك.
 

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة