أحمد حسين - بائع الجرائد
أحمد حسين - بائع الجرائد


بائع الجرائد خائف من غدر الزمان

بوابة أخبار اليوم

الإثنين، 29 يوليه 2019 - 01:13 ص

أحمد حسين عمره واحد وستون عاماً بائع جرائد توفى والده عام ٧٣ وكان بائع حلويات متجولاً كان احمد وقتها فى الخامسة عشرة من عمره بعد وفاة الأب توفيت والدته.

 

شعر أحمد بمسئوليته نحو أخواته البنات كانت الأخت الكبرى عمرها ١٧ سنة والصغرى ١٣ سنة تصرف أحمد وقتها كرجل وأب لأخواته البنات فعمل فى ورشة ميكانيكا بأجر ربع جنيه فى الأسبوع وهذا ماجعله يترك العمل داخل الورشة ويبحث عن عمل اجره يساوى مصاريفه هو وشقيقاته .

 

لكنه كان يجد أعمالاً مناسبة له لكنها لمن يجيد القراءة والكتابة وهو أمى لا يقرأ ولا يكتب فقرر النهوض بنفسه كى يتعلم فاشترى كتاب الف باء وبدأ يتهجى الحروف الأبجدية ويتلعثم فى نطقها شيئا فشيئا حتى أصبح يفك الخط والصدفة وحدها جعلته يجلس بجوار احد بائعى الصحف ليتصفح عناوين الجرائد اليومية حتى اصبح عاشقا لقراءة الصحف اليومية مما جعل الموزع يطلب منه توزيع الجرائد على الزبائن مقابل ريال أو ربع جنيه فى اليوم .

 

وكانت هذه فرصة أحمد الذهبية للإنفاق على نفسه واخواته بعدما ادرك اهمية وصول الجريدة للقارئ العاشق للخبر والصورة بدأ أحمد يسدد من الأجر اليومى جنيه لإيجار السكن فى الشهر وبباقى المبلغ يوفر طلباته وطلبات اخواته البنات وكان يقوم بتوزيع الجرائد وهو يسير على قدميه بأحياء السيدة زينب والخليفة حيث إقامته ودارت الأيام والصغير صار شابا يعتمد عليه دبر أموره واستطاع شراء دراجة يطوف بها الأحياء المجاورة لمسكنه يحمل عليها يوميا من الموزع مائة نسخة من الجرائد اليومية التى تصدر عن مؤسساتها وهو ينادى على الجرائد بصوت مرتفع ليصل للأدوار العليا. 

 

وعمله دائما فترة المساء من الساعة الثامنة والنصف حتى الساعة الثانية من صباح اليوم الجديد لتصبح الطبعة الأولى من كل جورنال فى يد القارئ وكان يحصل احمد على نسبة من توزيع الجرائد يوميا فى حدود ١٥ إلى ٢٠ جنيهاً يوميا تكفى مصروفاته هو واخواته البنات.

 

ويستكمل احمد حديثه قائلا كلمة حق اقولها فى حقى وحق زملاء المهنة ان بائع الجرائد مهمش لا تأمينات ولا معاشات ولا نقابة ولا تهتم الدولة بحقوقه ولولا مساعدات الزبائن لى لجلست فى منزلى وينطلق احمد بالحديث ليروى انه تزوج وعمره ٤٢ عاما بعدما تزوجت شقيقاته وانجب اربعة أولاد فى التعليم  الثانوى والإعدادى واصغرهم بالحضانة وهو الآن يعانى من انسداد بشرايين القدمين ويعوقه مرضه فى احيان كثيرة عن ممارسة عمله. 

 

عندما سألته عن امنياته فى الحياة قال انه فى اشد الحاجة لشقة فى الاسمرات لانه يعيش فى شقة قانون جديد بحى البساتين وايجارها ٨٠٠ جنيه يتحصل عليها شهريا بالعافية وبعد عذاب ويخشى بعد رحلة العمر الطويلة أن يطرد من مسكنه فى اى وقت ويصبح مصيره ومصير اسرته الشارع.

 

تستقبل «بوابة أخبار اليوم» إبداعات القراء الأدبية والفنية ومقترحاتهم وشكواهم، على صفحة فيسبوك «بوابة أخبار اليوم»، إلى جانب الرقم المخصص للخدمة على تطبيق التواصل الاجتماعي «واتس آب» 01200000991.
 

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة