فرانك موجيني، كبير مستشاري التجارة والصناعة بالاتحاد الافريقي
فرانك موجيني، كبير مستشاري التجارة والصناعة بالاتحاد الافريقي


كبير مستشاري التجارة والصناعة بالاتحاد الإفريقي: منطقة التجارة الحرة ستنافس الأسواق العالمية 

بوابة أخبار اليوم

الإثنين، 29 يوليه 2019 - 04:47 م

حوار – مي فرج الله 

خطوات واسعة قطعتها مصر في طريق تدعيم منطقة التجارة الحرة الإفريقية بالتزامن والتوازي مع خطوات اقتصادية كبيرة في سبيل الإصلاح الاقتصادي، في إطار مسئوليتها كرئيس للاتحاد الإفريقي، كان لـ«بوابة أخبار اليوم» هذا الحوار مع فرانك موجيني، كبير مستشاري التجارة والصناعة بالاتحاد الافريقي، والذي تحدث فيه عن زوايا عديدة عن منطقة التجارة الحرة ومنافستها للأسواق العالمية في آسيا وأمريكا وأوروبا.

كيف تري دور مصر في منطقة التجارة الحرة الافريقية ؟
أرى أن مصر سوف يكون لها دور رائد في منطقة التجارة الحرة الأفريقية، فبجانب سباق مصر وإصرارها على تولى زمام المبادرة من أجل أن تكون رئيس للاتحاد الأفريقي، فاقتصاد مصر متطور بل ويتقدم  بشكل أفضل من بلد آخر بجانب دول نيجيريا وجنوب افريقيا على المستوي التكنولوجي ايضاً. 


وأرى أن مصر تتصدر التنمية الاقتصادية في إفريقيا لأن لديها تكنولوجيا متقدمة في معظم القطاعات، وبالتالي سوف تلعب دوراً رئيسياً في إفريقيا وخاصةً بالنسبة لمنطقة التجارة الحرة القارية لأن مصر لديها تكنولوجيا أكثر تطوراً في التصنيع. 


 فمصر إذا تعاملت مع أي دول أخرى في الاستثمار تستطيع ان تجدها، فمنطقة التجارة الحرة الافريقية هي عبارة عن نشاط تجاري واستثماري و تصنيعي ، لذلك سوف تتمكن مصر من إنتاج سلع وخدمات تلبي معظم انحاء القارة. وبالتالي مصر  لن تنتج  للشعب المصري فقط بل وسيكونون منتجين لبقية القارة التي يبلغ عدد سكانها 1.2 مليار نسمة .


لذلك اري ان مصر سوف تكون بديل  للصين أو الهند أو البرازيل و غيرهم في جلب التكنولوجيا الصناعية  إلى بقية دول إفريقيا. فمصر لديها فرصة أفضل فرصة لتطوير التكنولوجيا وتوصيلها إلى بقية انحاء قارة  افريقيا من خلال منطقة التجارة الحرة القارية وإنشاء مناطق صناعية واقتصادية اخري  ، حتي من الممكن ان تكون مركز إقليمي للتصنيع لأن لديهم التكنولوجيا والعمالة الماهرة بل لديهم الامكانية  لجلب مزيد  من التمويل  ورؤوس الاموال.


لذلك اري ان مصر سوف تستفيد من مساهمتها و دورها في منطقة التجارة الحرة الافريقية ،  لانها ستنتج للسوق الافريقي بل وباقي انحاء العالم ، فهناك الكثير لتلعبه لأنها متطورة للغاية بل من الممكن ايضاً  أن تأتي أيضا وتساعد اليوم في الاقتصادات الافريقية الصغيرة القادمة و تطوير المعايير بها بحيث يتعين علي باقي افريقيا  القيام بالتبادل التجاري على قدم المساواة. 


مصر تبني العاصمة الادارية الجديدة ونيجيريا ايضاً تبني مدينة اخري ، لذلك ستكون لافريقيا  سوق  وواعد لبقية انحاء العالم وذلك من خلال  الاستثمار والابتكار داخل هذه المدن الجديدة لذلك مهم جدا ان  تكون مصر في قلب هذا التطور ، لكي تستفيد ايضاً من الأسواق الجديدة التي تأتي مع افتتاح منطقة التجارة الحرة . 


 هل نحن قادرون على تحسين بنيتنا التحتية لجعل التجارة الحرة تعمل بشكل جيد ؟
 نعم ،  وعلينا أن نفعل ذلك لأن البنية التحتية هي عامل تمكين هام لمنطقة التجارة الحرة ، وبالتالي تحتاج إلى بنية تحتية قوية في منطقة التجارة الحرة. فهناك  نوعين من البنية التحتية ، البنية التحتية الأولى هي نقل شبكة الطرق المتمثلة في الرحلات الجوية والتي من خلالها يتمكن الأشخاص من معرفة السلع الخاصة بك بحرية والتحرك أسرع والوصول إلى وجهاتهم في الوقت المناسب  وهذا مهم للغاية لأننا لن نتمكن من التداول إذا لم يكن لدينا بنية تحتية جيدة . 


الجزء الآخر من البنية التحتية و هو الطاقة ،  فنحن بحاجة إلى خفض تكاليف الطاقة لدينا. طاقتنا لا تزال باهظة الثمن في العالم ولا يمكن أن تسمح بالتصنيع. لذلك من حيث الطاقة والبنية التحتية والنقل هذه مهمة.
لقد تمكنا من القيام بعمل جيد في مجال تكنولوجيا المعلومات والاتصالات ، فقد  كانت هناك قفزة كبيرة في هذا المجال  ، لكننا بحاجة إلى القيام بعمل جيد في مجال الطاقة.  إذا استطعنا أن نستثمر في الطاقة المتجددة مثل الطاقة الشمسية وطاقة الرياح وغيرها  وهكذا دواليك ،  فيمكننا ان نحقق نجاح في هذا المجال  ، هذا بجانب تحسين مستوي النقل البري ،  الجانب الآخر من البنية التحتية هو انتاج سلع  تلبي معايير السوق، فأنت بحاجة إلى إنتاج سلع جيدة للاستهلاك البشري ، حيث يجب مراعاة أن كل دولة لديها معاييرها الخاصة ، لذلك يجب أن يتم تنسيق هذه المعايير والبنية التحتية بشكل كامل .

 

•    بدخول منطقة التجارة الحرة حيز التنفيذ ، هل تري انها سوف تنجح في تحقيق التكامل السياسي والاقتصادي ؟
 نعم ، فقد تأسس  الاتحاد الأفريقي في عام 1963 كمنظمة للوحدة الأفريقية ،  وفي ذلك الوقت كان الكفاح هو التكامل السياسي فقط  كانوا يحاولون التغلب على الاستعمار التي كانت تعاني منه معظم انحاء المنطقة الافريقية طوال هذه السنوات. 


ومنذ  عام 2000 ، بدأ الاتجاه حول تحقيق التكامل الاقتصادي تحت عده معاهدات واهما كان  " خطة عمل لاجوس" لتحقيق  التكامل الاقتصادي الافريقي وكان من المفترض أن يتحقق بحلول عام 2025 أو 2027 ،  لذلك لا يزال أمامنا حوالي سبع سنوات لتحقيق ذلك . لكننا نريد أن نتذكر أنه لا يمكن أن يكون لديك  تكامل سياسي كامل دون تكامل اقتصادي ، فمعظم الدول الأفريقية تعتمد على تمويل جيد بما فيه الكفاية فهم لا يكسبون المال بأنفسهم او عن طريق التجارة بل عن طريق  تمويل المانحين. وعندما تتلقى الأموال من تمويل المانحين ، فهذا يعني أنك لست مستقلاً تمامًا لأن هؤلاء الأشخاص يمنحك المال ، وبالتالي فإن منطقة التجارة الحرة الافريقية ستقوم بأمرين ، الأول هو زيادة التصنيع التي سوف تصاحبها المزيد من  الوظائف و  مزيد من الثروة و الازدهار .


 فإذا قارنت دول الاتحاد الأوروبي أو الدول الآسيوية ، فستجد أن معدل التبادل التجاري   بينها يصل الي  60 % و 40 % وما إلى ذلك. لكن التجارة بين أفريقيا وأفريقيا كانت محدودة بما يتراوح بين 14 % والحد الأقصى 16 %.


 لذلك تجارتنا الشاملة بين أفريقيا منخفضة للغاية ،  لذا فإن المنطقة التجارية سوف تخلق  سوق أكبر  يسمح  لتسهيل للتداول فيما بينهم ، ولكن لكي نكون قادرين على التجارة فيما بيننا ، يجب علينا أن ننتج ادواتنا  التي سوف  تنتج المزيد من المال الوفير  للقارة.  وبذلك سوف يتحقق التكامل السياسي والاقتصادي لأنه لن يكون له أي تدخل أو نفوذ من الخارج إذا كان بإمكانك إدارة أعمالك التجارية في المنزل فأنت تتمتع باستقرار سياسي أكثر مما لو كنت تعتمد على الآخرين. إذن فمنطقة التجارة الحرة اذا اكتملت اهدافها سوف تحقق الرخاء للدول الأفريقية .


•    هل يمكننا منافسة الاسواق العالمية مثل الصين و روسيا وامريكا  ؟
 إفريقيا أغنى واكبر قارة في العالم ، فنحن لدينا اكبر عدد من  السكان ، علي كتلة أرضنا الكبيرة ، فنحن نمتلك  العديد من  ثروات  النفط والغاز والالماس والمناطق السياحية الجاذبة ، ولكن للاسف 60 ٪ من أراضينا الصالحة للزراعة في إفريقيا لم يتم استغلالها بعد و لدينا 40 ٪ من احتياطيات المياه في العالم في أفريقيا.


لذلك إذا جذبنا الاستثمارات في التصنيع واستغلال  قيمة مواردنا المعدنية في القارة ، فيمكننا بالفعل منافستهم ، فالصين تأخذ السلع الخام من بلادنا  من معادن ونفط وغاز والقطن والفحم وكل شيء ،  ثم يذهبون ويضيفون قيمة لمنتجاتنا وينتجون بضائعهم ثم يعيدونها ، فهم يخلقون وظائف وثروات  لشبابهم. إنهم يخلقون ثروة لشبابهم وبلدانهم ، لذلك أفريقيا كسوق ضخم ،  تخيل لو استطعنا إضافة قيمة لمنتجاتنا لتصبح سلع ذو قيمة يتم توريدها لهم مثل الشاي والقهوة والكاكاو والقطن ، والأخشاب  و جلود الحيوانات  والموارد المعدنية ، والذهب  والالماس ، مما يخلق  مزيد من  الوظائف والثروات الهائلة  وبذلك لن يكون حينها بحاجة الي التنافس مع الصين لأن سوف يصبح لدينا سوق بالفعل متكامل .
 

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة