نيزك جبل كامل
نيزك جبل كامل


قصة قطعة من الفضاء اصطدمت بالأرض.. «محمية نيزك بالوادي الجديد»

إنجي خليفة

الإثنين، 29 يوليه 2019 - 06:39 م

أصبح لـ"كوكب المريخ" موقعًا على أرض مصر، بعد أن سقط نيزك من المريخ على أرض مصر، في صحراء مصر الغربية، محدثًا تغييرًا كبيرًا، وأصبح الأمر فيما بعد محمية نيزك جبل كامل.

وتقع منطقة نيزك جبل كامل بمحافظة الوادي الجديد، وتم اعتمادها كمحمية طبيعية بموجب قرار رئيس مجلس الوزراء رقم 271 عام 2012.

واكتشف نيزك جبل كامل في فبراير 2010، في أثناء الرحلة الاستكشافية الجيوفيزيقية، التي ضمت فريق من الباحثين المصريين والإيطاليين، وتم نشر هذا الحدث العلمي العالمي في كثير من المجلات العلمية العالمية خلال شهر يوليو 2010.

مكان نيزك جبل كامل

نيزك "جبل كامل" يقع في منطقة توشكي في المساحة بين "جبل كامل" و"جبل العوينات" بالقرب من محمية الجلف الكبير في الصحراء الغربية على بعد حوالي 2 كيلومتر من الحدود السودانية وحوالي 150 كيلومترا من الحدود الليبية ويصل وزنه إلى حوالي10 أطنان، ويصل طول فوهته إلى حوالي 45 مترًا، كما يصل عمقه إلى حوالي 16مترًا، ويقدر عمر تلك الفوهة ما بين 4000 إلى 5000 عام.

وجمعت بعض من العينات الصخرية الناتجة عن اصطدام النيزك بالأرض وأظهرت التحاليل المعملية لتلك العينات معلومات فلكية ذات أهمية علمية عالمية أثبتت بأن النيازك الكبيرة لها قدرة على أن تتغلب على الغلاف الجوي الأرضي، وتم وضع بعض من هذه العينات بالمتحف الجيولوجي المصري.

 كما أثبتت أيضًا أن تلك العينات تتكون من الحديد والنيكل وهو مماثل لمكونات الأرض.

ويعتبر العثور على الآلاف من قطع النيزك المنتشرة حول الفوهة حالة نادرة لكونها أحسن فوهة موجودة على سطح الأرض مما يساعد على دراسة كيفية تصادم النيزك مع سطح الأرض. وتشير الدراسات إلى أن هذا النيزك سقط من منطقة قريبة من كوكب المريخ لم يتم تحديدها بدقة حتى الآن بين كوكبي المريخ والمشترى.

وصف فوهة النيزك

وتتميز فوهة موقع سقوط نيزك جبل كامل بأنها حوضية الشكل ذات قطر يصل إلى حوالي 45 مترا وأطراف ترتفع عن سطح الأرض بحوالى 3 متر وعمق يقترب من 16 متر، وقد غطت الرمال منه ما يقرب من حوالي 6 أمتار بفعل الطبيعة.

ويحتفظ الموقع المحيط بالفوهة بالآثار الموجية على شكل أشعة ممثلة المقذوفات النيزكية، ليدل ذلك حداثة عمر النيزك وأيضًا ندرته.

الوصف الجيولوجي للفوهة

وتقع منطقة فوهة نيزك جبل كامل أعلى تكوينات الحجر الرملي المتكون من الكوارتز آرنيت، والتي يرجع عمرها إلى العصر الكريتاسى السفلى يعلوه طبقة محدودة (سنتيمترات) من الرمال شمالًا، وبأسفله توجد صخور القاعدة من عصر ما قبل الكامبري (وحدة غير رسمية في الزمن الجيولوجي).

ويحيط بالمنطقة العديد من الجبال ومسارات الأودية الجافة القديمة مما يعطى للمنطقة مظهر جمالي فريد.

من جانبه، أكد الدكتور عباس شراقي - أستاذ الجيولوجيا بقسم الموارد الطبيعية جامعة القاهرة - أنه عند القيام بتخصيص محمية طبيعية، شرط لها أن تكون شيء فريد، وتكون ظاهرة موجودة بقلة على مستوى العالم، ومن أجل الحفاظ عليها نجعلها محمية طبيعة، فسبب اختيار نيزك جبل كامل كمحمية ندرتها.

ويضيف دكتور شراقي، لـ"بوابة أخبار اليوم": "المحمية حدثت نتيجة سقوط كتل صخرية من الفضاء على سطح الأرض، ما نطلق عليه النيازك، وهذه الكتل تتفاوت في الحجم، ولكن عندما تصطدم الكتل الضخمة وتسقط على الأرض تحدث حفر وينتج عنها زلازل ضخمة جدا، وهذا يمكن أن يكون أحد أسباب انقراض الديناصورات".

ويتابع أستاذ الجيولوجيا بقسم الموارد الطبيعية جامعة القاهرة: "عندما تدخل الكتلة إلى الغلاف الجوي تبدأ في التفتت، وبعد ذلك تسقط قطع، وإذا عبرت الغلاف الجوي قطعة واحدة، عن الاصطدام تتكسر إلى أحجام مختلفة، ومع ملاين السنوات والتي تقدر في حفرة بحوالي 5 ملايين سنة الكتل مع الوقت تنتهي".

184 نيزك على سطح الأرض

يؤكد الدكتور عباس شراقي - أستاذ الجيولوجيا بقسم الموارد الطبيعية جامعة القاهرة، أن هناك 184 نيزكا سقطوا على سطح الأرض، مؤكدا: "هذا ما نعرفه حتى الآن، مصر بها نيزكين في نفس المنطقة وما زال النيزك الثاني تحت الدراسة".

كما قال الدكتور عباس شراقي، إن الحفر الذي نتج عن سقوط النيازك تعرض لعوامل التعرية، وتبدأ الصخور تتكسر بعد مرور ملايين السنوات، ونتيجة لذلك الحفرة لن تظل محتفظة بشكلها، ولكن تتكسر وتملئ بالرمال، لكن هذا لم يحدث فمكان النيزك واضح ومميز جدا.

وأكمل: "نحن محظوظين لوجود أجزاء للكتلة لأن على مستوى العالم هناك حفر نتجت عن سقوط نيازك ولكن لم نجد آثر للكتلة، الحفرة ممتازة في وجودها حوافها واضحة جدا، حتى لغير المتخصصين، والعمق الخاص بها 16 مترا، وهناك قطعة حوالي 10 أطنان من النيزك نقلت إلى المتحف الجيولوجي".

صخور النيزك

يما أكد أستاذ الجيولوجيا بقسم الموارد الطبيعية جامعة القاهرة: "كتل النيازك أو صخوره، تتميز عن صخور القشرة الأرضية التي نعيش عليها، في كثافتها العالية جدا، وهنا عندما نقول وزنها 10 أطنان نتحدث عن حجم متر ونصف فقط، فوجود بقايا يؤكد أن هناك نيزك سقط، والكتلة عندما تكون منتظمة ولديها شكل دائري تكون حفرة مثالية، ويكون أقصى عمقها في المنتصف، وحوافها واضحة، ويكون هناك بقايا من الصخور موجود بحيث تكون دليل أكيد على إنها كتلة خارجية".

وأوضح: "معظم صخور النيزك تتكون من النيكل والحديد، وتكون غنية بالمعادن، ولذلك نجد لونها يميل إلى الأسود، فالصخور التي تأتي من باطن أو خارج الأرض تتميز بأنها غامقة جدا تحتوي على معادن كثيرة جدا، وهذا ما يجعلها صخور ثقيلة جدا، وفي بعض المناطق نجد الحفرة، ولا نجد الكتلة سوى عندما نقوم بتحليل كيميائي للحفرة وللتربة في المناطق القريبة".

واستطرد: "الكتل التي تسقط على الأرض تكون شبيهة في تركيبها الكيميائي والمعدني للصخور التي توجد في باطن الأرض، والصخور التي توجد على القشرة الأرضية صخور جديدة نتيجة التبريد وعوامل أخرى".

أهمية المحمية

ومن أهم مميزات المحمية، الندرة، حيث يوجد على سطح الأرض فقط 15 موقعًا من هذا النوع، ومع ذلك فهي لا تماثلهم، إضافةً إلى العمر الحديث نسبيًا.

وتابع: "الحالة النادرة أيضا التي تحتفظ بها المقذوفات والحالة البيئية المتميزة للفوهة النيزكية حيث لا تتوفر البيئات المماثلة إلا على سطح القمر أو المريخ، ووجود قرى إنسان ما قبل التاريخ وما تحمله من أدلة تاريخية وعلمية وأثرية وجيولوجية وبيئية".

وتمثل المكونات المعدنية لنيزك جبل كامل من الحديد والنيكل العناصر الأساسية لمكونات مركز الأرض ومعظم كواكب المجموعة الشمسية، ولذلك تتعاظم أهمية الاحتفاظ بها وبمقوماتها البيئية حيث يندر وجود مثل هذه الحالة على كوكب الأرض، ولذلك فلها أهمية عظمى في دراسة تراكيب باطن الأرض والكواكب ودراسة مكونات النيزك.

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة