التحطيب لعبة قتالية صعيدية وصلت للعالمية.. و«اللي يموت ملهوش دية»
التحطيب لعبة قتالية صعيدية وصلت للعالمية.. و«اللي يموت ملهوش دية»


حكايات| التحطيب لعبة قتالية صعيدية وصلت للعالمية.. و«اللي يموت ملهوش دية»

بوابة أخبار اليوم

الثلاثاء، 30 يوليه 2019 - 05:06 م

ليست لعبة عنف مجردة، بل هي رقصة محببة للرجل الصعيدي، يختال متفاخرا بمهارته وجلبابه الصعيدي في لعبة التحطيب، حاملا عصاه التي تقطع نسمات الهواء وتصطدم بأخرى لتكون نغما خاصة يكمل جمال عزف المزمار.


العصا في الصعيد ليست مجرد أداة للعنف أو لرعي الماشية، بل رياضة وفن وأصول لكل رجل صعيدي، إذ كان يتعلمها حملها الطفل منذ نعومة أظافره، ويمارس رياضة التحطيب التراثية.  
 

 


 

في قنا، تجمع اللعبة التي تحتوي على قدر من المخاطرة، بين الاستمتاع بالموسيقى، وبين إظهار مواطن القوة والضعف لدى اللاعبين، اللذان يدخلان مضمارها، وقد أخذ كل منهما على عاتقه مهمة أن يكون هو الأقوى والأرشق وهو يتراقص في مبارزته للآخر بعصاه المصنوعة من أجود أنواع الخيزران على قرع الطبول وتصفيق الحاضرين.

ووفق ما أورده الباحثين، يعد فن التحطيب من الفنون القتالية المصرية المستمدة من الأصول الفرعونية القديمة، التي  يستخدم فيه العصي الخشبية في المبارزة، استنادًا الى صور الفراعنة التي وثقت هذه الرياضة على جدران المعابد، واهتمامهم بتعليمها للجنود.

 

 


ويرى المؤرخون أن التحطيب كان أساسا للتدريب على الأسلحة، إلا أنه أخذ في الانزواء والتحول لمجرد رقصة فقط دون الاهتمام بالجانب الرياضي منها، فأصبحت اللعبة استعراضا يقام في الأفراح في ريف مصر وصعيدها كنوع من التراث الشعبي، وقد سميت بالتحطيب لأنها تلعب بالحطب أو العصي الغليظة.


ومع ظهور الفن السابع، تناولت الأفلام السينمائية التحطيب، وأظهرت وقائعها المصورة، قالب اللعبة المتوارثة وكيف كان لها القول الفصل في تحديد فتوة الحارة، ومنطقة نفوذه، بجانب ابراز "النبوت" كسلاح شخصي، ونوع من الوجاهة التي يتزين بها حامله.

 


 

التحطيب لعبة مبارزة تبدأ بالسلام وتنتهي بالسلام، ويتخلله الرقص على المزمار البلدي في حلقات يلتف حولها الكثيرون، وهي لعبة قتالية ومن أصول اللعبة في حالة مقتل أحد اللاعبين لا يحصل أهله على الدية أو القودة مثلما يحدث في جرائم القتل في الصعيد.


وبالرغم من كون لعبة التحطيب لعبة تراثية يلعبها الكبار ولها شعبيتها إلا أنها اقتصرت في هذه الأيام علي الاحتفالات في الموالد، وليلة الحنة في الأفراح وفي الاحتفالات الخاصة الأخرى مثل دخول الشرطة أو الكليات العسكرية أو الاحتفالات بشفاء أحد المرضى. 

 


ونجح التحطيب في الوصول لسجل العالمي عبر توثيقه بواسطة اللجنة الحكومية الدولية لليونسكو، باعتباره تراث مصري شعبي متوارث منذ عهد الفراعنة، ووصفته" اليونسكو"، بأنه كان أحد أشكال الفنون القتالية في مصر القديمة، ويعد من الألعاب الاحتفالية التي حافظت على جزء من الرموز والقيم المرتبطة بممارستها".


أما عن قواعد اللعبة فتقوم على الاحترام المتبادل والصداقة والشجاعة والفروسية والفخر. ويتم تناقل فنون هذه المبارزة في العائلات والمجتمعات والبيئة المحيطة".

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة