تل الفرما
تل الفرما


«تل الفرما» مدينة الفتح الإسلامي التي حطمها «الفرس» ومحوا معالمها

ريم الزاهد

الأربعاء، 31 يوليه 2019 - 05:04 م

تمكنت البعثة المصرية العاملة بتل «آثار الفرما بلوزيوم» بمنطقة آثار شمال سيناء من الكشف عن جزء من مبنى ضخم من العصر اليوناني الروماني، مشيد من الطوب الأحمر والحجر الجيري، يرجح انه كان يستخدم كمقر لـ«مجلس الشيوخ».

 

كانت «الفرما» تسمى «بيلوز» وهي تقع في محافظة بورسعيد، ووصل عدد سكانها إلى مائة ألف نسمة ؛ وقد ذكرت في التوراة باسم «سين» ومعناها «قوة مصر»، وهي أعظم مدن المنطقة خلال فترة حكم الأسر في «العصر الفرعونيۛ».

 

وتؤكد البرديات الفرعونية على أن «ست» قتل أخاه «أوزوريس» في هذه المنطقة وعرفت «الفرما» في العصر المسيحي باسم «برما» أو «برمون» وتعني «بيت آمون»، وفي العصر العربي الإسلامي أصبح اسمها «الفرما» ومكانها اليوم «تل الفرما» تبعد عن شرق بورسعيد بنحو 30 كيلو متر.

 

وتكتسب «الفرما» أهمية تاريخية كبيرة، حيث فتحها الاسكندر الأكبر من دون قتال قبل دخوله مصر، كما بها قبر «جالينوس»، ويعتقد أن بها مجمع البحرين الذي ذكره القرآن الكريم في سورة الرحمن: "مرج البحرين يلتقيان بينهما برزخ لا يبغيان" حيث كانت مدينة «الفرما» مفتاح مصر الشرقي، إذ كانت تشرف على الطريق القادم من الصحراء، وتملك ناصية البحر. 

 

وكان بها ميناء عظيم يطل على الفرع «البيلوزي» من النيل، لتتوسط بذلك طريق الغزو المشهور القادم من الصحراء أو من ناحية الشرق ومن البحر شمالا، وهو طريق رفح – العريش – الفرما – القرين- العباسة – بلبيس – عين شمس – بابليون.

 

وكانت «الفرما» حصن منف الأمامي على طريق القوافل، وكان الفينيقيون يدخلون مصر بمراكبهم من هذا الطريق الذي شهد تسرب الهكسوس لمصر حيث أقاموا مدينة ملاصقة لها اسمها «جات أورات» وبنو عليها القلاع العظيمة والحصون ووضعوا بها حامية قدرها مائتا ألف جندي.

واجتاح الفرس مدينة «الفرما» عام 616، وحطموا كنائسها وأديرتها، وفي عام 640 استطاع عمرو بن العاص بعد حصار دام ما يقرب من الشهرين أن يفتح «الفرما»، وقد روى المقريزي أن قبط «الفرما» قد ساعدوا المسلمين أثناء الحصار، ومن «الفرما» بدأ الفتح الإسلامي لكل مصر.

 

وقام "بلدوين الأول" ملك بيت المقدس بتدمير المدينة أثناء الحروب الصليبية، وكان ذلك عام 1118 ميلادية، وهكذا اختفت «الفرما» نهائيًا، ولم يبق منها إلا بعض آثارها فقط لتذكر الناس بالمدينة التي شهدت كافة المعارك المصرية مع الآشوريين والفرس، وكان لرجالها دور كبير ضد جيوش الصليبيين والمماليك والأتراك.

وما جاء في كتاب «لسان العرب في باب سكندر» عن «الفرما» .. «رأَيت في مسودّات كتابي هذا هذه الترجمة ولم أَدر من أَي جهة نقلتها: كان الإِسْكَنْدَرُ والفَرَما أَخوين وهما ولدا فيلبس اليوناني، فقال: الإِسكندر: أَبني مدينة فقيرة إِلى الله عز وجل غنية عن الناس، وقال الفرما: أَبني مدينة فقيرة إِلى الناس غنية عن الله، فسلط الله على مدينة الفرما الخراب سريعاً فذهب رسمها وعفا أَثرها، وبقيت مدينة الإِسكندر إِلى الآن».


و«الفرما» مدينة عريقة على شريط بورسعيد والمتواجد حاليًا على شاطئ قناة السويس توجد بحدود حركة بنو إسرائيل في العصر الفرعوني.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة