صورة أرشيفية
صورة أرشيفية


١٣ مليار جنيه لتطوير 277 قرية بـ 16 محافظة

ملف خاص| «حياة كريمة».. حصـن الفئات الأكثر احتياجاً 

حسني ميلاد

الخميس، 01 أغسطس 2019 - 02:04 ص

فى ظل استراتيجية الدولة المصرية الموحدة للقضاء على ألفقر فى القرى الاكثر احتياجاً، تبلورت أهمية إطلاق مبادرة «حياة كريمة»، تلك المبادرة القومية التى أطلقها الرئيس عبدألفتاح السيسى لتوحيد جهود الدولة مع القطاع الخاص والمجتمع المدنى فى ملف مكافحة ألفقر، وذلك للتخفيف عن كاهل المواطنين بالمجتمعات الاكثر احتياجاً فى الريف والمناطق العشوائية فى الحضر، لتوفير حياة كريمة للمواطن والارتقاء بجودة حياته.. و«حياة كريمة» تمثل استراتيجية القضاء على ألفكر فى القرى الاكثر احتياجاًً، وتتلخص أهداف المبادرة فى الارتقاء بالمستوى الاقتصادى والاجتماعى والبيئى للأسر الأكثر احتياجاً فى القرى ألفقيرة، وتمكينها من الحصول على كافة الخدمات الأساسية وتوفير فرص عمل وتعظيم قدراتها الإنتاجية بما يسهم فى تحقيق حياة كريمة لهم، وتنظيم صفوف المجتمع المدنى وتعزيز التعاون بينه وبين كافة مؤسسات الدولة، والتركيز على بناء الإنسان والاستثمار فى البشر، وكذلك تشجيع مشاركة المجتمعات المحلية فى بناء الإنسان واعلاء قيمة الوطن.

نموذج للتعاون

اكدت وزارة التضامن الاجتماعى أن المبادرة التى أطلقها الرئيس عبد ألفتاح السيسى لتوفير الحياة الكريمة للفئات الأولى بالرعاية تعد نموذجاً فى التعاون بين مؤسسات المجتمع المدنى ممثلة فى الجمعيات الاهلية والحكومة المصرية ممثلة فى وزارة التضامن وباقى الجهات والمؤسسات الحكومية التى ستشارك فى تنفيذها. حيث تتضمن المبادرة توفير الحياة الكريمة من إصلاح وإعادة تأهيل ورفع كفاءة المنازل وتدخلات فى قطاع الرعاية الصحية وتوفير أدوية وأجهزة تعويضية وتدخلات بيئية وتنمية الطفولة وانشاء الحضانات.. واضافت إن المواطن المصرى هو البطل كما قال الرئيس وهو من تحمل أعباء الإصلاح الاقتصادى ويستحق العديد من التدخلات منا جميعا، وأن وزارة التضامن تنسق الأدوار بين المجتمع المدنى والقطاع الخاص.
وقالت نيفين القباج نائب وزيرة التضامن للحماية أن مبادرة حياة كريمة سيتم تنفيذها فى 277 قرية فى 16 محافظة بتكلفة ١٣ مليار جنيه معظمها فى الوجه القبلى وهى الجيزة، بنى سويف، المنيا، أسيوط، سوهاج، قنا، الأقصر، البحر الأحمر، الوادى الجديد، أسوان، القليوبية، البحيرة، ومرسى مطروح، وجنوب سيناء وشمال سيناء وذلك فى المرحلة الأولى على أن يتم استهداف قرى أخرى ومحافظات أخرى فى المرحلة الثانية حسب مؤشرات ودرجات ألفقر.
وأضافت أن التدخلات التى ستتم من خلال المبادرة تشمل إصلاح وإعادة تأهيل ورفع كفاءة المنزل وتدخلات فى قطاع الخدمات الصحية ويشمل قوافل طبية وعمليات جراحية وتوفير أدوية وأجهزة تعويضية وسلات غذائية وتدخلات بيئية وتنمية الطفولة وإنشاء الحضانات وتدريب وتشغيل من خلال المشروعات الصغيرة ومتناهية الصغر ومن خلال تشغيل الشباب فى تنفيذ المشروعات.
وقالت إن البروتوكولات التى وقعتها الوزارة مع 19 جمعية ومؤسسة اهلية هى مجرد بداية على أن تشمل ألفترة المقبلة التوقيع مع مجموعة جديدة من الجمعيات، مع بدء العمل على الأرض لتوفير حياة كريمة والجمعيات التى تم التوقيع معها هى مؤسسة صناع الخير وجمعية الأورمان وبنك الطعام وبنك الحياة الكريمة والجمعية الشرعية وبنك الشفاء المصرى ومؤسسة صناع الحياة وجمعية التطوير والتنمية ومؤسسة العربى الهيئة القبطية الإنجيلية للخدمات الاجتماعية ومؤسسة راعى مصر ومؤسسة مصر للصحة والتنمية المستدامة وجمعية مسجد دكتور مصطفى محمود وجمعية رعاية أطفال السجينات ومؤسسة مصر الخير ومؤسسة بصيرة لذوى الاحتياجاًت الخاصة البصرية وجمعية البر والتقوى.. وأوضحت» القباج» أن التدخلات والمشاركات التى تقدمها الجمعيات مختلفة، حيث أن هناك جمعيات تقدم موارد فقط، وجمعيات تقوم بتمويل 20٪ من المشروعات مثل جمعية مصر الخير وأخرى بنسبة100٪ مثل جمعية العربى، أى أن المشاركة تختلف حسب نوعية كل جمعية، مؤكدة أن اختلاف التدخلات كانت سببا لإقبال الجمعيات على المشاركة.
وقالت إن هناك جمعيات تشارك من خلال تقديم خدمة متخصصة، مثل جمعية بصيرة والتى قررت المشاركة بالنظارات الطبية، وهناك جمعيات تشارك بالخدمات المتكاملة مثل تجهيز العرائس وسكن كريم وأجهزة تعويضية مثل جمعية الأورمان، موضحة أن القرى الصغيرة من السهل تقديم جميع الخدمات لها، لأنه من الصعب أن تقوم الجمعية بتقديم خدمات متكاملة لقرى يتراوح نسبة سكانها 40 ألف نسمة.
وأشارت نائب وزيرة التضامن الاجتماعى، أن تنفيذ المبادرة سيتم على 3 مراحل، تضم المرحلة الأولى سوهاج، قنا، المنيا، وأسوان، وتستهدف القرى التى يصل فيها نسبة ألفقر75٪، والمرحلة الثانية تستهدف القرى التى يصل فيها نسبة ألفقر من 60 لـ 75٪، أما المرحلة الثالثة تستهدف القرى التى يصل فيها نسبة ألفقر من 50 إلى 60٪، حيث يتم اختيار القرى بناء على تقارير الجهاز المركزى للتعبئة العامة والإحصاء.
وأوضحت أن المرحلة الأولى تم إعداد دراسات وتثبيت القواعد والشروط، قائلة: سنكون محظوظين لو انتهينا من المرحلة الأولى خلال عام 2019 وأضافت، أن إجراءات الدخول فى تلك المنظومة يختلف عن إجراءات الشروط لبرنامج تكافل وكرامة، لأن الأولى منظومة حيوية لقرية بأكملها يتم تقديم الخدمات فيها ويتم رصد أعداد السكان بها، وأهم الطرق والخدمات التى تتواجد بها.

منظمات المجتمع المدني ترحب

آعلن ممثلو منظمات المجتمع المدنى والجمعيات الاهلية دعمها الكامل لمبادرة الرئيس عبد ألفتاح السيسى حياة كريمة للفئات الاكثر احتياجاً وقالوا ان كل اجراءات الدعم ستتم من خلال التنسيق وتحت اشراف وزارة التضامن الاجتماعى حتى نضمن وصول الخدمات لاكثر عدد من الاسر.
قال اللواء ممدوح شعبان مدير جمعية الاورمان،ان الجمعية خصصت 442 مليون جنيه لخدمة أهالى القرى ضمن مبادرة «حياة كريمة» لكل مواطن واتخذنا خطوات فعلية منذ الاعلان عن المبادرة فقدمنا تقارير لوزارة التضامن طبقا لـ 100 قرية التى تم تحديدها ووقتها وحددنا ما يمكن أن نقوم به، وخصصنا لانشطتنا فى المبادرة هذه الميزانية بخلاف ميزانيتنا لبقية الأنشطة بالمحافظات والقرى خارج المبادرة.
وأضاف أن المشاركة فى حياة كريمة تتم من خلال خطة تشمل 4 مجالات للعمل عليها الأول مجال «الإعمار» فيما يخص إعمار المنازل وتجهيزها لتوفير سكن كريم، والثانى هو مجال «الصحة» لحل كل مايعيق المواطن عن مواصلة حياته أو العمل والإنتاج وإعالة أسرته.
وأوضح أن المجال الثالث هو «الأنشطة الموسمية» سواء انشطة الشتاء أو رمضان وعيد الأضحى، وأخيراً المجال الرابع ليمثل الأسرة نفسها عن طريق إعانة «المرأة المعيلة» وعادة ما تكون نسبة غير القادرات منهن الأكثر استحواذا على المساعدات فتصل إلى 80٪ من إجمالى المعيلات، ويشمل هذا المجال مشروعات تجهيز العرائس، المشروعات متناهية الصغر لأى حرفى أو مهنى.
واكد احمد على رئيس قطاع التكافل الاجتماعى بمؤسسة مصر الخير أن أنشطة المؤسسة من خلال حياة كريمة ستصل إلى مليار جنيه على أقل تقديرلأنه من حسن حظنا أن القطاعات الخمس التى تعمل عليها مبادرة «حياة كريمة» هى نفس القطاعات التى تعمل بها المؤسسة، مما سيسهل علينا كثيراً، فالعمل فى مجال لدينا به خبرة يوفر طاقة ومجهود وتكلفة أيضاً مما يعطى نتائج قوية.. وقال نعمل أساساً بخمس قطاعات أولها «الصحة» والذى يقدم الخدمات العلاجية والقوافل بمختلف القرى المصرية، ويندرج تحتها أيضاً «وصلات المياة» سواء النقية أو الصرف الصحى، أما القطاع الثانى فهو « التكافل الاجتماعى» والمنوط به المساعدات والإعانات المباشرة سواء مادية أو عينية، كتجهيز العرائس وفرش المنازل بجانب المشروعات المولدة للدخل، والقطاع الثالث هو «التعليم» ومنوط به المنح الدراسية ومدارس التعليم المجتمعى، أما القطاعان الآخران فهما «مناحى الحياة» الخاص بالثقافة وألفنون وتدريب ذوى الاحتياجاًت الخاصة، وقطاع «البحث العلمى» والذى يركز على تدوير المياه المهدرة بجانب رعاية الموهوبين.
وأعلنت مؤسسة صناع الخير للتنمية، انها تشارك بقوة فى المبادرة الرئاسية «حياة كريمة» بالتعاون مع وزارة التضامن الاجتماعى، وتقوم المؤسسة بتطوير ثلاث قرى بالكامل فى محافظات ألفيوم، وقنا، والبحيرة، وأسوان.
وقال هانى عبدألفتاح، المدير التنفيذى إن المؤسسة تبدأ العمل فى القرى بعمل دراسة للقرية لبحث متطلباتها ومعرفة احتياجاًتها بشكل علمى، ويليه البدء بإطلاق قافلة طبية للكشف عن أمراض العيون بالقرية، وتسليم أهالى القرى نظارات طبية، وإجراء العمليات الجراحية بالمجان ضمن «حياة كريمة».
وأكد أن العمل ضمن «حياة كريمة» مستمر فى قرية دار السلام بمحافظة ألفيوم، وقرية الخرطوم بالبحيرة، وقرية السمطا بقنا، وقرية الشهامة بأسوان، مشيرا إلى أن المؤسسة تتحمل كافة التكاليف بالتعاون مع وزارة التضامن الاجتماعى.
وقال مجدى حسن مدير جمعية مسجد مصطفى محمود ان مجلس الادارة قرر زيادة الخدمات التى تقدمها الجمعية فى مجالات التعاون مع تحألف زرع القوقعة الذى يضم جمعيات رسالة ومصر الخير وواحد من الناس وبنك الشفاء وفى مجال اجراء عمليات الرمد وتنظيم القوافل الطبية فى القرى الاكثر فقرا وصرف الاجهزة التعويضية لذوى الاعاقة
واوضح د.احمد الخربوطلى رئيس مجلس الادارة ان الجمعية ستقوم ايضا بتوفير مزيد من فرص العمل ومشروع زيادة الدخل للاسر الاولى بالرعاية وفك كرب الغارمين وتوفير الملابس للاطفال وخاصة الايتام والمساهمة فى زواج اليتيمات.

رضا سكر: سندعم المبادرة بكل طاقتنا

اشاد د. رضا سكر المدير التنفيذى لبنك الطعام المصرى بالمبادرة وقال انها جيدة لان هناك مبدأ يقول ان اضلاع التنمية فى اى مجتمع ثلاثة وهى الحكومة والمجتمع المدنى والقطاع الخاص ولابد ان يكون هناك تكامل للادوار وعلى المجتمع المدنى ان يتفاعل مع الخطط الرئيسة للدولة ويلبى احتياجاًت المجتمع الاساسية من مأكل ومشرب وكساء وعلاج وتوظيف وتشغيل ومسكن وهى الاشياء التى تحقق حياة كريمة للمواطن وعلى القطاع الخاص ان يقوم بدوره فى المسئولية المجتمعية ويدعم الجمعيات الاهلية لكى اقوم بهذا الدور
وقال ان البنوك الاربعة التابعة له «الطعام والكساء والشفاء وحياة كريمة» ستقوم بالتنسيق مع وزارة التضامن الاجتماعى فى بدعم المبادرة لتقديم مزيد من الخدمات للمواطنين لتوفير حياة كريمة لهم واضاف محمد فرغل المديرالتنفيذى لبنك الشفاء ان البنك يشارك بفاعلية فى تطوير الوحدات الصحية وحملة 100 مليون.

نوال مصطفى: هيئة لتوحيد الجهود

وأشادت نوال مصطفى، مؤسسة ورئيس مجلس إدارة جمعية رعاية أطفال السجينات، بمبادرة «حياة كريمة» واقترحت تأسيس مظلة أو هيئة تجمع كل العناصر المشاركة من وزارات ومجالس وهيئات وجمعيات ومؤسسات مجتمع مدنى، لكى تحظى توصياتها ومجهوداتها بفعالية أكبر، وأن يكون تطبيقها على أرض الواقع يمس المواطن المحتاج فعلاً، الذى ينتمى إلى الفئات الفقيرة والمهمشة.
واشاد علاء يوسف الدقيشى رئيس جمعية جذور اخميم بالمبادرة خاصة وانها تتناول دعم الحرف اليدوية التى يمتهنها عدد كبير من صغار المنتجين من الشباب والمرأة لو يكون احد يهتم بهم مع ان احياء هذه الحرف يمكن ان يوفر الاف من فرص العمل ويقود انتاج اى دولة ويدفع بها للامام مثلما حدث فى عدد من الدول الاوربية. واضافت د. مها الهلالى رئيس مجلس ادارة جمعية التقدم ان تحقيق حياة كريمة للمواطن المصرى هدف سامى للدولة مما يفرض على الحكومة مسئولية بذل جهد اكبر لتسريع عجلة التنمية الاجتماعية وتذليل كافة العقبات التى تواجه المواطنين ليعيشوا حياة كريمه.
وقال أحمد رمضان رئيس مؤسسة بياعين السعادة إحدى الجمعيات الأهلية النشطة فى مطروح أن مبادرة الرئيس توجه عادل لتوفير حياه كريمه للفرد ممن وقع عليهم البحوث الاجتماعية السابقه واكتشاف حالات جديده بالاضافه إلى ان المجتمع المدنى سوف يدعم بكل جهده مبادرة الرئيس لان هذا هو الدور الاساسى لمنظمات المجتمع المدنى لتوفير الرعاية الصحية والاجتماعية والتنموية لغير القادرين.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة