صورة مجمعة
صورة مجمعة


آخرهم «ترامب».. زعماء «عنصريون» في تاريخ أمريكا المعاصر

أحمد نزيه

الأحد، 04 أغسطس 2019 - 01:03 م

لم يكن الرئيس الأمريكي السادس عشر أبراهام لينكولن، يظن أن يأتي من خلفه رؤساء أمريكيون يُرمون بالعنصرية نتيجة أفعالهم وتصريحاتهم، التي شذت عن المألوف، وحملت طابعًا متعاليًا ضد أصنافٍ من البشر، يتعلق الأمر بالعرق ولون البشرة.

 

أبراهام لينكولن الذي دارت في عهده الحرب الأهلية من قبل متطرفين بيض كانوا ينادون بسمو العرق الأبيض، قد دفع حياته ثمنًا لإصراره على دحر الحرب الأهلية، التي أشعل نارها المتطرفون البيض، فقُتل في أبريل عام 1865، بعد أيامٍ من إلقاء القوات الأمريكية القبض على الجنرال العسكري المتطرف إدوارد لي، الذي كان يخوض حربًا من أجل سمو البيض.

 

وجاء من بعد لينكولن، مارتن لوثر كينج ليحمل مشعل المساواة، ووضع حدٍ لسياسة الفصل العنصري ضد أصحاب البشرة الملونة، ليدفع هو الآخر حياته ثمنًا لنضاله.

ولكن مع ذلك، لم يخلُ تاريخ الولايات المتحدة من بعد لينكولن من تولي رؤساء حملوا وصم العنصرية في أفكارهم وتوجهاتهم، التي نكتت ثقبًا أسودًا في تاريخ الولايات المتحدة الحديث.

 

وودرو ويلسون

البداية مع الرئيس الأمريكي الثامن والعشرين وودرو ويلسون، الذي تولى رئاسة الولايات المتحدة لولايتين، بين عامي 1913 و1921.

ورغم أن وودرو ويلسون هو من وضع أساس إنشاء "عصبة الأمم"، المنظمة السابقة التي تأسست على أنقاضها منظمة الأمم المتحدة، من خلال مبادئه الأربعة عشر، لكن الرئيس الأمريكي الثامن والعشرين كانت له بعض المواقف العنصرية.

أشهر تلك المواقف أنه كان يعارض منح السود حق الإدلاء بأصواتهم في الانتخابات، وكان يرى أنهم يشكلون تهديدًا على المجتمع الأمريكي، حسب اعتقاده.

 

كالفين كوليدج

ومن بعده، جاء الرئيس الأمريكي الثلاثون كالفين كوليدج بتوجهاتٍ ضد العرب والأفارقة، ووقع مشروع قانون للهجرة، فور توليه الرئاسة عام 1923، كان يهدف لمنع الأفارقة والعرب من دخول الولايات المتحدة.

وكان الرئيس الجمهوري كالفين كوليدج قد تولى رئاسة الولايات المتحدة لست سنوات بين عامي 1923 و1929، ووصل للحكم حينما كان نائبًا للرئيس التاسع والعشرين وارن جي هاردينج، بعد وفاة الأخيرة، وأُعيد انتخابه عام 1924 رئيسًا لأمريكا.

 

تسجيل صوتي يفضح رئيسين

وفي هذه الأيام، كشفت مجلة "ذا أتلانتيك" الأمريكية، عن تسجيل صوتيٍ يعود تاريخه إلى عام 1971 يفضح عنصرية زعيمين أمريكيين سابقين.

وفي المقام الأول الرئيس الأمريكي الأربعون رونالد ريجان، الذي حكم الولايات المتحدة بين عامي 1981 و1989، والذي كان حاكمًا لولاية كاليفورنيا وقت هذا التسجيل.

ويمكن في التسجيل سماع ريجان وهو يسخر من مندوبين أفارقة لدى الأمم المتحدة ويصفهم بأنهم "قردة"، حسب قوله، وذلك خلال اتصالٍ هاتفيٍ مع الرئيس الأمريكي آنذاك ريتشارد نيكسون.

وسُمع ريجان في التسجيل يقول "أن ترى هؤلاء القردة من تلك الدول الأفريقية، اللعنة عليهم.. ما زالوا لا يرتاحون لارتداء الأحذية"، ودفع ذلك نيكسون للضحك.

ويظهر هذا التسجيل عنصرية كلٍ من ريجان وريكسون، فالأول نعت الأفارقة بأبشع الأوصاف، أما الثاني فلم ينتابه الضجر مما سمعه من حاكم كاليفورنيا، فتمادى معه، وضحك على ما يقول الأول.

وكان ريتشارد نيكسون قد تولى رئاسة الولايات المتحدة بين عامي 1969 و1974، وقد استقال من منصبه بعد بداية ولايته الثانية، لتفادي العزل المؤكد من قبل الكونجرس بعد فضية التجسس على الحزب الديمقراطي، والتي عُرفت إعلاميًا بفضيحة "وترجيت".

 

دونالد ترامب

وإلى الرئيس الأمريكي الحالي دونالد ترامب، الذي ألف على إطلاق تصريحاتٍ أُدين على المستوى الرسمي بالعنصرية، وأبرزها الهجوم على أربع نائبات ديمقراطيات في مجلس النواب الأمريكي، على رأسهم إلهان عمر، الأمريكية من أصل صومالي.

وطالب ترامب، في تصريحاته في شهر يوليو الماضي، والتي أدانها مجلس النواب في وقتٍ لاحقٍ، النائبات الأربعة بالعودة إلى بلادهم الأصلية، وإصلاح ما بها من عيوب.

ويوم الاثنين الماضي، جدد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يوم الاثنين هجماته على النائب الديمقراطي إيلايجا كامنجز، وهو نائب بارز من أصل أفريقي من بالتيمو، وصوب سهام انتقاداته لكامنجز ولدائرته الانتخابية ذات الأغلبية من السود في بالتيمور بسبب ارتفاع معدل الجريمة فيها.

كما وجه انتقادات حادة لناشط أسود في الحقوق المدنية مما زاد من التوتر العرقي مع ربط ترامب تلك الانتقادات بمساعيه للفوز بولاية جديدة في عام 2020.

ووجه ترامب انتقادات للناشط في الدفاع عن الحقوق المدنية ريفراند آل شاربتون الذي دافع عن كامنجز ودائرته الانتخابية. وكتب الرئيس عنه على تويتر "مجرد رجل مخادع في العمل!".

مسلسل ترامب في الإهانات العنصرية بدأ مطلع عام 2018، حينما وصف ترامب بلدان أفريقية، هايتي، إحدى بلدان أمريكا الوسطى، بأنها "حثالة"، حسب وصفه، لتتوالى موجة غضب عارمة في أفريقيا إزاء تصريحات الرئيس الأمريكي "العنصرية".

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة