صورة أرشيفية
صورة أرشيفية


قصص وعبر| مشرط طائش يطيح بذكورة طفل

علاء عبدالعظيم

الثلاثاء، 06 أغسطس 2019 - 04:32 م

وقف الأب داخل المركز الطبي قلبه يمتلأ بمشاعر حزينة، ويشعر بالضعف وقلة الحيلة، فلا أحد يشعر بمقدار حزنه، يتألم من داخله ويتوجع، ويدمع من صميم قلبه، يؤلمه الحزن كسهم يقطع احشاءه بعدما وقعت المفاجأة غير المتوقعة فوق رأسه كالصاعقة عندما أخبره أحد العاملين بمركز طبي شهير بشبرا الخيمة بأن الممرضة اخطأت أثناء اجراءها عملية الطهارة لابنه الصغير.

 

حمل الأب طفله الصغير مصطحبا الأم تعلو وجهيهما الفرحة والسعادة بعد تعب وجهد وحمل ٩ أشهر، ترمق الأم طفلها بنظرات حب عارمة تنسى مع لمحة وجهه كل أوجاع الحمل التي لا وصف لها، بعدما أشرقت الدنيا بقدومه، ولم يعلم الأبوين بأنهما سيقعا فريسة للإهمال الطبي وطفلها سيكون ضحية هذا الأهمال الذي تسببت فيه الممرضة التي لا يجوز اطلاق وصف ملاك الرحمة عليها بل ملاك العذاب، وقتل الفرحة في القلوب بعدما استقبلتهما داخل المركز الطبي الشهير بشبرا الخيمة، وارتدت " البالطو الأبيض" بينما كانت ترتدي عباءة إبليس، واخذت الطفل الذي لا حول له ولا قوة وتوجهت إلى غرفة الجراحة تعتبر نفسها طبيبة، وبعد دقائق معدودة فوجئ الأبوين بحالة من الكر والفر، والهرج والمرج، تسيطر على العاملين بالمركز الطبي، علت الدهشة وجهيهما وبقلب الأم شعرت أن هناك كارثة أو مكروها حدث لطفلها سابقت ساقيها الرياح وتوجهت والأب إلى غرفة الجراحة وما إن وقعت عيناهما على طفلهما الصغير الذي يرقد ممدا فوق السرير تنفجر الدماء منه كالأنهار الغاضبة وينظر إليهما ببراءة شديدة وهو مشدوه لا يعرف ماذا يحدث، انطلقت صرخات الأم مدوية ترج أرجاء المكان بينما عقدت المفاجأة لسان الأب وغاب عن الوعي حتى أفاق على صوت أحد العاملين يطالبه بسرعة نقل طفله إلى أقرب مستشفى لإنقاذه حيث الممرضة اخطأت أثناء اجراءها عملية الطهارة للطفل.حمل الأب طفله وهرول مسرعا إلى مستشفى معهد ناصر، وما إن وصلا تجمدت نظراته، وتقطعت أنفاسه، وشعر بالجدران تنطبق على صدره حتى أوشك على السقوط فوق الأرض بينما وقعت الأم مغشيا عليها ذلك عندما أخبرهما الطبيب بالمأساة التي ستظل معهما طوال حياتهما وهي لابد من بتر عضو الطفل حيث أصيب بغرغرينا أثناء قيام الممرضة باجراء الجراحة له.

 

استند الأب برأسه على الحائط تتساقط الدموع على وجهه وكأنها حمم بركانية تراود مخيلته صورة استقبال الممرضة لهما والتي تسببت في ضياع مستقبل طفله، وأثقلت رأسه بالتساؤلات وسط صرخات ونحيب الأم التي انتابتها حالة من الهلع والذعر تلطم صدرها وخديها حزنا على طفلها والذي كيف سيواجه حياته المستقبلية، انصرف الأبوان اللذان لم يجدا أمامهما غير أن يتحليا بالصبر، وبداخلهما حسرات ونيران تشتعل، وفي جوفيهما ألم وغصة، وتوجها إلى مركز شرطة قليوب وتقدما بتحرير محضر يتهمان فيه الممرضة بإحداث عاهة مستديمة لطفلهما، وضياع مستقبله، وذبح رجلة ابنه.

 

وأحيل المحضر إلى النيابة التي تولت التحقيق.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة