أكل الضأن والفراشيح وتناول الشاي بالحبك بالخيمة البدوية
أكل الضأن والفراشيح وتناول الشاي بالحبك بالخيمة البدوية


الضأن و«الفراشيح» و«الشاي بالحبك».. طقوس بدوية أصيلة في جنوب سيناء بالأضحى

علي الشافعي

السبت، 10 أغسطس 2019 - 01:00 ص

رغم اختلاف مظاهر العيد وطقوس الاحتفال به من بلد إلى آخر على مستوى البلدان الإسلامية حول العالم، وإن كانت تتقارب نسبيًّا في وطننا العربي تبقى الفرحة واحدة.

وفي جنوب سيناء، يحرص أهالينا البدو على الاحتفال بعيد الأضحى المبارك بالعادات والتقاليد المتوارثة منذ مئات السنين وبروح هذه العادات يحيون ليالي العيد، وعلى الرغم من اختلاط العادات والتقاليد ليست المصرية فحسب بل يمكننا القول العالمية أيضا نظرا لوفود معظم سائحي العالم إلى مدينة شرم الشيخ ودهب وغيرها من المدن السياحية بجنوب سيناء فضلا عن أن نسبة الوافدين من محافظات الجمهورية للإقامة في جنوب سيناء أصبحت تفوق أعداد أهل بدو جنوب سيناء أنفسهم ناهيك عن مظاهر الحياة الاجتماعية الحديثة التي بدأت تتسلل إلى حياتهم، ومن أبرزها البيوت المزودة بالكهرباء وأجهزة الستالايت، والهاتف المحمول إلا أن ذبح الأضحية وأكل الضأن مع الفراشيح  وهو نوع من الخبز يتم فرشه في قاع الإناء ويوضع أعلاه الأرز الأبيض وفوقه لحم الضأن يتمتعوا بخصوصية شديدة طيلة أيام العيد، وخاصة تناول الشاي بعشب الحبك بالخيمة البدوية وسباق الهجن وبيت الشعر.

وأكد الشيخ ابرهيم جبلي شيخ قبيلة المزينة أكبر قبائل بدو جنوب سيناء، أن الضيافة عند البدو أمر عظيم لا يفوقها أي أمر آخر، وإكرام الضيف هي الصفة الملازمة لأهل البادية وخاصة في العيد الأضحي المبارك وهي أحد أركان عاداتهم وتقاليدهم التي توارثوها، مشيرا إلى أن للضيف مكانة عظيمة في نفس البدو لا يتوانون في تقديم حقه من الضيافة، وذلك متى دخل في مضربهم وحل في حماهم، وكرم الضيافة طبع أصيل تميز به العرب عن غيرهم من باقي الأمم.

وأشار إلى أن البادية تتميز بالروابط والعلاقات الحميمة التي تربط سكان محافظة جنوب سيناء ففي أيام العيد يحرصون على تبادل الزيارات طيلة أيام العيد ويلبسون الثياب الجديدة ويتزاورون وتتزين النساء بالحناء وتظهر عليهم البهجة والفرحة ويقدمون الحلوى والشاي والقهوة والمكسرات للزائرين، ويقوم الرجال في اليوم الأول في القرية بذبح الأضاحي في حضور الأطفال والشباب وسط فرحة كبيرة ويتم إعداد الطعام من اللحم الضأن وإعداد وليمة كبيرة لمعظم أهل القبيلة وضيوفهم واليوم التاني والثالث يزورون أقاربهم الذين يقطنون بعيد عنهم مهما كانت المسافة بعيده ومهما يتحملون من مشقة.

وأضاف النائب غريب حسان من قبيلة المزينة، أنه بداية من أول يوم في العيد بعد الصلاة  نبدأ في ذبح الأضحية في الخلاء ثم يبدأ التجمع في بيوت شعر، مشيرًا إلى أن هناك أكلا جماعيا لكل الموجدين بجانب وجود مسابقة أخرى في ضرب النار وتتم عن طريق وضع رأس شاه (غنم) مذبوحة على مسافة وتبدأ المنافسة على إصابة رأس الشاه، لافتا إلى أن المنافسة تكون شديدة بين العائلات لاختيار أفضل قناص.

وتابع: "وفي ثاني يوم للعيد أغلب الناس تذهب للمقابر وبتجمع الناس تقام الذبائح للغداء عند المقابر، وفي ثالث يوم كل فرد يذهب يزور أقاربه التي تقطن في تجمعات بعيدة"، لافتا إلى أن كل هذه العادات يتمسك به القليل من بدو جنوب سيناء خاصة في التجمعات البدوية البعيدة عن المدن.

وقالت هدي منسي من مدينة طور سيناء: "تختلف مظاهر العيد عن مثيلاتها في المحافظات الأخرى، ووجبة الفراشيح من أكثر الوجبات المشهورة في العيد".

وأضافت أن الشيء الذي يحرص عليه الجميع الكبار والصغار هو أداء صلاة العيد في الخلاء وبعدها يتجه المصلون إلى الأقارب لتهنئتهم، وهناك ناس تمر على كل البيوت لتقديم التهنئة، مضيفة أن "المندرة" ملتقى الرجال موجودة داخل كل بيت ومفتوحة للقريب والغريب وتكون في مكان منعزل عن البيت.

بينما قال سليمان الجبالي من قبيلة الجبالية، إنه في جنوب سيناء تختلف مظاهر العيد عن مثيلاتها في المحافظات الأخرى‏،‏ حيث تطغى العادات والتقاليد البدوية الأصيلة وإن كانت تأثرت بعض الشيء بمظاهر المدنية الحديثة، مشيرا إلى أنه كانت هناك عادات وتقاليد في العيد انقرضت من أكثر من 20 سنة ومنها أنه كان يقام سباق للهجن بين الشباب ومسابقات في الشعر وغيرها من مظاهر الاحتفالات البدوية بالعيد المتعارف عليها والتي لم يعد أحد يتمسك بها.

وأضاف لكن الشيء الذي يحرص عليه الجميع كبار وصغار هو أداء صلاة العيد في الخلاء وبعدها يتجه المصلون إلى الأقارب لتهنئتهم بعد الانتهاء من الأضاحي.


 


الكلمات الدالة

 

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة