مدخل منزل الإرهابي منفذ الحادث
مدخل منزل الإرهابي منفذ الحادث


عائلته «منعزلة» ومعظمها ينتمي لـ«الإرهابية».. «بوابة أخبار اليوم» في مسقط رأس منفذ حادث معهد الأورام

محمود عمر

السبت، 10 أغسطس 2019 - 10:15 م

- الشقيقان جندا جارهما «حسام» عقب عودته من الخارج


قرية جبلة التابعة لمركز سنورس بالفيوم.. هى قرية صغيرة هادئة، يسكنها حوالى 15 ألف نسمة، تصدت لمظاهرات ومسيرات الجماعة الإرهابية فور اندلاعها فى أعقاب فض اعتصامى رابعة العدوية والنهضة، وحدث بين عدد كبير من قاطنيها مناوشات للتصدى للعدد البسيط الذى ينتمى للجماعة الإرهابية بالقرية والذى كان يصر على الخروج فى مسيرات سيرًا على الأقدام، حتى أنهوا تمامًا هذه المظاهرات فى المهد، وتمكنوا من توقيفها تمامًا بعدما خرجت على مدار نحو أسبوع فقط على عكس بعض الأماكن الأخرى التى كانت أشد التهابا فى الفيوم وكانت تخرج منها مسيرات يومية.

لم يكن يتوقع أهل هذه القرية الهادئة أن يخرج من بين طياتها 3 من الإرهابيين الذين قاموا بالمشاركة فى تنفيذ حادث معهد الأورام الإرهابى الذى أودى بحياة وإصابة العشرات من الأبرياء، ولم يكن وقع الصدمة بسيطا على الأهالى فور إعلان وزارة الداخلية عن أسماء المتهمين ليتفاجأ أهالى القرية أن من بين المنفذين للحادث الإرهابى 3 من أبنائها، ليعلنوا جميعًا رفضهم لما قاموا به ضد الأبرياء وضد استقرار الدولة المصرية، وقرر معظمهم المشاركة فى حملة التبرع بالدماء التى أعلن عنها بعض الشباب بمركز ومدينة سنورس ليعطوا القدوة والمثل فى الانتماء ولفظ كل ما يعكر صفو الوطن ويهدد أمنه واستقراره.
انتقلت «بوابة أخبار اليوم» إلى قرية «جبلة» مسقط رأس كل من الإرهابى عبد الرحمن خالد الذى دبر ونفذ عملية تفجير السيارة أمام معهد الأورام، وشقيقه إبراهيم الذى كان على علم بالعملية الإرهابية وتم تصفيته وآخرين فى مداهمات مع الأجهزة الأمنية فى مركز إطسا، وحسام عادل الذى تم إلقاء القبض عليه.

فى البداية كان الخوف والترقب يسيطر على أهالى القرية غير مصدقين لما فعلوه واقترفته أيدي الإرهابيين، ودار الحديث بتحفظ شديد، ولم نجد من نتحدث إليه سوى بعض المواطنين الذين ساعدونا على جمع بعض المعلومات.

ويقول لنا أحمد سيد «أحد الجيران» أن عائلة الإرهابى منفذ الواقعة الإجرامية عبد الرحمن خالد وشقيقه إبراهيم كانت تعيش وكأنها منعزلة عن العالم لا علاقة لأحد بها، فهى عائلة تسمى «النوارج» بقرية جبلة التابعة لمركز سنورس عدد كبير منها ينتمى إلى الجماعة الإرهابية وأضاف كنا لا نشاهدهم كثيرًا فالإرهابى «عبد الرحمن» خريج كلية دار العلوم بجامعة الفيوم وهو من مواليد 1995 وكأن لا يأتى كثيرًا إلى القرية خاصة أنه مطلوب أمنيًا على ذمة قضية تتعلق بتنظيم الإخوان الإرهابى، بالإضافة إلى هروب عمه خارج البلاد لاتهامه فى قضية تتعلق بمحاولة اقتحام قسم شرطة وتم الحكم عليه فيها غيابيا.

كما قال إن والد الإرهابى يعمل موظفا بالوحدة المحلية بقرية جبلة، وانقطع عن الذهاب إلى مقر عمله منذ يوم الواقعة وتركوا المنزل ولا يأتون إليه منذ هذا التاريخ، خاصة بعدما علموا أن نجلهم «إبراهيم» وهو الشقيق الذى يلى «عبد الرحمن» قد تم تصفيته فى مداهمة مع قوات الأمن ومجموعة من الإرهابيين فى مركز إطسا عقب تفجير معهد الأورام، وبعدها تم مداهمة منزلهم وألقى القبض على الشقيق الأصغر لهما «محمد» وهو طالب فى الثانوية العامة، وتم مداهمة المنزل وتم العثور بداخله على 4 بنادق آلية وعبوة ناسفة كانت مدفونة تحت باطن الأرض، وبعدها لم نعد نشاهد أيًا من أهل هذا المنزل بداخله منذ فترة من الزمن، لافتا إلى أن والد الإرهابى كان يتاجر فى «الماشية» ويهتم بزراعة قطعة أرض يمتلكها.

ويؤكد ربيع محمد «أحد الأهالى» أن الشقيقين «عبد الرحمن وإبراهيم» تمكنا من تجنيد الشاب «حسام عادل» عقب عودته مباشرة من سلطنة عُمان حيث كان بصحبة والده ووالدته هناك وهما يعملان فى حقل التدريس، وعقب عودته كان لا يعرف أحدًا فى القرية وبدأ «عبد الرحمن» فى التردد عليه حتى صار صديقًا له رغم تحذيرات والده له بأن يبتعد عنه وكان رده دائمًا أنه لا يجد فى القرية أى أصدقاء ولا يعرف سوى «عبد الرحمن» وشقيقه «إبراهيم».

وأشار إلى أن عائلة «حسام عادل» المضبوط كانت جميعها تنتمى إلى الديانة المسيحية وأسلم جد حسام منذ زمن وتبعه والده الذى تزوج من مسلمة عقب انفصاله عن زوجته الأولى التى رفضت الدخول فى الإسلام فطلقها وهى من قرية سرسنا التابعة لمركز طامية، وبعدها تزوج معلمة مسلمة أنجب منها «حسام» وسافرا سويا إلى سلطنة عُمان وظلوا فترة كبيرة منذ ولادة «حسام» حتى انتهائه من الثانوية العامة وبعدها قطنوا القرية، وفى هذه الإثناء تعرف «حسام» على الإرهابى «عبد الرحمن» وشقيقه «إبراهيم» وتمكنا من تجنيده وتغيير أفكاره، وقبل تنفيذ العملية بوقت قصير طلب «عبد الرحمن» من «حسام» أن يجلب له والدته وشقيقته من القرية ليراهما، وبالفعل اصطحبهما له فى حديقة الأزهر، وودعاه وبعدها قام بتنفيذ العملية الإرهابية.

وأجمع العديد من أهالى القرية أنهم يلفظون ويتبرأون ممن يقوم بمثل هذه الأعمال الإجرامية الوحشية ويقتل الأبرياء من الناس وأن الأديان السماوية كافة تتبرأ من هذه الأفعال الخسيسة، وأن قرية جبلة قرية وطنية وأهلها دائما يقفون مع الدولة المصرية فى كافة المحافل وكانت من أوائل القرى فى الفيوم التى دعمت وأيدت ثورة 30 يونيو واستشهد من شبابها 3 من خيرة الشباب فى أعمال إرهابية خسيسة.
وأضافوا أنهم شاركوا بقوة فى الدعوة التى أطلقها عدد من شباب مركز سنورس يوم الجمعة الماضية بالتبرع بالدم لصالح مصابى الحادث الإرهابى وذهبوا إلى مركز سنورس للتبرع بالدم مساهمة بسيطة منهم فى إنقاذ المصابين الأبرياء.
 

منفذ حادث معهد الأورام

منفذ حادث معهد الأورام

منفذ حادث معهد الأورام

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة