محمد درويش
محمد درويش


نقطة في بحر

محمد درويش يكتب: وحدوه.. يرحمكم الله

بوابة أخبار اليوم

السبت، 10 أغسطس 2019 - 10:34 م

 

١٩ دولة منها الإسلامية أو التي بها جاليات إسلامية أعلن المسئولون فيها أن عيد الأضحى سيحتفلون به الإثنين بدلا من الأحد الذي أعلنت عنه باقي البلدان الإسلامية والجاليات الإسلامية في بلدان أخرى، بل وصل الأمر إلى انقسام الجالية الإسلامية في بلدان المهجر حيث سيحتفل به البعض يوم الأحد والآخرون يوم الإثنين، والأدهى والأمر أن بلدا مثل العراق انقسم أهله إلى فريقين يحتفل أولهما اليوم بأول أيام العيد والآخرون يبدأ العيد لديهم يوم الإثنين.

هذا الانقسام على تحديد أوائل الشهور العربية هى قضية أذكر - وقد بلغت من العمر ما بلغته - أنها كانت محورا للنقاش أو قل المجادلة طوال عقود، ورغم الدعوات التي وجهها كبار العلماء ومنظمات وهيئات إسلامية على مختلف مسمياتها وتبعيتها حيث دعت إلى توحيد مطالع الشهور العربية بين البلدان التي يجمعها جزء من الليل أو تلك التي على خط عرض واحد إلا أن هذه الدعوات لم تجد استجابة، منذ أن وعينا على الدنيا ولا نعرف ما السبب في عدم الاستجابة هل هو الاختلاف في تبعية كل دولة لمذهب ما أو هو خلاف سياسي يكمن تحت صور قبلات التجمعات الإقليمية أو هو مبدأ: خالف تعرف.

الحقيقة يحار المرء في فهم الأسباب التي تؤدى إلى هذا الاختلاف بين إتباع الدين الواحد وإذا قلنا إن كل مواطن ملتزم بما تعلنه الأجهزة المسئولة في بلده فماذا عن الجاليات التي تنقسم في بلاد المهجر ويحتفل هذا اليوم والأخر غدا.

أذكر أنني عملت في بلد خليجي ست سنوات لم أشعر فيها بيوم عرفة والسبب أن في الوقت الذي ينقل فيه تليفزيون هذا البلد شعائر يوم الوقوف بعرفة كان تقويمهم الهجري يشير إلى أن يوم عرفة هو اليوم التالي كانت الحيرة في قرار صيامه هل نصوم طبقا لميقات البلد الذي نعيش فيه أم طبقا لميقات البلد الحرام الذي نشاهد شعائره في التليفزيون، والغريب أن جميع مسلمي الأرض يتفقون في تحديد مواقيت الصلاة - كل في بلده- حسب ما تعلنه المؤسسات المتخصصة مثل هيئة  المساحة في مصر، أو ما يماثلها في هذه البلاد ولم يفكر أحد في قياس وقت الزوال بموقع الشمس أو وقت العصر والمغرب بالظل والغروب.

عموما نحمد الله على أنه ليس هناك من الحجيج  من يتمسك بما أعلنته بلاده عن أن يوم عرفات هو اليوم التالي لما أعلنته السعودية، لأنه  لو تمسك بميقات وطنه لربما رفض الوقوف على عرفات في نفس اليوم ليقوم بالوقوف في اليوم التالي تمسكا بوطنه وحبا في مذهبه.

وحدوا مطلع كل شهر.. أثابكم الله
 

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 

 
 
 

مشاركة