صورة مجمعة
صورة مجمعة


«أزمة المهاجرين العالقين» شرارة حرب كلامية بين ممثل أمريكي والحكومة الإيطالية

أحمد نزيه

الإثنين، 12 أغسطس 2019 - 03:55 م

تعتبر قضية المهاجرين من أكثر القضايا معضلةً في أوروبا، وتواجه الحكومات الأوروبية أزمات عدة جراء أزمة المهاجرين، كما أن وصول الحكومات اليمينية إلى قواعد الحكم في بعض البلدان الأوروبية زاد في الأمور تعقيدًا، في ظل جنح التيارات اليمنية نحو رفض تواجد المهاجرين في البلدان الأوروبية.

ومن بين تلك الحكومات اليمينية في أوروبا، الحكومة الإيطالية، التي تكرس أعمالها في خدمة غايةٍ تهدف إلى إبعاد المهاجرين من الأراضي الإيطالية، ومنع وصول مزيدٍ من الوافدين إلى بلاد روما.

وكان في الماضي القديم كل الطرق تؤدي إلى العاصمة الإيطالية روما، أما الحاضر فبات يختلف كثيرًا عن ذلك، خاصةً فيما يتعلق بالمهاجرين الوافدين إلى أرض الطليان.

وظلت سفينة إسبانية تقل نحو 160 مهاجرًا عالقةً في مياه البحر المتوسط لمدة ستة أيام. ورفضت حكومتا إيطاليا ومالطة استقبال السفينة إلى غاية الآن.

حرب كلامية مع ممثل أمريكي

الأمر تسبب استهجانًا لدى الكثيرين، ودفع الممثل الأمريكي ريتشارد غير للهجوم على الحكومة الإيطالية، داعيًا إياها لمساعدة السفينة التابعة لجمعية خيرية إسبانية.

وقال غير إنه يتعين على الحكومة الإيطالية التوقف عن "شيطنة" المهاجرين، وقد شبه الممثل الأمريكي وزير الداخلية الإيطالي ماتيو سالفيني بالرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي دائمًا ما يتخذ مواقف مناوئة للمهاجرين القادمين من أمريكا الوسطى، ويسعى حاليًا لبناء جدار بطول الحدود الجنوبية مع المكسيك لمنع تدفق المهاجرين إلى الولايات المتحدة.

وزار ريتشارد غير السفينة العالقة يوم الجمعة الماضي.

سالفيني لم تصم آذانه تجاه الانتقادات الموجهة له من ريتشارد غير، فقال إنه على ريتشارد غير أن يأخذ المهاجرين عبر طائرته الخاصة إلى هوليود.

حكومة يمينية شعبوية

وتسيطر حكومة يمينية شعبوية على مقاليد الحكم في إيطاليا. ويتشكل الائتلاف الحاكم بزعامة حركة النجوم الخمس وحزب رابطة الشمال "اليميني المتشدد".

ووزير الداخلية الإيطالي ماتيو سالفيني، هو زعيم حزب رابطة الشمال، وهو الذي تزعم تحالفًا انتخابيًا أوروبيًا في انتخابات البرلمان الأوروبي أواخر شهر مايو الماضي إلى جانب ماريان لوبان، زعيمة حزب الجبهة الوطنية اليميني المتطرف في فرنسا.

وتتخذ الحكومة الإيطالية بقيادة جوزبيي كونتي إجراءاتٍ معاديةً للمهاجرين، وأغلقت في التاسع من شهر يوليو الماضي أكبر مركز لإيواء المهاجرين في أوروبا، الذي كان موجودًا في جزيرة صقلية.

والأسبوع الماضي، نجحت الحكومة الإيطالية، يوم الاثنين 5 أغسطس، في الحصول على الثقة في مجلس الشيوخ بشأن مرسوم يستهدف المؤسسات الخيرية التي تدير سفنا لإنقاذ المهاجرين، خلال تصويتٍ وافق خلاله 160 عضوًا على المرسوم، مقابل اعتراض 57 فقط.

ولا تزال الحكومة الإيطالية اليمينية في مساعيها الحثيثة لوضع حدٍ لتدفق المهاجرين إلى إيطاليا، وبات إغلاق الحدود هو الوسيلة المتبعة مع السفن القادمة عبر البحر المتوسط.

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة