الكاتبة الصحفية سمر مدكور
الكاتبة الصحفية سمر مدكور


مقالات القراء| دعوة للتفاعل الإيجابي مع عالم «السوشيال ميديا»

بوابة أخبار اليوم

الثلاثاء، 13 أغسطس 2019 - 09:06 ص

 

بقلم الكاتبة الصحفية: سمر مدكور

 

«السوشيال ميديا» تحدي إنساني كبير، إذا أفرطنا تعرضنا لانعكاس سلبي يصدمنا، وإن احتجبنا لن نواكب العالم والتقدم الكبير في مجال الاتصالات والتكنولوجيا وعصر التحول الرقمي الذي أصبح ضرورة ملحة لتنفيذه .

 

تختبر وسائل التواصل الاجتماعي الإنسان، وتجرده من كل القيود ليكون هو فقط المتحكم في كل شيء سواء تصرفات، توجهات، ردود فعل، ميوله، كما تختبر قيمه وصدقه وتربيته، تختبر عائلته، تختبر شقى عمر والديه، هل إبننا ثابت وتحت قدميه أرض صلبة ؟ .


 
تختبرنا «السوشيال ميديا» كآباء وأمهات مسئولين عن تربية أولادنا اختبارًا قاسيًا، صريحًا إلى حد الجرح .

 

ولكن قليلٌ من أدرك ما يحدث منذ فترة طويلة من تداعيات لاستخدام المجتمع المصري الخاطئ لهذه المنصات، فقد كان اختبارًا قاسيًا رسب فيه الكبير قبل الصغير، وبعد الصدمة والانفتاح علي كل ما كنا نحجبه عن أولادنا أو فكرنا أو أبصارنا أو عقولنا، أصبح الآن هناك أمر واقع لا مفر منه وهو تعلم كيفية الاستخدام السليم والآمن لهذه المنصات .

 

نسبة كبيرة من مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي وصل استخدامهم إلى حد الإدمان، ونسبة الأطفال المستخدمين لهذه المنصات في تصاعد كبير، مما يعد مؤشرًا ينذر بخطورة كبيرة علي نفسيتهم وعقليتهم وتوجهاتهم وقناعاتهم مع دور معدوم من قبلنا في التحكم بالمحتوى الذي يصل إليهم .

 

ولذا يجب علينا التفاعل بشكل إيجابي تجاه ما يحدث، لنتفاعل مع العالم، ونطلب ما يحق لنا معرفته عن قرب، ومن خلال هذا المقال أقترح تنظيم فاعلية أو ملتقى عالمي علي أرض مصر، نلتقي خلالها بكل الشركاء لهذه المنصات «فيس بوك، تويتر، انستجرام، جوجل، تليجرام، سناب شات، تيك توك»، نتناقش معهم ونستمع لهم، ونتفاعل معهم، ونطالبهم بعرض إجراءاتهم أو تحديثاتهم التي تشغلنا علي سلوكيات الفرد أو الإنسان أو جهده أو عمله .
 


ونتعرف منهم على المحتوى المنتقى للأطفال، كيف يوفروه ؟، وحماية المحتوي وحقوق الملكية الفكرية، وتفعيل آلية كاملة تحفظ هذه الحقوق لأصحابها، نناقشهم ونحاورهم عن الكثير من الموضوعات والقضايا التي تخص هذا العالم الافتراضي «السوشيال ميديا» .


 
وأقترح أن ندعو جميع المدونين الأشهر علي مستوى مصر والخليج والعالم، «بلوجرز، انفلونسرز، يوتيوبر» وما إلى ذلك، للمشاركة في الملتقى، لعرض تجاربهم الناجحة للاستخدام السليم والإيجابي للسوشيال ميديا، واستعراض قصص النجاح التي تحققت في جميع المجالات بفضل السوشيال ميديا .


 
كما يمكننا دعوة معالجين سلوكيين وأساتذة طب نفسي وإعلام واتصالات وتربية وتعليم، للخروج بتوصيات أهمها العمل على توفير منهج مبسط ينضم لمناهج المرحلة الابتدائية، نسرد فيها معلومات عن السوشيال ميديا وأهميتها وكيفية التعامل معها، واستخدامها بشكل آمن، ونعرض فيه خطوط عريضة نمهد بها عقولهم إلى أن الاستخدام المعتدل في كل شيء هو دليل الإنسان السليم فلا خير في إفراط أيًا كانت طبيعة العمل .

 

من الضروري أن نقترب بشكل أكبر مع عالم هذه المنصات وعالم نجوم السوشيال ميديا في جميع المجالات، فهناك قصص نجاح كثيرة، وقصص أخرى مؤلمة، وعرض تلك القصص سيجعلنا نفهم السلبيات والإيجابيات بشكل أكثر وضوحًا .


 
الاستفادة الكبرى من هذا الملتقى ستكون في التواصل مع شركاء هذه المنصات العالمية، للتعرف على كل ما هو جديد لديهم أولا بأول، لكي لا نفاجئ بأي تحديثات غير مناسبة لمجتمعنا، نستطيع من خلال هذا الملتقى خلق حلقة تواصل إيجابية معهم لمناقشتهم دائما والوصول إلى تعاون ناجح يخدم فكرنا وقيمنا المجتمعية، وفي ذات الوقت يوجه رسالة للعالم أن مصر تهتم وتقدر الدور الهام الذي تلعبه وسائل التواصل الاجتماعي .

 

يجب علينا الانتباه أن موجة «السوشيال ميديا» ترتفع وإن أغمضنا أعيننا عن ذلك وتغافلناه سنقف في لحظة عاجزين عن السيطرة على تداعيات كل المراحل بداية من إنكار الأهمية والاستخفاف بها، وانتهاءًا بعدم التحرك السريع للتواصل مع هذا العالم القوي شئنا أم أبينا، فنحن لسنا علي دراية بكل مساراته .

 

تستقبل «بوابة أخبار اليوم» شكاوى ومقترحات ومقالات القراء، بالإضافة إلى إبداعاتهم على رقم واتس اب 01200000991، ورسائل صفحة «بوابة أخبار اليوم» على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك .

 

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 

 
 
 

مشاركة