رانيا إيهاب طبيبة أسنان
رانيا إيهاب طبيبة أسنان


سفيرة الإنسانية| رانيا إيهاب طبيبة أسنان عالجت 348 حالة في أفريقيا بالمجان

بوابة أخبار اليوم

السبت، 17 أغسطس 2019 - 03:07 م

البداية من «الأسُر الطلابية» في الجامعات.. وقوافل القرى الفقيرة والعشوائيات تعزز موهبتها
رانيا : عالجت 10 حالة في مخيمات اللاجئين بموزمبيق .. وساعدت 80 جزيرة في أوغندا
عشت حكايات مرعبة في «مخيم الزعتري».. وأمنيتي إنشاء جمعية خيرية 

«لا تتطلب مساندة الآخرين وتقديم يعد العون لهم وجودك في منصب معين».. هذا ما تفعله الدكتورة رانيا إيهاب طبية الأسنان المصرية، صاحبة الـ 32 عاما والتي قررت تسخير جزء من وقتها وجهدها لخدمة الإنسانية دون النظر إلى مقابل مادي.. حيث دفعها حبها للعمل الخدمي أن تتخذ من مهنتها سبيلاً لممارسة هوايتها المفضلة والتي حتماً ستثقل من خلالها مهاراتها المهنية والطبية.

الأُسر الطلابية


البداية كانت عن طريق «الأسُر الطلابية» في الجامعات التي تعني بتنظيم القوافل الطبية للمناطق العشوائية ومساعدة غير القادرين، حيث يتم إجراء الفحوصات الطبية لهم وعمل اللازم من إجراءات طبية مثل الحشو والخلع وتركيب الأسنان، ثم المشاركة في فعاليات الجمعيات والمؤسسات الخيرية، ومع مرور الوقت نضجت الفكرة وتخطت حدود مصر والتعمق في قلب القارة الأفريقية.

«ضربة البداية»


بدأت الدكتورة رانيا إيهاب حديثها لـ«بوابة أخبار اليوم» قائلة: «بالتنسيق مع طبيبة أسنان زميلة في المجال تواصلت مع جمعية خيرية في إنجلترا، وأتيحت لي الفرصة من خلالها السفر إلى دولة مالاوي، واجهتني صعوبات شديدة في إقناع أهلي بالسفر إلى الدول الإفريقية، فالأمر هنا لم يقتصر على كوني فتاة ذاهبة بمفردي بل تعدى حاجز الخوف من المرض والعدوى المنتشرة هناك، ناهيك عن التكاليف العالية لرحلات الطيران والإقامة فكل شيء على حسابي الشخصي، ولكني تمكنت بعد معاناة من الحصول على موافقتهم وساعدني على ذلك موقف أبي كونه طبيب وسبق له الاشتراك في العديد من القوافل الطبية، فهو يعي تماماً أن دور الطبيب أسمى من الحصول على الربح المادي فقط».

«مالاوي وموزمبيق»


 وتابعت: «لحماسي الشديد تم الانتهاء من إجراءات السفر سريعاً، ولكني فوجئت بوجود مصل وتطعيمات خاصة لكل دولة في جنوب إفريقيا للوقاية من الأمراض المعدية هناك، وخاصة بخاخ الناموس الذي لا يقل أهمية عن المصل للحماية من مرض المالاريا المنتشر بشدة في تلك الدول، وبالفعل أنهيت كل ذلك سريعاً وحزمت أمتعتي وحقيبتي الطبية التي تحوي جميع أنواع العدد اللازمة للكشف والجراحة».


وأضافت: «عقب وصولي لموزمبيق توجهنا مباشرة إلى مخيمات اللاجئين كانت مفوضية الأمم المتحدة قد دشنتها لهم، وجدنا أعداداً كبيرة جميعها يحتاج إلى رعاية خاصة تتنوع ما بين الحشو والخلع والتركيب، وتمكنت في النهاية برفقة أربعة أطباء آخرين من علاج ١٧٠ حالة في مالاوي و 90 في موزمبيق».

«80 جزيرة في أوغندا»


وقالت الدكتورة رانيا إيهاب: «عام 2018 بعد أن أنهيت دراستي في الماجستير قررت الذهاب إلى أوغندا، وبالفعل كانت تجربة مختلفة تماماً عن الدول التي سبق لي زيارتها، فالتقسيم الجغرافي لأوغندا يجعلها تنقسم إلى حوالي 80 جزيرة تبعد كل جزيرة عن العاصمة حوالي 7 ساعات عن طريق زوارق مائية صغيرة ربما لا تكاد تحميك من أي خطر متوقع حدوثه، وفي أوقات كثيرة نضطر للسير لمدة ساعتين للوصول إلى بعض الحالات، وتمكنت في نهاية الأسبوع من علاج ما يقرب من 88 حالة».

«مخيم الزعتري»


وأضافت: «الأمر هنا أكثر صعوبة رغم سهولة التواصل بسبب اللغة المشتركة، ولكن من الصعب التماسك وسط هذا المشهد الذي يدمي القلوب.. فهذه أم ثكلي.. وتلك أرملة لم تتجاوز الخامسة والعشرين.. وهذا طفل يتيم وغيرهم من الحالات التي لا تصفهم كلمات، مخيم يحتوي على أكثر من 80 ألف لاجئ ولكن هذه المرة كان رفقتي العديد من الأطباء الأردنيين والأمريكان في مختلف التخصصات، واستطعنا علاج جزء كبير جداً من لاجئي المخيم.

«ثقافة رغم المرض والفقر»


وأضافت: «اللافت للنظر خلال رحلاتي في بعض الدول الإفريقية هى ثقافتهم ووعيهم الفكري رغم حالة العوز والضنك التي يعيشونها، فعلي سبيل المثال في دولة مالاوي كان هناك تقدير وامتنان كبير جداً من الحالات المرضية، وعندما زاد عددهم قاموا بتنظيم أنفسهم في طوابير وعمل أرقام مسلسلة لكل حالة فيهم لضمان دورهم في الكشف، وكذلك حالة في أوغندا حيث دخلت سيدة وجثت على ركبتيها، ولكن لجهلي للغتهم طلبت من المترجم أن يجعلها تجلس على كرسي الفحص ولكنه أبلغني أنها تشكرني على مجهودي واهتمامي ببلدها.. عندئذ أدركت أنك لا تستطيع أن تبني حضارة دون أن تبني الإنسان».


وأضافت: «من الصعب إقناع طبيب بغلق عيادته والسفر مجاناً على نفقته الخاصة لمعالجة اللاجئين في المخيمات النائية، الأمر يحتاج إلى كثير من المال والجهد، ناهيك عن المشكلات الأمنية والصحية التي قد يتعرضون لها.. فعلى سبيل المثال خلال رحلتي أقوم بأخذ طعامي معي ويكون معظمه عبارة عن معلبات لعدم جودة الطعام هناك وغرابته أيضاً».

«دعم مفقود»

وتابعت: «نعاني من قلة الدعم لنشر الفكرة، حيث يرفض الرعاة حتى مجرد تبني الفكرة، ولكن كان للدكتورة نوال الدجوي موقف محترم في أحد القوافل المتجهة لدولة كينيا حيث رحبت بالفكرة وقدمت الدعم المادي المطلوب.. كما أتمنى دعم السفارات المصرية بأفريقيا لنا وتنمية الفكرة».

«خطط مستقبلية»


ولفتت الدكتورة رانيا إيهاب، إلى وجود العديد من القوافل والدول المخطط لزيارتها هذا العام، مضيفة: «هناك قافلة لدولة كينيا يوليو الجاري، وأخرى متجهة للسنغال في سبتمبر المقبل، وثالثة للأردن في نوفمبر.. وأتمنى الذهاب لمخيم اللاجئين في اليونان».


وأعربت الدكتورة رانيا إيهاب، عن أمنيتها بإنشاء جمعية خيرية غير هادفة للربح تحت مسمى «the Africa dentist» أو «طبيب أسنان أفريقيا» لتقديم الدعم والنصح والإرشاد لكل طبيب مهتم بالتطوع في القوافل الطبية لدول القارة السمراء.
 


الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة