الأحد، 18 أغسطس 2019 - 03:07 م

رغم الترحيب بالإنجازات التى تحققت وتتحقق فى عملية تنمية الساحل الشمالى.. الا ان هناك حالة من الهلع تسود بين المصيفين والمقيمين بسبب حوادث الطريق الساحلى الدموية المفزعة. ما يحدث فى هذا الشأن جعل الناس الذين انبهروا بالإنجازات يرددون على ضوء هذه الحوادث - الحلو مايكملش.

لا جدال ان هناك قصورا بينا فيما يتعلق بمتطلبات ِّتأمين هذا الطريق خاصة فى وقت الازدياد الهائل فى حركة السيارات فى موسم الصيف. من الملاحظ غياب المتابعة والرقابة والاشارات المرورية وكذلك غياب جهود انـضـبـاط الـسـلـوك المـــــرورى ومـنـهـا عـلـى سـبـيـل المـثـال تجــاوزات السرعة.

يساهم فى مضاعفة الخطر ايضا عدم اضـاءة الطريق وكذلك الفوضى التى تتسم بها مداخل ومخارج القرى المنتشرة بطول الطريق. كــــان مـــن المـــفـــروض ايــضــا إلـــــزام الـــقـــرى الـسـيـاحـيـة بـعـمـل الــتــجــهــيــزات الـــلازمـــة لــهــذه الإضــــــاءة عــلــى ان تتولى الـدولـة -فـى اطــار مسئوليتها عن تأمين حياة المــواطــنــين- تحـمـل تكلفة تـوصـيـل الـتـيـار الكهربائى وعملية الإضـاءة.

لا حجة الآن فى نفص الاعتمادات المالية حيث ان رســوم استخدام الطريق تصل حاليا إلى مليارات الجنيهات. من المؤكد ان الأقـــدام على هـذه الخطوة يدخل فى

اطار احتياجات تحويل الساحل الشمالى إلى منطقة جذب سياحى واستثماري وسكانى.

ان جـــانـــبـــا مــــن هـــــذه الحــــــــوادث المــمــيــتــة يـتـحـمـلـهـا المصيفون الذين يسمحون لأولادهـم بقيادة السيارات دون توعيتهم وإلزامهم بآداب المرور. يترتب على ذلك فقدان حياتهم. ليس هذا فحسب وانما يؤدى الطيش والسرعة إلى تهديد وضياع ارواح العديد من الضحايا الأبـريـاء. هذا الانفلات ما كان يمكن ان يحدث لو ان

هناك التزاما مروريا ورعاية أسرية. وإذا كــّنــا قـــد سـبـق وأشـــدنـــا بــــالانجــــازات الــتــى تمت بتطوير وتوسعة وتحديث طريق الساحل الشمالي.. الا انه لوحظ ان هذا شمل فقط المسافة من الاسكندرية حتى مدينة العلمين الجديدة. هذا يعنى ان المسافة من العلمين وحتى مرسى مطروح بقيت بدون توسيع وبدون التجهيزات الأكثر من ضرورية. جرى ذلك رغم ما تشهده هذه المنطقة من كثافة هائلة فى حركة المرور وما يصاحبها من تجاوزات. إننى على ثقة بـأن هناك ادراكـــا من جانب القيادة

السياسية بأهمية النهوض بشبكة الـطـرق.

ان ذلك ماثل فى العديد من مشروعات الطرق العملاقة التى تعد ركيزة لخطة التنمية الشاملة. قد يكون الاقـدام على استكمال مشروع طريق الساحل الشمالى سوف يـتـم فــى مـرحـلـة قـــادمـــة. هـنـا أقــــول إن الـــكـــوارث التى يتعرض لها مستخدموه تؤثر بالسالب على أهميته الاقـتـصـاديـة والاجتماعية وانـهـا تـفـرض الإســـراع فى معاجلة مشاكله .