الكاتب الصحفي وليد عبدالعزيز
الكاتب الصحفي وليد عبدالعزيز


شد وجذب

وليد عبدالعزيز يكتب: من منا بلا خطيئة

وليد عبدالعزيز

الإثنين، 19 أغسطس 2019 - 12:02 ص

قد يتصور كل منا انه الشخص المثالى المنضبط.. وقد يشطح بِنَا الخيال إلى أننا نعيش فى هذه الدنيا مثل الملائكة نؤدى حقوق الدنيا والآخرة ولا نرتكب اى خطايا.

 

منذ ايّام قليلة وبعد ان عدت بعون الله من اداء فريضة الحج التى أكرمنى الله بها تذكرت حوارا دار بينى وبين بعض الأصدقاء الحجاج على جبل عرفات وبالتحديد بعد ان شاهدنا جميعا قدرة الخالق على تبديل الحال فى لمح البصر وتحويل ارض عرفات من منطقة شديدة الحرارة إلى جنة الله فى الارض بعد ان تساقطت الأمطار بل وتحولت إلى سيول وتحسنت حرارة الجو لدرجة ان الجميع شعر بالبرد مع نسيم الروائح الذكية ليكرم الله عباده الذين ذهبوا إلى هذا المكان ليلبوا نداء الله للحجً إلى البيت الحرام لمن استطاع سبيلا.

 

كل منا بدأ يحكى عن بعض وليس كل الخطايا.. اكتشفنا اننا نرتكب العديد من المعاصى بقصد وبدون.. واكتشفت أيضا ان البيئة المحيطة بالإنسان تمثل عاملا مهما جدا فى السلوك..وان الأخطاء دائما ما تأتى كرد فعل لمواقف من أشخاص اخرين.

 

وخلال لحظات الصمت والدعاء يشعر الانسان بان شريط الحياة بالكامل يمر امام عينيه ويتذكر السيئات فقط ولا يتذكر الحسنات.. سألت احد العلماء الأفاضل الذين كانوا يصاحبون البعثات المصرية عن سر استرجاع الذنوب والخطايا فقط وكان الرد ان الله يذكرك بانك ارتكبت كل هذه المعاصى وان رحمته وسعت كل شئ وأنه هو الغفور الرحيم فيغفر لى ولك ولكل من وقف على عرفات.

 

سألت نفسى كثيرا هل سأعود إلى ارتكاب المعاصى من جديد أم سأنجح بعون الله فى مقاومة النفس وإلا أكون رد فعل يحملنى سيئات انا فى غنى عنها.. قررت انا وأصدقائى ان نتجنب بقدر الإمكان الأخطاء التى كنّا نقع فيها قبل الحج واهمها عدم الخوض فى سيرة الغير سواء بقصد او بدون لاننا اكتشفنا انها من اصعب الذنوب.. وإلا نسمح لاحد فى اى مجلس نجلس به بان يغتاب احدا او يقذف المحصنات.

 

وان نحس من حولنا على الإخلاص فى العمل لأنه باب مفتوح للحسنات.. وانصح كل شخص أكرمه الله ببقاء أبويه على قيد الحياة ان يحاول بقدر الإمكان ان يفوز بالجنة من خلالهما وان يحسن المعاملات لينال الدعاء الصادق..كلنا مخطئون.. والجميع قادر على مراجعة النفس وجهادها بقدر المستطاع حتى لا نظل فريسة سهلة للشيطان يتلاعب بِنَا رغم ان الجميع يعترف داخل نفسه ان الأرزاق بيد الله.

 

والمستقبل بيد الله.. والصحة بيد الله.. فلماذا الصراعات والخلافات على تفاهات ستزول حتما من الجميع لاننا جميعا إلى زوال وستبقى الذكرى الطيبة والعمل الصالح كميراث اشبه بالكنز بدلا من الصراع على المال والمناصب..اشهد ربى أننى سأحاول جاهدا ان اتجنب الأخطاء والمعاصى وإلا أكون عونا لاى شخص يغتاب احدا من الخلف..اللهم تقبل من كل من حج إلى بيتك واغفر يا رب العالمين لكل من ارتكب معصية بقصد او بدون وانا منهم.. اللهم احفظ مصر واهلها من شر الحاقدين والخونة.. وتحيا مصر.
 

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة