الإعلامي مفيد فوزي
الإعلامي مفيد فوزي


مفيد فوزي يكتب: هل نحن مجتمع متنمر؟

بوابة أخبار اليوم

الإثنين، 19 أغسطس 2019 - 12:05 ص

 

أحببت د. سيد عويس لأنه «يرصد» الظواهر فى المجتمع.
أحببت د. مصطفى سويف لأنه «يحلل» هذه الظواهر.
أحببت د. أحمد خليفة لأنه «يلاحظ» ما يطرأ على السلوك.
أحببت د. جلال أمين لأنه «يستنبط» من الظواهر تيارا ما.


ولست أدعى الحكمة، لكن تراكم الخبرات يحرضنى على سؤال راودنى كثيرا: هل نحن مجتمع متنمر؟ هل مجتمعنا يترصد السقطة واللقطة؟ هل هو مجتمع متسامح يغفر ويقدر الظروف أم ينتقد الخطأ والصواب والممكن والمحال، ليشفى غليله؟ هل هو مجتمع «يشمت» فى مصائبه لاسباب مختلفة ليس من بينها صدق الانتماء؟ هل هو مجتمع متنمر إلى حد الوقوف على الأبواب وخلف الأبواب مراقبا بغيظ سلوك آخرين؟ آخرين أكثر سعادة منه، أو رزقهم الله أكثر منه؟ أو ميزهم الخالق أكثر منه؟

 

هل نحن مجتمع حسود يقارن دائما بين حاله وحال الآخرين؟ هل لهذا السبب كثرت الخرزات الزرقاء حول الرقاب درءا للحسد، وظهرت فى السيارات خشية العين؟ ما السبب يا ترى؟ هل يفتقد المجتمع التسلسل الطبقى الطبيعى؟ هل نحن مجتمع متدين أم متكيف مع الواقع؟ والرضا ليس من ثوابته عندما كتب د. جلال أمين «ماذا حدث للمصريين؟» هل خشى ان يصفه بالتنمر أى بالسخرية والتريقة والتأقزم؟ ولكن هل للظاهرة أصول اقتصادية؟ فهل تخلو ألمانيا من التنمر؟


هل لها أصول اجتماعية أم فروق نفسية واختلافات جينية. وكيف أفسر «توحد» المصريين أمام عدو كالارهاب أو الاعصار أو الفيضانات وتتلاشى الفروق ويصير المصريون جميعا من كل دين أو ملة «سبيكة واحدة» تشرق عليهم شمس واحدة وتجفف ملابسهم شمس واحدة.
أليس للمصريين «كتالوج» يمكن الاستدلال منه على طبيعتهم وصفاتهم وأخلاقهم وعاداتهم وأنماط سلوكياتهم؟!


من القادر على صك هذا الكتالوج؟ ان عشرات الكتب كتبت عن المصريين بعضهم كتاب وباحثون مصريون وآخرون اجانب نظروا إلى مصر والمصريين بعين السائح.


ويظل السؤال: هل نحن مجتمع متنمر؟!!


نفسنة؟!


النفسنة، أحد الملامح النفسية البشرية، سواء أنكرها البعض أو اعترف بها آخرون. ولكنها حقيقة برزت بحضور شديد فى أيامنا. والنفسنة متعددة الوجوه ولكنها فى النهاية نفسنة، وقد كان طارق نور صاحب شاشة القاهرة والناس ذكيا -كعادته- فى التقاط هذا الخيط وكان بارعا فى تفصيله على مقاس برنامج تليفزيونى لفت الأنظار واتجه إليه الناس وانا واحد منهم.

 

حيثياتى كما يلي: ١- أنه محاكاة أمينة للواقع، لدرجة ان هناك نفسنة ميرى فى بعض أجهزة الدولة ومفاصلها وان اختفت مظاهرها على السطح ولكن -كمشاعر- قائمة وحاضرة. والنفسنة هى حالة شعورية تجاه آخر، فيها تصويب بنادق الكلمات والطلقات تجرح ولا تسيل دما ومن هنا اطلقنا عليها نفسنة ويقال فلان «منفسن» أو فلانة «بتنفسن» على فلانة. وكما قلت، هذه مشاعر شائعة فى حياتنا.

 

والنفسنة صيغة مؤنث اكثر منها صيغة مذكر. وقد كنت اتابع البرنامج لانه كان وجبة ضحك دون افتعال انه كاريكاتير ذكى من شخص لآخر! وقد كان طارق نور بارعا حين اختار لهذا البرنامج ثلاثى النفسنة الرسمى «انتصار وبدرية وشيماء!» ان انتصار من ابرع ممثلات مصر وان كانت الفرص قليلة لها سينمائيا ولكنها صاحبة موهبة لها خصوصية وبدرية كتلة خفة دم متحركة ولديها «الأفيه» حاضر وسريع وهنا تلعب الفطنة دورا هاما فى الممثلة الكوميدية. أما شيماء فقد استثمرت وزنها الثقيل. ومن الممكن القول ان صاحبة الوزن الثقيل اعطتنا خفة ظل بلا حدود.


لقد كنت أرى نفسنة حقيقية أمام الكاميرا وربما امتدت خلف الكاميرا وفى النهاية فقد كان الصدق فى مشاعر النفسنة الحقيقية هو الذى أعطى هذه الوجبة الضاحكة مذاقا خاصا. ولعل الفنانة هيدى كرم وهى تملك مقومات الفنانة الجادة إن ارادت ومقومات الكوميدى إذا رغبت فلديها هذه المرونة أو «القماشة» كما يقولون فى الوسط الفنى واظن ان هيدى كرم كانت «متلقية» طوال الوقت لنفسنة انتصار وبدرية. تبدو هيدى كرم بنت الناس المؤدبة التى لا تقول العيب فنضحك من المتناقضات!


وفجأة - ودون سابق انذار، احتجب برنامج «نفسنة» أو قل غاب أو قل تشتت! وأطلت علينا وجوه «كالحة» بقصد اضحاكنا، وللاسف لم نضحك البته بل سئمنا وجوها جديدة تفتقد خفة الظل التى هى «منحة» من الله. ووجدت هيدى كرم فى برنامج آخر تعظ واختفت الضحكة الحلوة مع اننا فى اشد الحاجة للضحك الذى يطهر القلب. فهل فريق نفسنة ظالم أم مظلوم. هل خشى ان تكون النفسنة جارحة ومؤلمة وموجعة؟! هل نسى الفريق انه كان يفجر الضحك فى البيوت؟!


قناعات


١- إذا أحببت إنسانا، فبكل مشاعري، واذا كرهت فبكل المشاعر السلبية ولا أعرف المنطقة الرمادية فى المشاعر.
٢- ثلاثة اصوات قادرة على تخليد نزار قبانى المغنى.. عبدالحليم حافظ ونجاة وأنغام.
٣- الدموع، حالة «فضفضة» شعورية فى الحزن والسعادة والبكاء راحة.
٤- الشراسة فى العراك النسوى اضعاف العراك الذكورى عشر مرات «بالتجربة»
٥- فى العالم الأول يقاس التقدم بالطرق، وفى الأوطان العربية يقاس التقدم بامتلاء البطون.
٦- لا أحب القطط لانها «غدارة»، وأنا اكره الغدر حتى لو صدر من حيوان يبدو ناعما ويتمسح بك ولسبب آخر ان ولاءها للمكان وليس للإنسان.
٧- العبودية ليست الرق ولكنها المشاعر ايضا، انها نوع من ديكتاتورية الاحاسيس.
٨- ومهما تبحر علماء النفس فى محيطات النفس البشرية ستظل هناك جزر غير مكتشفة.
٩- الوقت كالسيف حقا، ان لم نقطعه، مزقنا إربا.
١٠- نعيش بالأمل ونحيا بالأوهام ولولا هذا التنفيس لاختنقنا.
١١- أكثر حاسة عندى تفوق الحواس الاخرى هى حاسة الشم، انها مصدر تعاسة لى احيانا، لانى أشم ما لا يلتقطه الآخرون بأنوفهم.
١٢- الخيال، هبة من الله، نهرب إليه حين يضغطنا الواقع باسنانه ومخالبه.
١٣- من باب الانصاف لابد ان اقول ان د. أحمد نظيف رئيس وزراء مصر فى زمن مبارك هو أول من قام بنقلة تكنولوجية غير مسبوقة.
١٤- الذكاء قد يخذلك إن لم تصاحبه شقيقته «الفطنة».
١٥- ميزة التمريض فى أوربا ليست فى المباشرة المطلوبة لرعاية المريض أو اعطائه الدواء فى الأوقات المقررة، إنما فى «الرحمة» و»الحنان» لإنسان فى لحظة ضعف.
١٦- صوت أم كلثوم خلفية لنجيب محفوظ وهو يكتب، هو فى الحقيقة «ونس لقلم».
١٧- جيش مصر هو درعها. جيش مصر هو درعها. وليس هناك خطأ فى التكرار إنما للتأكيد.


من الغاضبون؟!


اجتهدت فى محاولة لرصد «الغاضبين» فى مجتمعنا يسمح بنشره نظام قوى متمساك لا يخشى مواجهة بعض الخدوش على جسد مصر ومن باب المواطنة برشد.
١- الذين أرهقهم الاصلاح الاقتصادى ولكن لا أحد ينام بدون عشاء فى المدينة.
٢- الذين لهم أبناء قيد التحقيقات حتى الإفراج عنهم فى المناسبات.
٣- الذين طلب منهم العمل بشرط تخفيض اجورهم فالمجتمع فى حالة بناء تتطلب بعض التضحية.
٤- الاباء الذين يشكون بطالة الابناء ويرفضون عروض الدولة والفرص للعمل، وأصابهم سعار الثراء السريع.
٥- الأثرياء الذين كانوا يرتعون فى الماضى ولهم اراض بتراب الفلوس حتى طرقت ابوابهم كف الدولة.
٦- الاقباط الذين ينتظرون مرونة الكنيسة المصرية باتاحة الزواج الثانى رغم ان البابا وافق على بحث كل حالة على حدة.
٧- أصحاب الايجارات القديمة فى العقار القديم وقد طال انتظارهم قرار البرلمان المهتم بالقضية.
٨- اسماء غابت عن المشهد الإعلامى على الشاشات عبر عمليات غربلة وهيكلة وإعادة نظر.
٩- المتعاطفون مع الإخوان - رغم حرب الدولة على الأشرار- هؤلاء الذين كانوا يأكلون «الفتة واللحمة» فى مائدة المرشد.

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 

 
 
 

مشاركة