صورة تعبيرية
صورة تعبيرية


بغذاء وملابس خاصة.. طوارئ مشددة للمحتكين بـ«الإشعاعات والنووي» بمصر 

إنجي خليفة

الإثنين، 19 أغسطس 2019 - 06:13 م

لا مجال للصدفة ولا استهانة مع التقصير ولا نووي بدون خبراء مختصين بالإشعاعات.. «لاءات» ثلاث يُبنى عليها العصر المصري المنضم حديثًا لعالم المحطات النووية.


صحيح أن «الحلم النووي» لمصر تأخر نوعًا ما إلا أن الخطوات الحالية تشير إلى مرحلة متقدمة في ملف «الضبعة» النووي، لكن كل ذلك لا يتحقق بدون منظومة متكاملة لعالم موازٍ وهو «الإشعاعات».


الدكتور مجدي علام، أمين عام اتحاد خبراء البيئة العرب، بدأ حديثه لـ«بوابة أخبار اليوم» بالتأكيد على أن دخول مصر إلى مستقبل المحطات النووية صاحبه تطور كبير جدًا في آليات الوقاية والأجهزة المستخدمة في ذلك.


عالميًا، تتحقق آليات الوقاية من الإشعاع عبر توافر أطقم لعلاج أمراضه، وأطقم أخرى ترتبط بخبراء البيئة المختصين بهذا التخصص، وجميعها بحسب الدكتور علام متوفرة حاليًا في مصر؛ بل إنها شهدت تطورًا غير مسبوقًا في هذا المجال.


هيئة نووية مصرية


لا يختلف عالمان في مجال الإشعاعات على أن هناك نسب إشعاع موجودة في أشعة إكس ري وأجهزة الرنين وأجهزة الإشعاع النووي والمواد الخاصة بالإشعاع المستخدمة في الصناعات الكيمائية والنسيج.


للوهلة الأولى يبدو الأمر مخيفًا للبسطاء؛ لكن الواقع المصري يؤكد وجود حائط صد منيع لأي تهديد إشعاعي للمصريين يتمثل في هيئة المواد النووية التي تفحص كل نسب الإشعاعات المتواجدة في المناجم أو الصناعات المختلفة، وفقًا لما يؤكده «علام».


مستشار وزير البيئة السابق تحدث كذلك عن أن مناجم الفوسفات بالعالم أجمع يوجد به إشعاعات نووية وشبه نووية؛ لكنه يشدد: «لا نستطيع أن نقول إنها يورانيوم باعتباره العنصر الأخطر».


ببساطة يوجد فرق بين الإشعاع النووي والإشعاع الناجم عن المحاجر والمناجم، فالنوع الثاني يوجد بها بقايا عروق عناصر لها إشعاع، مثل الرخام والسيراميك، التي تحتوي نسبة من «الرادون»، وهذه خطورتها ليست كبيرة ويمكن التعامل معها لحماية العاملين في هذه القطاعات.


و«الرادون» هو غاز مشع يوجد بجميع أنواع السيراميك والرخام الموجود في منازل الكرة الأرضية، إلا أنه لا يشكل خطورة شديدة على البشر.


المناجم والإشعاع النووي


وبنظرة أكثر علمية، أوضح أمين عام اتحاد خبراء البيئة العرب أن مناجم الفوسفات والمناجم والمحاجر بشكل عام لا تبث إشعاعًا نوويًا، ولكن حجر الفوسفات يصاحبه بعض البقايا أو الشوائب الخاصة بصخور اليورانيوم أو مواد مشعة وهذا موجود بنسبة قليلة جدا في محاجر ومناجم مصر والمغرب.


ويواصل الدكتور علام حديثه، قائلًا: «خلال عملية استخراج عنصر الفوسفات من المناجم، يكون هناك مراعاة لذلك ويتم تنقيته من العناصر الأخرى الموجودة التي تظهر التي يوجد به نسبة إشعاع». 


ولا يخفي الخبير البيئي عن وجود ارتباط مباشر بين تأثير الإشعاع والعمال المتواجدين في المناجم والمحاجر، غير أن  معظمها يوجد بها نسبة من الإشعاع ولكن ضئيلة جدًا.

وأمام ذلك، طالب «علام» بضرورة خلق حالة وعي كبيرة بهذا النوع من الإشعاع في المحاجر، ولعل هذا ما يفسر معاملة المتواجدين فيها مثل العاملين في المنشآت النووية.


سر الحليب والبرتقال 


ويخضع العاملون بالمحاجر والمناجم لنظام غذائي خاص قائم على الحليب والبرتقال، أثناء العمل، كمحاولة لمنع أي تأثير ضار يقع عليهم، بحسب أمين عام اتحاد خبراء البيئة العرب.


«يكون للعاملين بالمحاجر والمناجم التي يوجد بها نسبة إشعاع عدد ساعات عمل أقل من العاملين في المحاجر العادية، ولهم ملابس ونظارات خاصة وسدادات أذن ونظام حماية للجلد لأن الإصابة قد تأتي من العين أو الجلد، وليس مثلما يتصور الناس إنها عن طريق الشم والأكل فقط».. هذا ما أكد عليه «علام».


وعن الكشف الطبي عن العاملين، لفت إلى أن العاملين بالمناجم والمحاجر يخضعون لكشف دوري مرة كل ثلاثة أشهر، والكشف يتضمن صورة دم لأنها تظهر إذا كان هناك تأثر بأي نسبة من أنواع الإشعاع وتوضح إذا كان هناك تسمم نتيجة إصابة أو تعرض للإشعاع.


ويكمل دكتور مجدي علام حديثه قائلًا: «نظام الصحة والسلامة المهنية والبيئة ثلاثية الحماية لعمال المناجم والمحاجر، وهناك اشتراطات أكثر تعقيدًا وأكثر دقة من المصانع العادية».


ويشير إلى أن مازلت في هيئة المواد النووية وجهاز الأمان النووي أطقم طبية يطلق عليه الطب الوقائي قبل الطب العلاجي، ففي حالات هذه المحاجر والمناجم يتم الاهتمام بالوقاية قبل العلاج.


كونسلتو طوارئ 


ولحماية المنطقة المحيطة بالمنجم، يقول دكتور علام، إن هناك مسحًا جيولوجيًا مستمرًا للصخور بهذه الأنواع من المحاجر والمناجم.


ويضيف: «هذا المسح يمتد للمناطق المحيطة بالمحاجر والمناجم في المنطقة للتأكد من عدم وجود عروق فرعية في المنطقة أو طبقات فرعية ممتدة خارج المساحة المحددة، فهناك تحليل دقيق للخامات الموجودة».


ويخضع العاملون للمسح الصحي الدوري بالاستمرار، خصوصًا لمن يتواجد داخل المنجم، وأيضًا هناك مسح بيئي في المناطق المحيطة لتحديد أثارها على الأشجار والنباتات والمياه الجوية والمياه السطحية والكائنات الحية المحيطة بها.


ويختتم أمين عام اتحاد خبراء البيئة العرب حديثه بالتأكيد على أن المسح الجيولوجي تنفذه هيئة المساحة الجيولوجية، وكذلك المسح الصحي تقوم به إدارة المنجم نفسه من خلال إدارة السلامة والصحة المهنية، وتفتش عليها وزارتي الصحة والقوى العاملة، بينما المسح البيئي تتابعه وزارة البيئة من خلال تقارير إدارة المنجم.
 

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة