البهنسا
البهنسا


البهنسا .. أرض الصحابة والتابعين

بوابة أخبار اليوم

الإثنين، 19 أغسطس 2019 - 11:18 م

أعد الملف: لمياء متولى - عبد الجليل محمد
ياسمين سامى - أسماء ياسر

كما لو كانت مبشرة بالجنة.. رائحة طيبة تخرج من بين ثنايا ثراها.. روحانيات وتجليات عظمى ومختلفة تستقبل أقداما تخطو تجاهها.. وكما يقول الله فى كتابه المجيد «كل يوم هو فى شأن» فبهنسا أيضا كل يوم هى فى شأن فهى مرآة لتجلى الله على تلك البقعة المباركة مقاصدها كثر وأطلق عليها «البقيع الثانى».. «يا مدعى الكبر.. هو الكبر على مين» تلك هى الكلمة التى قضى عليها صحابة رسولنا الكريم بمجرد أن وطئت أقدامهم أرض المنيا منذ اللحظة الأولى للفتوحات الإسلامية قضوا عليها بمجرد أن قضوا على آخر جندى رومانى داخل بهنسا ذلك الحصن المنيع فى تلك الحقبة.. حرب ضارية خاضها المسلمون تحت لواء خليفة رسول الله سيدنا عمر بن الخطاب بقيادة ما يقرب من 5000 صحابى على رأسهم حمزة بن أبو بكر الصديق ومحمد بن عقبة بن عامر رافعين شعارات وكلمات كانت تؤازرهم فى أوقات الحرب وهى أن حب الله عبور ناجح إلى مرضاته، وسلم لمعراج قدسه وروح وريحان ونور مشع يهدى القلب الحيران إنه وضاءة وطهارة وسلم وسلام وأمن دائم وأمان وهدى وتقى وعرفان ووصال واتصال ورضا وإقبال.. إنها قرية بهنسا الواقعة بمحافظة المنيا، التى جعل منها الفتح الإسلامى لمصر السبب فى ظهور بقيع آخر ضم جثامين مئات من صحابة الرسول الكريم الذين استشهدوا أثناء الفتح الإسلامى، حيث تضم قبور ورفات مئات على صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم منهم 70 من أهل بدر..


«الأخبار» قامت بجولة ميداينة داخل هذه القرية التى لقبت بمدينة الصحابة والشهداء ودعت من خلال هذا الملف إلى أن تصبح بهنسا قبلة السياحة الدينية فى مصر.


مرت هذه القرية بأكثر من حقبة زمنية كان بدايتها العصر الفرعونى ثم اليونانى الرومانى ثم القبطى نهاية بالعصر الإسلامى... سرنا بالسيارة تجاه بهنسا بمحافظة المنيا لأكثر من 3 ساعات، متجهين نحو قرية تحمل بين طياتها أسرارا وحكايات ظلت لفترات طويلة وكأنها إمبراطورية حكمت مصر كلها منذ العهد الفرعونى مرورا بباقى العهود إلى أن وصلت إلى عصر الفتوحات الإسلامية فى عهد سيدنا عمر بن الخطاب.. بدأ تاريخ بهنسا بأنها كانت عاصمة للإقليم السابع عشر وكان يوجد بها معبود ضخم على شكل طائر ضخم يسمى «حور» يتعبد إليه الناس فى العهد الفرعونى ثم تعاقب عليها عصور كثر إلى أن آلت فى النهاية إلى العصر الرومانى الذى حكم مصر من المنيا وكان مقره فى مدينة بهنسا.. وفى عهد الخليفة عمر بن الخطاب ومع السىل الكبير من الفتوحات الإسلامية جاء الموعد للفتح الإسلامى لمصر على يد عمرو بن العاص الذى بدوره أرسل إلى سيدنا عمر يخبره بنجاح فتح القاهرة واختراق حصن بابليون فى الإسكندرية وفتحها هى الأخرى ثم أرسل الخليفة عمر يتساءل ماذا بعد حصن بابليون؟ فكانت إجابة عمرو بن العاص أنه لم يتبق سوى محافظات الصعيد ومفاتيحها تكمن فى بهنسا والفيوم وأعطى سيدنا عمر بن الخطاب الإشارة لبدء الفتح.. وكانت بهنسا شديدة التحصن الأمر الذى جعل قادة المسلمين يضعون خطة اقتحامها فى عدة شهور ودارت معركة دامية حتى تم فتحها.


عصر أزدهار
بهنسا التى تقع على بعد أكثر من 200 كيلومتر من القاهرة، وهى تابعة لمركز بنى مزار بمحافظة المنيا، تضم قبور ورفات عدد كبير من الصحابة بينهم حفيد أبوبكر الصديق وحفيد الإمام على بن أبى طالب، وتبعد 16 كيلومترا من مركز بنى مزار، ناحية الغرب وهى مدينة أثرية قديمة، عثر فيها على الكثير من البرديات التى ترجع إلى العصر اليونانى الرومانى كانت عند فتح مصر مدينة كبيرة حصينة الأسوار، لها أربعة أبواب ولكل باب ثلاثة أبراج، وكانت تحوى الكثير من الكنائس والقصور، مؤكدين أنها ازدهرت فى العصر الإسلامى، وكانت تصنع بها أنواع فاخرة من النسيج الموشى بالذهب.


التقينا سيد شعبى مفتش الآثار ببهنسا والذى رافقنا فى هذه الجولة التى أخذتنا إلى حقب زمنية بعيدة، وأكد أن القرية تضم أكثر من 19 قبة أثرية مسجلة لدى وزارة الآثار، وتقع المنطقة الأثرية داخل جبانات لأهالى القرية وغيرها من القرى المحيطة بها بل، أن العديد من الأهالى يقطعون مسافات كبيرة من القاهرة إلى بهنسا من أجل دفن ذويهم هنا تباركا بال البيت وببركة هذه الأرض.


وأشار إلى أنه يوم الجمعة من كل أسبوع تمتلئ القرية بالعديد من الزوار وتأتى أتوبيسات سياحية خاصة من جنسيات دول شرق آسيا وبعض طلاب الأزهر والقليل من الدول العربية من أجل زيارة الأضرحة والتعرف على المكان وللأسف يكون ذلك بعيدا تماما عن الوزارة، حيث يتم التنسيق من خلال بعض الأفراد وتكون الرحلات خاصة، وبالتالى فإن ذلك لا يجعل هناك عائدا من هذه الزيارات وبالتالى لا تكون هناك أى موارد للوزارة من هذه الرحلات وهذا ما طالبنا به منذ أكثر من 3 سنوات حتى وأن كان ذلك فى صورة قطع تذاكر بمبلغ بسيط للزيارة وحتى الآن نحن فى انتظار الاستجابة.


سياحة خارجية وداخلية
قال حسن عبدالصبور أحد سكان القرية أنه رغم ما تحتويه بهنسا من كنوز أثرية إلا أن بعض الأضرحة بحاجة إلى نظرة من وزارة الآثار والمسئولين من أجل الاهتمام بها فبعضها يحتاج إلى ترميم والآخر يستغيث من الإهمال وعلى الرغم من هذه الأوضاع إلا أن هناك العديد من الزائرين لهذه الأضرحة سواء سياحة خارجية أو داخلية.


ويضيف أن الأهالى أيضا يأتون من كل صوب وحدب تباركا بهذا المكان كل أسبوع فتقول سيدة غريب أحد سكان القرية أحرص أسبوعيا على زيارة الأضرحة واصطحب معى ابنتى باستمرار والزائرون يحبون دائما الاستماع إلى قصص آل بيت الموجودين بالقرية والتبرك بالمكان.
أما عوض صابر والذى تعدى عمره العقد التاسع فيقول يصادف أن منزلى بالقرب من ضريح أبناء سيدنا أبى بكر الصديق ونسله لذا تجدنى بين الحين والآخر أجلس بجوار الضريح وأتبارك به وأقوم بالدعاء لأبنائى وأحفادى.


ويؤكد رمضان عبد الرحيم أن يوم الجمعة من كل أسبوع يكون بمثابة عيد فى بهنسا وذلك بسبب كثرة أعداد الزوار، سواء من داخل القرية أو من القرى المجاورة والذين يحرصون منذ ساعات الصباح الأولى على زيارة الأضرحة والمكوث لساعات كبيرة بداخلها، وهذا ما أحرص عليه أنا وبعض أفراد أسرتى أيضا.
 

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة