د.أسامة السعيد
د.أسامة السعيد


د.أسامة السعيد يكتب: بقلم: د.أسامة السعيد

أسامة السعيد

الثلاثاء، 20 أغسطس 2019 - 12:28 ص

 

لا أعرف إحصاء رسميا دقيقا لعدد المقاهى أو «الكافيهات» فى مصر، لكن الأرقام المتداولة والمنسوبة إلى الجهاز المركزى للتعبئة والإحصاء تشير إلى وجود 2 مليون مقهى فى البلاد بنهاية العام الماضى.
وتستحوذ محافظة القاهرة على 150 ألف مقهى منها، وتبلغ التكلفة الاقتصادية التى ينفقها المصريون سنويا على تدخين السجائر والشيشة 40 مليار جنيه، ويرتفع الرقم إذا ما أضيفت إليه تكلفة المشروبات الأخرى.
وليس لديّ مشكلة مع تلك الأرقام، فنحن مجتمع كبير يعيش به 100 مليون إنسان، لكن مشكلتى الحقيقية مع ما تشهده تلك المقاهى، التى باتت بحكم المعاصرة والتطوير «كافيهات» لا تكتفى بتقديم المشروبات، بل تحولت إلى مجتمع متكامل، يتنافس أصحابه على التقاليع والابتكارات من أجل جذب الزبائن، فتجد طابورا من الشباب يجلس حتى الساعات الأولى من الصباح ينتظر دوره فى «البلاى استيشن»، أو تمتد الجلسة لليوم التالى والجميع منهمك فى لعبة إلكترونية عبر الإنترنت.
المشكلة أن كل ذلك يحدث، فى مجتمع يشكو كثير من شبابه الجالس على «الكافيه» من البطالة، ولو تحدثت مع واحد منهم فستجد رؤيته السوداوية طافحة على كل شيء، فمن أين يأتى هذا الشباب «العاطل» إذن بمائة جنيه على الأقل تكلفة الجلسة اليومية على الكافيه؟!، وطبعا ترتفع تلك التكلفة إذا كانت هناك مباراة مهمة، أو وصلت لمستوى كافيهات «المنيمم اتشارج»!!
ولستُ بحاجة للإشارة إلى كم المخالفات القانونية التى ترتكب فى العديد من تلك الكافيهات، بداية من الاعتداء على الرصيف وحق المشاة، وسرقة الكهرباء والمياه، والتهرب الضريبى، وصولا إلى ترويج المخدرات وأساليب التغييب بكل أنواعها، فهذا أمر غير خافٍ على الأجهزة المعنية، لكن للأسف الشديد عندما يدخل القانون إلى «الكافيهات»، التى لا تكاد تخلو منها بقعة واحدة فى طول البلاد وعرضها، تجد القانون وقد جلس ليتناول «الشيشة» مرددا شعار «مرفوع مؤقتا من الخدمة»!

 

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 

 
 
 

مشاركة