صورة أرشيفية
صورة أرشيفية


خدعوك فقالوا «إن فاتك الميرى.. اتمرمغ فى ترابه»| الوظيفة الحكومية.. ثقافة تنتظر التغيير «ملف»

محمد قنديل- ياسمين سامي

الأربعاء، 21 أغسطس 2019 - 05:18 ص

 

«إن فاتك الميرى اتمرمغ فى ترابه».. مثل شعبى قديم ثبت خطأه مع مرور الزمن،  فالوظيفة الحكومية لم تعد كما كانت من قبل الحلم الذى يبحث عنه الكثيرون خاصة بعد زيادة عدد الموظفين فى الجهاز الإدارى للدولة وضعف الرواتب والحوافز وتراجع الأرباح والمكافآت،  إلا أن البعض مازال يبحث عن الوظيفة الحكومية وقد يدفع « دم قلبه « من أجل اللحاق بهذه الوظيفة «..ويبقى السؤال: إلى متى تتغير نظرتنا إلى الوظيفة الحكومية التى أصبحت لا تجدى ولا تفيد ؟ !


بداية يؤكد الدكتور طه أبو الحسن أستاذ علم الاجتماع أن التعليم الفنى فى الوقت الحالى يعانى بشدة بسبب الجيوش التى تخرجت من الكليات وتغزو الأسواق بدون علم حقيقى وليس لديهم أى خبرة، الأمر الذى جعل سوق العمل يتأثر بشكل كبير وأساء لسمعة مصر التعليمية مشيرا إلى أن المجتمع أصبح شغله الشاغل فى الوقت الحالى على خريجى الجامعة.


ويضيف أبو الحسن أن التعليم الفنى والصناعى هو أحد أهم المخارج التى ستنقذ هذه الدولة من الكبوات التى تمر بها لأن هناك العديد من الأمثلة التى استطاع من خلالها التعليم الفنى والصناعى التقدم بالدول التى اهتمت به مثل الصين واليابان،  فمنذ أيام قليلة أعلنت نقابة أطباء الأسنان عن استيائها من الأعداد الكبيرة التى تتخرج فيها دون عمل يحقق لهم قوت يومهم،  وعلى شاكلتها كلية الصيدلة فهذه الكليات تهتم بالمظاهر فقط،  مؤكدا ان المحاسب والمحام هما اكثر المهن التى يمتهنها الأوربيون والامريكان وليست كليات «القمة « كما يقال،  كذلك لايوجد مجتمع يستطيع تحمل مثل هذه الكثافة العليا.


ويشير أستاذ علم الاجتماع إلى أن اهتمام الدولة بالتعليم المهنى والصناعى مؤخرا مفيد لعدد كبير من الشباب وسيعيد العديد من المهن التى يفتقدها السوق المصرى،  بالإضافة إلى رفع معدلات الكفاءة،  وكان للقوات المسلحة السبق فى الاهتمام بالمعهد الفنى للقوات المسلحة، الذى تخرج فيه العديد من النماذح المتميزة.


ويقول ابو الحسن ان هناك مثالا آخر لنظرة المجتمع فى بعض المهن فالممرض هى وظيفة مهمة جدا فى الخارج ويعطونها العديد من الاهتمام وفى مصر يتم النظر لها نظرة سيئة فهذه النظرات تؤثر بشكل عام على المهنة،  رغم أهميتها الشديدة فى المجتمع المصرى.


ويؤكد أبو الحسن على الدور الكبير للإعلام فى تغيير هذه الثقافة السائدة لدى العديد من أبناء الشعب المصرى،  فالأفلام والمسلسلات أبرزت شكلا مخالفا للحقيقة للمدرس على سبيل المثال ووضعته فى ثوب الشخص الذى يحمل الحقيبة وملابسه غير نظيفة وفى المقابل قامت بتشبيه الطبيب بانه الشخص النظيف فى ملبسه ومظهره على الرغم من أن المدرس هو مؤسس المجتمع الرئيسى.


ويقول د.حسن الخولى أستاذ علم الاجتماع أن الوظيفة الحكومية لم يعد لديها القدرة على مواجهه تطور الوظيفة الخاصة بحكم الزمن ففى الماضى كان للوظيفة الحكومية رونقها وقوتها واحترمها والكل كان بالفعل يلهث وراءها حتى التعليم الحكومى،  مضيفا أن التعليم الفنى هو المستقبل ففى الماضى كان يوجد الثانوية الصناعية والتجارية والزراعية،  ومن يعمل بها يتقاضى عنها أجرا أفضل من موظف الدرجة الأولى بالقطاع الحكومى.


ويشير إلى أنه لابد من تكاتف الإعلام والنوادى الثقافية فى زيادة الوعى لأولياء الأمور ان الوظيفة الحكومية لم تعد كما كانت وعليهم ان يدفعوا بأبنائهم إلى التعليم الفنى حتى يصبحوا عمالا مهرة بكفاءة عالية وحتى لا تزيد نسبة البطالة فى المجتمع المصرى

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 

 
 
 

مشاركة