صورة أرشيفية
صورة أرشيفية


«العصفوري» يفضح مسرح الرغي والخطابة والبلاهة

عاطف النمر

الأربعاء، 21 أغسطس 2019 - 06:39 ص

مازال التفاعل مستمرا على مواقع التواصل الاجتماعى تجاه لائحة المسابقة الثالثة بالمهرجان القومى للمسرح المصرى المتعلقة بعروض الاطفال، فتلك اللائحة حرمت مبدعى عناصر الديكورالاضاءة والملابس وبقية مفردات الصورة البصرية والسمعية من الجوائز المنصوص عليها فى نفس اللائحة بالنسبة لنفس المفردات فى مسابقة العروض الكبيرة ومسابقة الشباب، مما ينم عن افتقاد العدالة والمساواة بين جوائز المسابقات الثلاث.


وقد نسب الناقد د. محمد زعيمة لرئيس المهرجان انه عندما سئل عن حرمان هذه المفردات من الجوائز فى مسابقة عروض مسرح الطفل قال إن هذه العناصر فى العروض المتسابقة بمسار هى عناصر مسروقة ومنقولة من عروض أجنبية!.


ويضيف د. زعيمة: ورئيس المهرجان نصب نفسه بهذا التصريح فى المؤتمر الصحفى حكما واتهم العروض المتنافسة بالسرقة دون ان يدرى ان اسم المهرجان هو المهرجان القومى للمسرح المصرى، وفى كلامه اتهام خطير جدا، كما أنه ليس من اختصاصه الحكم على العرض٬ والا لماذا هناك لجان تحكيم، وسؤالى الأهم هل شاهد رئيس المهرجان هذه العروض بافتراض انه شاهد العروض الأصلية المسروق منها ؟ اتمنى منه الرد والافادة.

 

ولكثرة ما اثير من ردود الافعال الغاضبة تجاه تلك الأزمة التى افتعلتها لائحة المهرجان وتصريحات رئيسه، خرج المخرج الكبير القدير سمير العصفورى عن صمته وهو صاحب التاريخ والرصيد المؤثر فى المسرح المصرى والعربى وعقب قائلا: هناك فرق كبير بين نقل تفاصيل عرض عالمى، وأقول لماذا عالمى، لأنه عرض تجاوز المنشأ وتكرر فى بلدان أخرى، ويتجاوز لماذا؟ لأنه يتوافق مع ثقافة مغايرة ومذاق جديد وتناول لآليات ووسائل مابعد الحداثة وفنونها الرقمية.

 

لقد عاصرت غزوة هذه الأساليب الأكثر قوة وهى تقتحم المسرح الفرنسى فى باريس خلال ثوره الطلاب وما بعدها، دخول الجديد «ديزنى لاند وغيره» التى حركت خيال الصغار والكبار، أنه ليس تقليد نص أو عرض، بل الاقتناع بأسلوب يفكك جمود النصوص الميتة ويتعامل مع كل الفنون من قدرات جمالية وشعرية وموسيقية ويدمج الرقص والعرايس والتشكيل والكتابة الرقمية والشاشات، ويدوخ المسرحى القديم فهو لن يقبل هذا التطرف ولا التصرف المجنون،.

 

فهذا المسرحى عبد الدفتر ابن للرغى والخطابة والبلاغة والبلاهة، وتحكيم المسطرة التى لا تصلح فى قياس الجديد، وبصدق لولا خضوع المسرح الرصين فى العالم لتوجهات نظر الجديد، لمات المسرح فى ثيابه القديمة، من هنا لا يصح التعامل بقسوة مع فنانين مصريين فتنهم اسلوب عالمى جديد فى التعبير، هم ليسوا لصوصا ولا مقتبسين، هم قوم آمنوا بأن بالدنيا لغة أخرى تجذب المشاهدين كبارا وصغارا بدلا من تلال الرغى، أعنى مسرح الكلام الكثير، احترموا التأثر بما فى الدنيا، ولا تقطعوا علاقة جيل يراها أفضل وأجمل وانجح، وقد نجحوا بالفعل فى كل عروضهم، وللأسف انقطاع الاطلاع على جديد الجديد وتطورات وتحديثات الخطاب المسرحى العالمى مازال يسود التفكير القديم للمدرسة المنتهية الذى يسيطر ويتواجد ويرفض،مجرد الاستماع إلى الفكر الاحدث، ليتنا نتخلص من فكرةالتسابق ونفتح الباب لكل الطاقات لصنع مسرح بجد.


انتهى كلام القدير سمير العصفورى.. انتهى كلام «الأستاذ» فهل وصلت الرسالة لتلاميذ الجمود من ابناء مدرسة الخطابة والبلاهة كما أشار ؟ !

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة