أفلام عيد الأضحى
أفلام عيد الأضحى


نقاد: «ولاد رزق 2» حقق المتعة البصرية.. و«خيال مآته» أسوأ مما كُتب عنه

دعاء فودة

الخميس، 22 أغسطس 2019 - 05:14 م

مرت 10 أيام على انطلاق عرض أفلام موسم عيد الأضحى السينمائي، والذي يتنافس فيه عدد محدود من الأفلام منها «ولاد رزق 2»، و«الفيل الأزرق 2»، و«خيال مآته».. ورغم محدودية الأمر؛ لم تتمكن كل الأفلام المعروضة من الاستمرار في المنافسة على شباك التذاكر بشكل قوي، وترصد «بوابة أخبار اليوم» رأي بعض نقاد السينما في هذا الموسم السينمائي المحدود.

 

«ولاد رزق 2»


قال الناقد السينمائي طارق الشناوي: "نجح المخرج طارق العريان نجح في الإمساك بروح الفيلم، فهو المخرج القادر على أن يقدم لقطاته بتنوع في الإيقاع، وتمكن في الفيلم من الالتزام باتفاق ضمني مع جمهوره، الذي يفعله على مدى مشواره الذي بدأه قبل نحو 30 عاما في أول أفلامه "الإمبراطور"، وتقضي شروط هذا الاتفاق أو التعاقد بأن الجمهور سوف يأخذ بثمن التذكرة مقابلًا من المتعة البصرية، لا يشغل باله كثيرًا بالمتعة الوجدانية والفكرية، وهذا ماحدث في "ولاد رزق 2"، ويعرف العريان أن "الأكشن" جيد الصنع هو الطريق إلى الجمهور، بالإضافة إلى أنه أضاف إليه رشة جريئة من الكوميديا، كما أنه يمتلك شغفا على المتابعة العصرية للغة السينمائية في العالم، كل هذا وضعه في مقدمة المخرجين "الشطار" الذين يثق فيهم المتفرج ويدفع عن طيب خاطر ثمن التذكرة من أجل المتعة".

وتابع "الشناوي": "بالنسبة لأبطال الفيلم، شخصية أحمد الفيشاوي لا يوجد خط درامي له، ولا هو أيضا كان يؤدى بقناعة الدور، شئ ما فاتر في مشاعره، أما أحمد داوود هو الورقة القادمة بقوة للساحة الفنية، فهو من الفنانين الذين يضيفون لمسة خاصة للشخصية، وعمرو يوسف تعامل بهدوء مع الشخصية، وأحمد عز أحيانا كان يتصنع أداء دور البلطجي "أداء صوتي وحركي زاعق"، وكانت غادة عادل جيدة في مشاهدها القليلة، وقدمتها بخفة ظل، وأيضا نسرين أمين بطبيعتها".

أما الناقدة السينمائية ماجدة خير الله، تحدثت عن "ولاد رزق 2" قائلة: "فيلم أكشن جيد، والمخرج طارق العريان، يجيد هذا اللون من الأعمال الفنية، فهو فيلم مسلٍ جدا، وحقق نجاحا مع الجمهور، وتتمتع الصورة فيه بمستوى جيد، وأبطاله كل منهم في مكانه الصحيح في الأحداث، وكانت بينهم منافسة قوية في أداء كل منهم لدوره، فالفيلم بشكل عام جيد الصنع، واستطاع أن يحقق النجاح بدليل إقبال الجمهور، وبالنسبة لأنه جزء ثان لعمل سابق، فهذا لا يعد فقرا في الإبداع، لأن "قماشة" الفيلم والأحداث تتحمل ذلك".

 

«الفيل الأزرق 2»

 

اعتبر الناقد طارق الشناوي فيلم "الفيل الأزرق 2" نقلة مهمة على مستوى السرد والتتابع والرؤية البصرية والسمعية، وقال: "حمل الفيلم مساحات غير مسبوقة للتعبير بالموسيقى والغناء والإضاءة واللون والحركة وأداء الممثلين، الفيلم كان يرقص برشاقة بكل تلك المفردات السينمائية، والسيناريو في جانب منه يبدو في لحظات عشوائيا، والحقيقة أنه يصدر لنا تلك العشوائية عامدا متعمدا، كما أنه يتضمن لمحات كوميدية، وهذا لا يضعه في إطار السينما الكوميديا".

 

وأشار "الشناوي"، إلى أن الفيلم يتضمن تفاصيل عديدة نجد فيها المخرج في حالة هارمونية مع كل العناصر الفنية منذ كتابة السيناريو لـ"أحمد مراد"، الذى قرر أن يصبح فقط نفسه، لديه عالمه ومفرداته، ولا يستعير أصابع أحد ولا خيال أحد، لدينا عناصر إبداعية أضافت الكثير، لتصنع تلك الحالة الخاصة والعميقة والقادرة على جذب مشاعر وعقل وعين المتفرج، والمصور أحمد مرسى والمونتير أحمد حافظ وملابس ناهد نصرالله وديكور محمد عطية وموسيقى هشام نزيه، كل منهم يعزف بأدواته الإبداعية نفس النغمة التي تقف في المسافة بين الواقع والكابوس.

 

وقالت الناقدة ماجده خير الله: "يعتبر الفيلم من أكثر الأفلام التي حققت إيرادات عالية، لأنه كان ذكاء من صناعه أن يقرروا طرحه قبل العيد بأيام قليلة، وينفردوا بالإيرادات دون منافس، أما الفيلم نفسه فكانت الصورة فيه أهم مافي الموضوع، والمخرج مروان حامد يحترف صناعة الصورة والشكل المبهر المميز، واستخدم الخدع السمعية والبصرية بشكل جيد، أما بالنسبة للأبطال فكان كريم عبد العزيز وهند صبري الأكثر تميزا، وباقي أبطال الفيلم كانوا في المستوى العادي، وفي النهاية الفيلم ككل هو عمل جيد الصنع والإخراج".

 

 

«خيال مآته» 


قالت الناقدة ماجدة خير الله عن "خيال مآته": "هو أسوأ مما كتب عنه، أحمد حلمي له أكثر من عمل غير ناجح، ولكن هذا الفيلم تخطى كل ما مضى من الأفلام التي فشلت، والغريب أن هناك اسم كبير في الكتابة تصدر الفيلم، فكيف يوجد هذا الكم من الخطايا في عمل يحمل اسمه؟!، ولابد على أحمد حلمي أن يعتذر عن هذا الفيلم ويقدم عمل ينسي الجمهور هذا العمل السئ، لأنه فنان كبير وناجح فكيف يقدم مثل هذا المستوى الذي جاء به فيلم يعود به بعد غياب 3 سنوات".

بينما أكد طارق الشناوي، أن أحمد حلمي أخفق في اختيار "خيال مآتة"، والفيلم يفتقد الكثير من العمق والوهج، وبرغم شراسة المنافسة، حقق الفيلم في الأيام الثلاثة الأولى لعرضه الأرقام الأكبر مع "الفيل الأزرق2" و"أولاد رزق 2"، وهذا يؤكد أن حلمي، لا يزال يتمتع بجاذبية استثنائية، ولديه شريحة من الجمهور ينفرد بها وهم الأطفال، ولكن القوة الأكبر في توجيه بوصلة المشاهدة، الأسبوع الأول تحسب الإيرادات لقوة جذب النجم، بينما من الأسبوع الثاني يصبح النجم أحد العناصر والشريط السينمائي ككل هو الفيصل، والإيرادات لن تستطيع الصمود طويلا.


واستطرد قائلا: "كانت هناك في الفيلم، محاولات مهزومة لإثارة الضحك، وفي قانون الدراما يجب أن يأتي الموقف بنعومة، والبحث عن ضحكة أو "قفشة" هو مقتل أي عمل فني، وغالبا تأتي على عكس ما هو متوقع، مثل أن نرى في الفيلم "أم كلثوم" عند إعادة مشهد الاستيلاء على "البروش" وهى ترتدي حذاء "كوتش"، وتحمل طفلا على صدرها، يطلقون عليه كلثوم".


وفي النهاية، أعلم أن الفيلم لأسباب متعددة يُواجَه بضربات تحت الحزام لإقصائه عن الجمهور، وفى سابقة خطيرة يتأخر عرضه يومي العيد، ولا يجد أيضا "حلمي" لأول مرة الدفء والحفاوة اللذين تعود عليهما من دور العرض، إلا أن السبب الأول للتراجع عن المقدمة هو محتوى "خيال المآتة" الذي صار أقرب لـ"فنكوش".

 

 

«الكنز 2»


قال طارق الشناوي: "مهما كانت الملاحظات على فيلم "الكنز" يظل شريطا سينمائيا محملا بفيض من الفكر والفن والإبداع، فهو يسبح عكس التيار السائد، أخفق أحيانا في الإمساك بشفرة التواصل، إلا إنه حقا فيلم، ليس فيلم عيد، ويجب الأخذ في الاعتبار أن الجزء الأول لم يحقق إيرادات واضحة لكي تصبح عامل جذب للمتفرج ليعاود استكمال التجربة، ولكن يحسب للمنتج وليد صبري حماسه لفكرة مشروع مكلف ماديا، وغير مضمون تجاريا ولكن سيعيش حتما مع الزمن".

وأضاف أن توصيف الفيلم كجزء ثان ليس دقيقا، فهو أشبه باستراحة داخل الفيلم طالت نحو عام، لأن الفيلم طال زمنه الدرامي ليتجاوز 4 ساعات، وفي ظل الخضوع المطلق لرغبة موزعي الأفلام وأصحاب دور العرض من المستحيل عرض فيلم يتجاوز ساعتين فما بالكم بأربع، ولهذا تم تقسيمه إلى جزأين، الفيلم كمحتوى يسبح في مياه فكرية ودرامية وجمالية مختلفة عن تلك التي تعود عليها جمهور سينما هذه الأيام.

وتحدث "الشناوي" عن أبطال الفيلم قائلا: "لم يستفد محمد سعد من تجربة "الكنز"، بدليل أنه عاد قبل ثلاثة أشهر لتنويعة أخرى على اللمبي في فيلم "محمد حسين" وتكرر الفشل الجماهيري، أما محمد رمضان قدم شخصية تاريخية، مغايرة لما تعود عليه وما ينتظره منه جمهوره، وهو ما يحسب له، وهند صبري واحدة من أفضل ممثلات جيلها، ولكن هذه المرة لم تكن في أفضل حالاتها وطبعا تلك مسؤولية المخرج، أما روبي فهي فيضا من الحضور الطاغي، وموهبة حتى الآن لم يُقدم سوى القليل منها، وكسب محيى إسماعيل، الجولة في العودة للسينما بعد طول غياب، في دور الكاهن الأكبر الذي يبيع كل شئ، مستغلا أنه يملك مفتاح باب الرب، نحن نتعايش مع ممثل عتويل طال حقا اشتياقنا إلى ومضاته الإبداعية".

أما المؤلف عبد الرحيم كمال عاش الفكرة، إلا أنها في أحيان كثيرة لم تعايشه، السرد السينمائي كان أقرب في عدد من المشاهد لمن يمنح درسا مباشرا في التاريخ.

 

 

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة