أحمد عباس
أحمد عباس


تساؤلات

يا توك توك الغرام

أحمد عباس

الخميس، 22 أغسطس 2019 - 08:55 م

 يا توك توك الغرام.. سيب لى فى الطريق حتة
أنا بقبض الألفين.. وانت بتاخد الستة!
مداخلة هاتفية مع أحد برامج التوك شو الأعلى مشاهدة أجراها مُعد الحلقة مع عادل  - سائق توك توك - قال عادل بقلب جامد دون أن يعمل خاطر لأجور موظفى الدولة أمثالى: «الحمد لله أنا شاب عشرينى، خريج جامعى، وأعمل سائق على توك توك، طوال اليوم، يعنى بالبلدى ورديتين، ودخلى الشهرى بعد الوقود، والاهلاك، والخساير، والفصال مع الزباين والمناهدة، وقطع الغيار والذى منه، يتعدى الستة الاف جنيه شهرياً صافى، أُكرر.. صااافى، يعنى بدون ضرائب ولا حجوزات».. طيب بذمتك يا عادل بيه ده كلام!
 طيب يا عادل باشا، تعالى نحسبها واحدة واحدة براحة كده، هل تعلم ان الموطن، أى موطن، فى أى دولة فى العالم، بيدفع ضرائب على دخله؟!، وان سعادتك عايش على نفقة الموظف الغلبان محدود الدخل، الذى يتقاضى نحو ثلث شهريتك، وأنك بتتعالج على حسابه، وماشى على طريق اترصف بفلوسه، وبتشرب مياه محلاة على نفقته، ثم انك واخد حقه وحق المشاة فى الشارع نفسه، وأولادك هايتعلموا من جيبه، كل ده ببساطة لانه بيدفع ضرائب، وحضرتك لأ!
 عزيزى قائد التوك توك.. اركن على جنب!
 هل تعلم يا كابتن عادل، أن نحو 5 ملايين توك توك يسيرون فى أنحاء مصر، فى أرقى مناطقها وأدناها، وأغلبها مسيرة بدون تراخيص سير، ولا سائق مؤهل، وربما لم يتجاوز السن القانونية، وأنها لا تدفع تأمين اجبارى مثل السيارات أو الدراجات البخارية، ذلك فى حالة  - لاقدر الله - أن هذه المركبة انقلبت على جنبها فجأة، وأصيب الراكب.
 تعال يا عادل نفكر من غير زعل.. لماذا تتمختر أنت فى الشارع طولا وعرضاً، يميناً ويسارا بلا حسيب ولا رقيب، أما أنا اذا استوقفنى رجل مرور يقظ، أدفع غرامة فورية على انكسار مراية الباب التى كسرها أحد زملائك فى الـ «توك توك»، ولماذا اذا حالفنى الحظ وأمسكت بهذا السائق الأهوج لا أستطيع أن آخذ منه لا حقا ولا باطلا، لأنه بدون رخصة، وكيف أطمئن على نفسى وعلى أسرتى اذا قررت السير على رجلى فى ساعة عصارى، ومتى ستفهم أنت وأعوانك أن الطريق لنا جميعاً!
 أما الآن يا أستاذ عادل، أنا مواطن سَلم تماماً بضرورة بقاء التوك توك فى الشوارع، بل وأهميته أيضاً، ان لم يكن لى فلأكثر الناس، وسَلمت أيضاً بأنه وفر فرص عمل مباشرة تقترب من نحو 8 ملايين فرصة أو تزيد، مع تحفظى على أنه فرغ المهن من أمهر الصناع. وأننى حتى لو رفضت سيرك فلن أجد أمامى الا أن أرزع رأسى فى أقرب حيط، أو أن أحتجب عن النزول إلى الشارع، وأنا لست من هواة «الرزع» على الفاضى، ولن أستجدى عطفك هذه المرة، وانما أتوجه للحكومة الشهمة، والتى تُصر يوما بعد يوم على الحفاظ على هيبتها، وصلابة قدرتها، فلم يعد أمامى الا مناشدتها بدموع غزيرة:
 أرجوكم رخصوا التوك توك، أرجوكم رخصوا التوك توك، أرجوكم رخصوا التوك توك. أو أن أطالبها بمساواة دخلى بالسيد عادل بيه كعب الغزال!

 

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة