المتهم
المتهم


جحود الأبناء| جريمة قتل بطلها المخدرات

د.محمد كمال

الأحد، 25 أغسطس 2019 - 06:40 م

 

◄اعترافات القاتل.. سرقت وقتلت من أجل شمة هيروين

◄المتهم ظننت أن كل مشاكلي ستنتهي بهذه الجريمة!

لم يحسب حساباته جيدًا اتجه إلى أصدقاء السوء وسهرات الكيف والفرفشة، وبمرور الوقت خسر عمله بسبب استهتاره، ساءت الأحوال المالية، لم يعد أمامه سوى الاستدانة من كل غريب وقريب حتى فقد صوابه تمامًا، دفعته الظروف لارتكاب جريمة قتل بشعة سببها المخدرات، جريمة أشبه بأفلام الرعب المخصصة للكبار فقط، أعماه ضيق الحال عن البحث عن أي حلول منطقية للخروج من أزمته المالية الطاحنة.

طلب من خالته اقراضة بعض المال للخروج من عثرته المالية، لكنها رفضت بحجة إنه عاطل وبلا عمل ولن يتمكن من السداد، شعر بالإهانة وقرر ضرب أكثر من عصفور بحجر واحد، كان قراره حاسمًا وحازمًا، أولًا قتل خالته حتى يرد على اعتباره على اهانتها له، ثانيًا لسرقة مقتنياتها الذهبية وبضعة آلاف من الجنيهات التي تحتفظ بها داخل شقتها، شاءت الظروف ألا يرتكب جريمة واحدة وإنما ثلاثة جرائم قتل خالته وقتل زوجها الذي تدخل لإنقاذها ثم سرق محتويات الشقة وفر هاربًا قبل أن يسقط في قبضة رجال الشرطة.

الفاشل 

فشل المتهم منذ عدة سنوات مضت في الاستمرار في أي عمل جيد يدر عليه دخل ثابت، لذا وجد ضالته في القيام ببعض عمليات السرقة والنهب والسطو على ممتلكات الآخرين فاختار طريقًا ظن إنه الأفضل للوصول إلى القمة سريعاً، العديد من جرائم السرقة التي ارتكبها دون أن يسقط في قبضة رجال المباحث وهذا ما شجعه على التمادي في ممارسة نشاطه الإجرامي، إلى أن جاءت له الفرصة العظيمة هكذا صور له شيطانه، ذهب لزيارة خالته في منزلها، شاهد مظاهر الثراء تظهر عليها وعلي زوجها التاجر، لمع في عينيه بريق المصوغات الذهبية التي ترتديها خالته، لم يراع صلة القرابة ولم يعبئ بصلة الأرحام وفي لحظة غادرة تفتق ذهنه إلى خطة جهنمية للحصول على أموال عمته وزوجها التاجر.

الطرد من المنزل

كانت ظروفة المالية في هذا التوقيت بالغة القسوة، اقترض من كل معارفه وأصدقائه حتى أغلقت في وجهه كل الأبواب التي طرقها، لم يتبقى أمامه سوى باب خالته التي كانت بمثابة والدته وتعامله معاملة طيبة، ذهب إليها طالبًا منها بضعة آلاف من الجنيهات حتى يتجاوز أزمته المالية الطاحنه، لكن رد فعل خالته كان مفاجئًا له، نهرته بشدة وعايرته بعدم تمسكه وبقائه في أي عمل لفترة طويلة بسبب سوء سلوكه وإدمانه للمخدارت، مؤكدة له أنها لن تمنحه مزيدًا من الأموال إلا بعد أن يعود لرشده ويستقيم حاله، لكن هذا الكلام لم يمر على المتهم مرور الكرام، نشبت بينه وبين خالته مشادة عنيفة قامت على إثرها بطرده من المنزل لسوء سلوكه.

رد الاعتبار

غادر الشاب العاطل منزل خالته وهو يجر أذيال الخيبة والحسرة، شعورة بالإهان سيطر على كل تفاصيله، لذا كان يفكر في حل غير تقليدي يحقق له كل ما يرد، «رد الاعتبار والخروج من النفق المظلم لأزمته المالية»، بنى قصور من الأحلام والطموحات كان يظن أن منزل خالته مليء بمئات الألوف، أعتقد أن قيامة بسرقة منزلها بما يحمله من أموال ومصوغات ذهبية سيكون بمثابة مكافأة نهاية الخدمة وبعدها سيتقاعد عن السرقة تماماً ويبدأ حياته ليسير في طريق آخر، كان يؤمن بأن أموال خالته تعتبر الجائزة الكبرى التي ستحقق له ما يريد، وستكون بمثابة الكنز الذي سيفتح له أبواب السعادة، تبقى فقط طريقة التنفيذ.

جحود الأبناء

كان تخطيطه لا ينصب على السرقة فقط وإنما على القتل وكأن السرقة وحدها لا تكفي ويجب إراقة الدماء هكذا عقد المجرم صفقة مع الشيطان، وفي التوقيت المحدد سلفًا، وصل إلى العقار الذي تعيش فيه خالته، طرق باب الشقة وبمجرد أن استقبلته دفعها بقوة وعاجلها بضربة اسقطتها أرضًا ثم قام بذبحها بدم بارد، وعندما شاهد زوج المجني عليها المشهد المؤلم حاول التدخل لإنقاذ رفيقة العمر والدفاع عنها كان نصيبه طعنة قاتلة أسقطته صريعًا على الفور، ارتكب المجرم جريمته دون أن يرق قلبه لمنظر الدماء المتناثرة هنا وهناك، هرول داخل الشقة للبحث عن ضالته المنشودة لكن شاء حظه العاثر إلا يجد سوى بضعة آلاف فقط من الجنيهات وبعض المشغولات الذهبية البسيطة، كانت صدمة قاسية ومبلغ لا يتناسب مع حجم الجريمة البشعة التي ارتكبها، لحظات من الصمت والحزن ارتسمت على ملامح وجهه، لكن ما باليد حيلة حمل كل ما طالته يداه ثم فر هاربًا.

صدمة قاسية

على الجانب الآخر تلقى رئيس مباحث قسم شرطة روض الفرج، بلاغًا من أحد الأشخاص، يفيد بالعثور على جثة خالته وزوجها موظف بالمعاش، مصابين بجروح نافذة وقطعية بأنحاء مختلفة بالجسد، وتبين أن المجني عليهما هما كل من «سميح م.» 68 عامًا، وزوجته «هدى»، 60 عامًا، ربة منزل، وأنهما ملقيان بأرضية الشقة ومحاطان بكمية كبيرة من الدماء، وبهما العديد من الإصابات التي أودت بحياتهما.

المخدرات السبب

تم تشكيل فريق على أعلى مستوى حيث أثبتت التحريات أن نجل شقيق المجني عليها،  توجه لزيارتهما بالمصادفة، ووجد باب الشقة غير محكم الغلق، وعندما قام بطرق الباب ولم يستجب أي منهم دلف إلى الشقة فوجدهما مقتولان، بينما أفاد الجيران بأنهم سمعوا أصوات استغاثات من المجني عليهما لكنها لم تكن واضحة.

 كشفت التحريات، أن آخر شخص كان في مكان الجريمة، هو نجل شقيقة المجني عليها، ويدعى «مؤمن»، 34 عامًا، عاطل، حيث تم إعداد مأمورية أمنية لمداهمة مكان اختباء المتهم والقبض عليه، وبمواجهة المتهم اعترف بارتكاب الجريمة نظرًا لمروره بضائقة مالية كبيرة ورفض خالته إقراضه مبلغ من المال لذا لم يجد مفر من قتلها والاستيلاء على أموالها، لافتًا إنه لم يكن يقصد قتل زوجة خالته وإنما خشى من افتضاح أمره بعدما تعرف عليه زوج خالته لذا قام بقتله أيضًا، تم إحالة المتهم إلى النيابة العامة التي أحالت الأمر برمته إلى محكمة جنايات القاهرة بالعباسية، التي قررت برئاسة المستشار محسن مبروك، وعضوية المستشارين محمد عبد المالك، وأحمد أبو عمرة، تأجيل القضية إلى جلسة الأول من سبتمبر للإطلاع على كافة الأوراق.

 

 

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 

 
 
 

مشاركة