جـلال عـارف
جـلال عـارف


فى الصميم

غشاشون.. أم قتلة؟!

جلال عارف

الأحد، 25 أغسطس 2019 - 08:29 م

واحدة من الجرائم التى لا مثيل لحقارتها.. أن تعطى المريض دواء فاسدا أو منتهى الصلاحية. آخر ما قرأت ضبط عصابة تجمع الأدوية منتهية الصلاحية وتتلاعب بالتواريخ وتعيد طرحها فى الأسواق. وهناك أيضا العصابات التى تقوم بالغش فى معامل تحت السلم وتنتج أدوية بلا فاعلية تضعها فى عبوات مقلدة تجد طريقها لبعض الصيدليات.
هذه ليست جرائم غش. بل جرائم قتل متعمد يرتكبها مجرمون بلا ضمير. أن «تغش» فى صنع قميص أو حذاء شىء.. وأن «تغش» الدواء شىء آخر. الثمن هنا «مع الدواء» قد يكون روح إنسان. والعقاب هنا لابد أن يتساوى مع الجريمة وأن يشمل كل من يشارك فيها.
ربما نحتاج لنظام أكثر صرامة لجمع الأدوية منتهية الصلاحية، ولمطاردة المجرمين الذين يقومون بانتاج أدوية مغشوشة.. والأهم أن نغلق الأبواب تماما أمام وصول هذه «الأدوية» إلى الصيدليات، وأن يشدد القانون العقاب على كل من يشارك فى هذه الجرائم.
نفس الشىء مطلوب فى جرائم البناء غير المطابق للمواصفات أو الذى يستخدم مواد بناء غير صالحة. نحن هنا لسنا أمام قضايا غش أو تلاعب أو حتى قتل خطأ. من يفعل ذلك عن علم وتدبير يرتكب جرائم قتل عمد أو شروع فيه.
لو أدرك هؤلاء ومعهم من يقود قطارا بلا فرامل، أو يترك جهاز غسيل الكلى يقتل المرضى.. لو أدركوا أنهم سيحاسبون باعتبارهم قتلة، لترددوا ألف مرة قبل أن يغشوا الدواء أو يبنوا العمارات لتقع على من فيها أو يقتلوا الأبرياء بإهمال لا يغتفر أو فساد لا مجال للتسامح معه أو تدبير شيطانى يقدم للمرضى السم بدلا من الدواء.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة