عبلة الروينى
عبلة الروينى


نهار

الهولوكوست لماذا؟..(١)

عبلة الرويني

الأحد، 25 أغسطس 2019 - 08:50 م

ما الذى يدفع كاتبا مسرحيا شابا لاختيار موضوع «الهولوكوست» لمعالجة الإضطهاد الموجه ضد الفلسطينيين (تحديدا) داخل الأرض المحتلة؟!.. لماذا يطابق الصورة، ويوحد بين (الفلسطينى) و(اليهودى) فى لحظة واحدة؟!.. ويثير عاصفة من الجدل والأسئلة والإلتباسات وعدم فهم رسالته ولا رؤيته، وأيضا سوء الظن والإتهام بالتطبيع والتآمر والتمويل وسوء القصد!!!..
(سوبيبور) هو اسم العرض المسرحى الذى قدمته فرقة جامعة عين شمس قبل أيام، وشاركت به فى المهرجان القومى للمسرح (المقام حاليا)... سوبيبور هو اسم معسكر أقامه النازيون فى شرق بولندا ( ١٩٤٢) لإبادة اليهود.. والعرض المسرحى يصور معاناة اليهود داخل المعسكر النازى، ليشي ر المؤلف، أو يربط بين ما حدث لليهود (قديما) وما يحدث للفلسطينيين الآن فى الأرض المحتلة...
والعرض بداية من العنوان (سوبيبور).. ومن اختيار الموضوع (معاناة اليهود).. يضع المتلقى فى القراءة المضادة والخلاف الحاد والإتهامات... رأى البعض فى المسرحية، إدانة قوية للإرهاب الإسرائيلى ضد الفلسطينيين، وربط بين جرائم النازية وجرائم الصهيونية، حين يتحول المشهد المسرحى من خلال الإضاءة، من الصليب المعقوف (رمز النازية) إلى نجمة داود السداسية.. لتعلن المسرحية (عبر إشارات مختلفة) أن ما يحدث من إبادة للفلسطينيين اليوم، هولوكست آخر تقوم به إسرائيل!!.... لكن هناك من صرخ فى وجه العرض باتهامات واضحة، إلى حد مطالبة الكاتبة أمنية طلعت بمحاكمة العرض واتهام أفراده بالتطبيع والتمويل، واتهام العمل المسرحى بخدمة قضايا العدو، وتجميل الشخصية اليهودية والتعاطف معها... فطوال المسرحية يركز المخرج وهو نفسه المؤلف (محمد زكى) على معاناة اليهود فى المعسكرات النازية.. بينما يمر سريعا فى جمل قصيرة جدا (من خلال صوت خارجى) على معاناة الفلسطينيين داخل الأرض المحتلة!!
الموضوع خطير وشائك، يحيل العدو إلى سؤال.. ويحيل معاناة اليهود إلى تعاطف.. فلماذا يختار المؤلف موضوع الهولوكوست لتقديم رؤيته المسرحية؟!.. ولماذا (السوبيبور) نموذجاً للمعاناة والإبادة؟!....

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة