كرم جبر
كرم جبر


إنها مصر

الاستقواء بالكلاب!

كرم جبر

الأحد، 25 أغسطس 2019 - 09:11 م

 

خطرها مستمر فى ترويع الناس، ولا نتحرك إلا بسبب لقطة فيديو على فيس بوك لكلب مفترس، فتقوم الدنيا ويتم القبض على المتهم، وتسليم الكلب للطب البيطرى، وبعدها تهدأ الضجة رغم استمرار الخطر، انتظاراً لفيديو آخر.
جرائم الكلاب، أياً كان من يستخدمها، من أخطر جرائم البلطجة ويتساوى فى ذلك صاحب جاه، يقتنى كلباً من نوع الزاس الألمانى الرهيب، أو من كلاب الشوارع، لأن الترويع لا يختلف بنوع الكلب، ولكن الكلاب المدربة تكون أكثر عنفاً وخطورة.
فى زياراتى الأخيرة لبعض البلدان الأوربية، لاحظت اختفاء موضة الكلاب، واستبدالها بالأطفال الصغار أو بعربات مليئة بالزهور، كل أم أو أب يجر أمامه عربة فيها طفل أو طفلة، بعد أن تراجعت معدلات الإنجاب فى هذه الدول، وحتى الكلاب ليست من الأنواع الشرسة والعدوانية.
بالطبع مصر لا تعانى من نقص المواليد، فنحن ننجب 2.5 مليون طفل كل سنة، بمعدل دولة متوسطة الحجم، أو دولتين صغيرتين، ولكن المعنى المقصود هو أن الشعوب تتغير ميولها حسب احتياجاتها، فى ظل ضوابط صارمة تصون سلامة البشر.
لماذا يقتنى الناس الكلاب؟
للحراسة، تمام.. بشرط استكمال الإجراءات القانونية، وأهمها عدم إطلاق الكلب دون قيد فى الأماكن العامة، وتكميم فمه، وأن يكون تحت السيطرة التامة لصاحبه، مع التطعيمات والشهادات الصحية، التى تخفف خطورته إذا عقر الآخرين.
للوجاهة والمنظرة، كثير من الناس يفعلون ذلك، وهم الخطر، لأن استعراض شراسة الكلاب يؤدى فى النهاية إلى كوارث، وهى صور منفرة وقبيحة بدأت فى الانتشار فى الأحياء الشعبية والكومباوند والمدن الجديدة.
صاحب الكلب لا يهمه إلا الكلب، حتى لو تسبب فى إيذاء الناس وألحق بهم ضرراً، وفى حالات كثيرة تجده يدافع عنه، ويتهم الضحية بأنه هو المسئول، لأنه «جر شكل» الكلب.. عذر أقبح من ذنب.
كلاب الشوارع أصبحت غلبانة، وتشقى ليلاً من أجل لقمة العيش، وتنام نهاراً من التعب، وقلَّ انتشارها وتراجعت جرائمها، فليس لها ظهر تستند عليه، ولا صاحب قوى يدللها ويقدم لها الطعام والشراب، ويوظفها لإيذاء الآخرين.
بعض الناس فقدوا الشعور والإحساس، ويستحقون البتر، وشاهدنا كثيراً لقطات مصورة لفتوات يمسكون الكلاب ويهددون بها الأبرياء، والكلب مثل الأسد المتوحش، ولا يرحم إنساناً يلتمس النجاة بالصراخ والرجاء.
أكثر مساوئنا هى «التقليد الأعمى»، فإذا أصبح الكلب موضة، يتسابق كثيرون لاقتنائه مسايرة للموضة، حتى ولو لم تكن لهم حاجة إليه.
أما قصص الحب بين الكلاب والبشر، ووفاء الكلب وصدقه وحميميته، فهذا سلوك إنسانى راق، ويكون مدعاة لتعميم الدعوة للرفق بالإنسان، على غرار الرفق بالحيوان.
نحتاج انضباطاً قانونياً يشدد العقوبات، وإجراءات سريعة وعاجلة أمام المحاكم، ولو صدر حكم واحد مشدد ضد من يستقوون بالكلاب، سوف يضع كل مستهتر عقله فى رأسه.

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 

 
 
 

مشاركة